الطريق
السبت 3 مايو 2025 10:55 مـ 6 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
فيديو الأسير الإسرائيلي يفضح نتنياهو ويشعل الشارع موقف مؤثر مع الفنان فتوح أحمد: فضلت محروم من الخلفة 20 سنة شاهد| أرملة الشهيد مقدم أركان حرب عادل عبد الحميد تحكي لحظات استشهاد زوجها فيديو| في حضن الزقازيق ودفاتر الطفولة.. نشأة صلاح عبد الصبور مادلين طبر تحصد جائزة الريادة السينمائية من مهرجان المركز الكاثوليكي 2025 وزيرة البيئة توجه باتخاذ الإجراءات العاجلة لاحتواء تلوث بترولي قرب مدينة أبورديس شاهد| من داخل غزل المحلة.. شباب مصر يصنعون معجزة النسيج بأيديهم سيدات الأهلي يتوجن بكأس مصر لكرة السلة «التجلي الأعظم».. مشروع تخرج بإعلام الأزهر يلقي الضوء على المعالم السياحية في مدينة سانت كاترين رئيس الوزراء يغادر الجابون بعد مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الجابوني بريس نجيما رئيس جامعة أسوان يكرم أساتذة كلية الإعلام المشاركين في تحكيم مشروعات تخرج طلاب آداب إعلام لوحات استعراضية متنوعة لشباب كفر الشيخ تزين خشبة مسرح وزارة الشباب والرياضة في منافسات مجال الفنون الشعبية

الداخلية في حرب أكتوبر.. لماذا حذر الأمن من ماكينات الحلاقة المستورة؟

الأمن المركزي تدرب على القتال والتكمين والإغارة وتمييز طائرات العدو ومقاومة الهابطين بالمظلات والدوريات الجبلية والصحراوية

قبل حرب أكتوبر بأربعة أيام عقد ممدوح سالم اجتماعًا لوضع خطط ثابتة لتأمين البلاد إذا اندلعت الحرب

لماذا حذرت الداخلية المصريين من حمل أقلام الحبر والولاعات وألعاب الأطفال وماكينات الحلاقة قبيل الحرب؟

 

5 أكتوبر.. الحالة عادية.. كل المشاهد تقول بأن اليوم سيكون عاديًا، تراتيل القرآن الكريم بصوت عبدالباسط عبدالصمد تصدح فى المحال والمقاهى مع بداية خيوط الصباح الأولى، إذاعة صوت العرب تبث أخبارها، بينما الأغانى الوطنية تملأ الفضاء، وعلى الجدران رسمت عبارات «هنحارب».

قصد المصريون أماكن عملهم كالمعتاد ووقف شرطى المرور ينظم السيارات، فيما انهمكت سيدة عجوز فى ترتيب خضرواتها الطازجة لبيعها، لا شىء غير مألوف، ولا أحد يعتقد أنه خلال ساعات قليلة سوف تندلع أشرف وأقدس حرب فى تاريخ مصر الحديث، التى سوف تسترد بها عزتها وجزءًا عزيزًا من كرامتها، وهو سيناء الحبيبة.


الداخلية.. ملحمة بطولية

جاء ممدوح سالم خلفًا لشعراوى جمعة، وهو من سلالة وزراء الداخلية الذين مزجوا بين السياسى والأمنى، فوزارة الداخلية كان لها دور مهم فى حرب أكتوبر من حيث التأمين الداخلى للشوارع، والاستعداد لأى طارئ كان يحدث فى الحرب، وذلك من خلال مديريات الأمن المنتشرة فى كل محافظات المحروسة، وعملية تعبئة مجنديها للمقاومة، وحمل السلاح فى أى وقت، وفى خلال هذا التقرير بعض المواقف لوزارة الداخلية خلال حرب العاشر من رمضان.

وأثناء الحرب، أشاد الرئيس الراحل السادات بدور وزارة الداخلية وقوات الأمن المركزى.

كانت مسؤولية وزارة الداخلية فى أثناء تصفية مراكز القوى التى كانت تستهدف الانقلاب على الرئيس السادات، وكان أول ما فعله ممدوح سالم فى ذلك الوقت هو وضع خطة تأمين للجبهة الداخلية لخوض حرب العبور.

وبدأت بالفعل التدريبات القتالية لسرايا الأمن المركزى اعتبارًا من مايو 1973 م، وشمل التدريب عمليات الكمين والإغارة وتمييز طائرات العدو، ومقاومة الهابطين بالمظلات والدوريات الجبلية والصحراوية، وشارك فى عملية التدريب بقطاع ناصر للأمن المركزى ضباط التدريب بمركز تدريب الضباط «النقباء أحمد رفعت وأحمد عزب ومحسن العبودى وأحمد جاد»، وقبل الحرب بأربعة أيام عقد ممدوح سالم، اجتماعًا بالمسؤولين مع قطاعات الدولة ومديريات الأمن والأمن المركزى والأجهزة الأمنية المختلفة؛ لوضع خطط ثابتة لتأمين البلاد إذا اندلعت الحرب.

وكان ممدوح سالم بمبنى وزارة الداخلية على اتصال دائم بالرئيس السادات، ولم يغادر الوزير مبنى الوزارة إلا للاجتماعات المهمة مع قيادات الدولة، وعلى الفور اتخذت جميع الأجهزة الأمنية دورها بعد أن تم رفع درجة الاستعداد؛ من أجل تأمين المنشآت المهمة والمرافق الحيوية فى الدولة.

وكانت الخطط الأمنية الموضوعة تعطى اهتمامًا بالعناصر الشرطية والمواقع الأمنية فى مدن القناة «السويس والإسماعيلية وبورسعيد» المجاورة لمنطقة سيناء، والتى كان معظمها مهجرًا فى ذلك الوقت.

 

دور الشرطة والأمن المركزي

أثناء التحضير للحرب، كلف الرئيس السادات ممدوح سالم بمسؤولية وزارة الداخلية، فى مايو 1971 أثناء تصفية مراكز القوى التى كانت تستهدف الانقلاب على الشرعية، وكان أول ما فعله، هو وضع خطة تأمين للجبهة الداخلية لخوض حرب العبور.

وبدأت بالفعل التدريبات القتالية لسرايا الأمن المركزى اعتبارًا من مايو 1973 م، وشمل التدريب عمليات الكمين والإغارة، وتمييز طائرات العدو، ومقاومة  الهابطين بالمظلات والدوريات الجبلية والصحراوية، وشارك فى عملية التدريب بقطاع ناصر للأمن المركزى .

وقبل حرب أكتوبر بأربعة أيام، عقد ممدوح سالم اجتماعًا بالمسؤولين عن قطاعات الدولة، ومديريات الأمن، والأمن المركزى، والأجهزة الأمنية المختلفة، لوضع خطط ثابتة لتأمين البلاد إذا اندلعت الحرب .

وكان ممدوح سالم فى مكتبه بـ«لاظوغلى» بمبنى وزارة الداخلية على اتصال دائم بالرئيس السادات، ولم يغادر الوزير مبنى الوزارة إلا للاجتماعات المهمة مع قيادات الدولة.

وعلى الفور، اتخذت كافة الأجهزة الأمنية دورها بعد أن تم رفع درجة الاستعداد وتأمين الموانئ والمطارات والمنافذ البحرية والبرية والجوية، وتأمين المنشآت الهامة والمرافق الحيوية فى الدولة، والعمل بالخطط الموضوعة التى أقرها وزير الداخلية .

 

تصريحات وزارة الداخلية  

أعلنت وزارة الداخلية خلال فترة الحرب العديد من التصريحات التي حذرت من خلالها المواطنين من حمل أي آلة أو جهاز من المحتمل أن يكون العدو قد زرع به أجهزة تجسس، فحذرت من أقلام الحبر والولاعات وألعاب الأطفال وماكينات الحلاقة.

وسعت أجهزة المخابرات على كافة المستويات لتأمين الجبهة الداخلية وحمايتها من أى شائعات من شأنها هدم الروح المعنوية لدى المصريين.

وعملت الوزارة أيضًا على تعبئة الجنود والاستعداد لأى حدث طارئ من توابع الحرب، وذلك عن طريق مديريات الأمن المنتشرة فى نطاق كل محافظات الجمهورية، مع التأهب لحمل السلاح فى أى وقت.

وتم تشكيل مجموعة من الأمن المركزي، بهدف تأمين منطقة القاهرة، وكان إجمالى القوة 50 ضابطًا و500 ضابط صف وجندى، وقد تم تخصيص المهام المسندة إليها بالتنسيق بين قائدها وقائد المنطقة العسكرية المركزية بالقاهرة، وكان أساس عملها هو استخدام الكمائن ونقاط الحراسة الثابتة لتنفيذ المهام التالية :

 

نجدة الأهداف الحيوية

تم تشكيل مجموعة من الأمن المركزى تتكون من 30 ضابطًا و6 سرايا قتالية، وكانت مهمتها الأساسية هى نجدة المنشآت والأهداف الحيوية بدائرة المنطقة المركزية، وتدمير أى قوات ينجح العدو فى إبرارها من الجو .

وكانت هذه المهمة مسندة من قبل إلى وحدات من القوات المسلحة، ولكن تقرر إسنادها إلى قوات الأمن المركزى بعد أن أثبت جدارته فى تأدية المهام العسكرية التى أوكلت إليه، وذلك حتى تتفرغ الوحدات العسكرية لمهامها القتالية فى الجبهة .

لم تحدث قضية سرقة أو قتل طيلة فترة حرب أكتوبر  

على الرغم من الأزمة الاقتصادية التى كانت تعانى منها مصر فى تلك الأوقات العصيبة وكذا أزمات توافر السلع الاستهلاكية، إلا أن الشعب تحمل ذلك دون تذمر أو شكوى. 

ولم تحدث قضية سرقة أو قتل واحدة طيلة فترة الحرب، والبلاد كانت هادئة من الداخل، وكان الجميع على قلب رجل واحد ينتظر النصر، مسهمين بكل ما هو غال ونفيس .