الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 01:47 صـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

حسن عابدين.. هرب من ”عش المجانين” ليخبرنا أن ”نهاية العالم ليست غدا”

حسن عابدين
حسن عابدين
في رحلته للبحث عن السر، سار في "درب الهوى"، ليكتشف أن "نهاية العالم ليست غدا"، ولم يفوت "فرصة العمر" حتى لا يدخل "عش المجانين"، وبحث عن الشرف والنزاهة فقالوا له "في المشمش"، وبعد قضاء فترة "على الرصيف" غنى لجيرانه الجدد "أهلا بالسكان"، إنه الفنان حسن عابدين، ابن بني سويف الذي شق طريقه نحو الفن ولم يشتهر إلا في سن كبيرة.
ولد الفنان حسن عابدين في 21 من أكتوبر عام 1931، وظهرت موهبته منذ الطفولة، حين كانت معلمته في المدرسة الابتدائية تطلب منه أن يقرأ قصص القراءة ويجسد جميع شخصياتها بصوته، ثم بدأ التمثيل في مسرح المدرسة في سن العاشرة، ومن المفارقات العجيبة أنهم وقتها أعطوه دور الأب الذي التصق به بعدها، قبل أن يلتحق بفرقة المسرح العسكري محققا حلمه في التمثيل، ويعيش فترة كبيرة تحت سطح الشهرة، قبل سطوع نجمه الفني وانطلاقه للبطولة التليفزيونية والمسرحية.
شارك الفنان الراحل في العديد من الأعمال الدرامية التي علقت في الأذهان، منها على سبيل المثال لا الحصر، مسرحية "نرجس" التي قدم فيها دور والد سهير البابلي وكان وقتها في الرابعة والأربعين من عمره واشتهر في هذا العمل بجملة "رب توب عليا"، ومسلسل "فرصة العمر" وقدم فيه دور والد خطيبة محمد صبحي الشهير بـ"علي بيه مظهر"، ومسلسل "أنا وإنت وبابا في المشمش" حيث جسد شخصية "عبد الباقي الجوهري" الموظف الشريف الذي يواجه الفساد ويتعرض للحبس بعد تدبير مؤامرة له بسبب تصديه لمحاولات الاستيلاء على أرض مشروع طعمة السياحي.
استمر الفنان الراحل في تقديم مجموعة من الأعمال التي تحذر من سلبيات المجتمع التي تنخر في جسده كالسوس الشرس، فقدم لنا "نهاية العالم ليست غدا"، وهو المسلسل الذي تناول معالجة درامية قل أن تتكرر وقتها، فتكلم عن الكائنات الفضائية التي تلتقي مدرس الفلسفة الأستاذ "رياض عبد ربه" وتهدد بتدمير الأرض لكثرة الفساد بها وتمهله مدة لتحسين حال الأرض قبل البدء في تدميرها.
توالت أعمال حسن عابدين، فقدم مسرحيات "عش المجانين" مع محمد نجم، و"ع الرصيف" مع سهير البابلي، و"افرض" مع جلال الشرقاوي، ولا ننسى دوره المميز في فيلم "درب الهوي"، حيث جسد شخصية "عبد الحفيظ باشا طوسون" زعيم حزب الفضيلة والشرف الذي ينادي بالقضاء على الفساد ويطالب بإصدار قانون لإلغاء تقنين الدعارة صباحا، بينما ينغمس في اللهو والنساء داخل بيوت الدعارة بحلول المساء، ومن المشاهد الشهيرة له في ذلك العمل عندما كان يغني ممسكا "صاجات" ويقول: أنا عايز واحدة تهزأني تهزأني.

نجاح حسن عابدين الكبير دفع شركة "شويبس" للتعاقد معه على تقديم سلسلة إعلانات يتذكرها الجميع بالجملة الشهيرة "سر شويبس".

وقدم عابدين في ذلك الإعلان أكثر من مكان وثقافة، فالتقى بجي آر في أمريكا وسافر إلى لندن باحثا عن "سر شويبس".
وفي رحلة البحث عن السر عمل حسن عابدين في الأوبرا ليقدم لحن "فتافيت فتافيت.. بقاليل بقاليل".
ولم يهدأ الباحث عن "سر شويبس" فغاص في أعماق البحار للبحث عنه وإخبار الناس به، قبل أن يهاجمه "الفك المفترس".
نجحت سلسة إعلانات حسن عابدين مع "شويبس"، لكن ذلك لم يشفع له عند النقاد، فأخذوا يهاجمونه بشدة وقتها على ذلك العمل، مما سبب له الاكتئاب الشديد.
وبعد رحلة طويلة مع الفن فارق الفنان حسن عابدين الحياة في نوفمبر عام 1989 تاركا خلفه تاريخا حافلا بالأعمال المميزة، وسرا لم نعرفه إلى يومنا هذا.