الطريق
الجمعة 26 أبريل 2024 01:13 صـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

التفاصيل الكاملة لاحتفال الرئيس السيسي بالمولد النبوي اليوم (فيديو)

الرئيس السيسي في احتفالية المولد النبوي
الرئيس السيسي في احتفالية المولد النبوي
شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، صباح اليوم الخميس، بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية، احتفال مصر بذكرى المولد النبوى الشريف، والذى تنظمه وزارة الأوقاف.
حضر الاحتفال كل من: الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والوزراء وممثلون عن الكنيسة ولفيف من الشخصيات الوطنية والتفيذية والدينية وسفراء بعض الدول الإسلامية والعربية بالقاهرة وقيادات الأزهر والأوقاف وجمع من الأئمة والواعظات من مختلف المحافظات.
ووجه الرئيس السيسي، خلال الاحتفال، كلمة إلى الأمة الإسلامية بهذه المناسبة حول مختلف القضايا الراهنة ورؤى مصر للاستفادة من ذكرى المولد النبوي الشريف.
كما كرم رئيس الجمهورية 8 من الشخصيات من مصر وأفريقيا ممن أثروا الفكر الإسلامي الرشيد بعلمهم وجهدهم وتقديرا لتفانيهم فى تجديد الخطاب الديني والعمل الدعوى من بينهم شباب الائمة والعاملين بالوزارة.
وألقى كل من: فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر كلمة بهذه المناسبة حول مأثر الرسول صلى الله عليه وسلم وتعظيم الاستفادة بها وترجمتها فى حياتنا اليومية لنهضة الأمة الإسلامية، ووزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة حول جهود الوزارة لتجديد الخطاب الديني والدعوى وتدريب الأئمة والواعظات ونشر الوعي المستنير ومواجهة الفكر المتطرف من خلال التعاون مع مختلف الوزارات وبإصدار العديد من المؤلفات الثقافية والدينية لتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الاسلام. 
كما استعرض وزير الأوقاف جهود الدولة لتحسين أوضاع الأئمة المادية والاجتماعية ويعلن عن اخر المستجدات بشأن شرائح الزيادة المالية المقررة للائمة وفق المشروع الذي سيعرض على مجلس النواب.
وقدم وزير الأوقاف لرئيس الجمهورية هدية باسم ائمة وعلماء وواعظات الأوقاف والعاملين بها تقديرا لدعمه لهم وحرصه على الارتقاء بمستواهم الثقافى والمادي.
وبدأ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم للقاريء الشيخ هاني الحسيني.
بع ذلك بدأ وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة كلمته بالتأكيد على أنه يتعين على من يتصدى للحديث في الشأن العام عالما كان أو مفتيا أم سياسيا لابد أن يكون واسع الأفق ثقافيا ومعرفيا.
وقال وزير الأوقاف إن أى إجراء فقهي أو افتائي أو دعوي لابد أن يضع في اعتباره كل الملابسات المجتمعية والوطنية والدولية المتصلة بالأمر المفتى فيه حتى لا تصدر بعض الآراء والفتاوى الفردية المتسرعة في الشأن العام بما يصادم الواقع أو يتصادم مع القوانين والمعاهدات والاتفاقيات الدولية ولا ينافي قواعد وتعاليم ديننا الحنيف.
وأضاف وزير الأوقاف أن الوزارة وضعت برامج تدريبية وتثقيفية جادة لبناء جيل مستنير من الآمة العلماء، يشرف خمسة منهم اليوم بتكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وقال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، خلال الاحتفال الذى تقيمه وزارة الأوقاف بذكري المولد النبوى الشريف - إنه تأكيدا على اهتمامنا بدور المرأة يتم لأول مرة تكريم احدى الواعظات المتميزات لحصولها على المركز الأول بين جميع المتدربين والمتدربات من الدفعة الأولى بأكاديمية الأوقاف.
وأضاف جمعة أنه تم توسيع عملنا التثقيفي المشترك مع وزارات التربية والتعليم والتعليم العالي والثقافة والشباب والرياضة والهيئة الوطنية للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة؛ فضلا عن العمل المشترك مع الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية.
وقال وزير الأوقاف، إن خطتنا في المرحلة المقبلة تقوم على أساسين: الأول استكمال مسيرة التجديد والتي سيكون أول أعمالها إصدار دار كتاب خلال أيام تحت عنوان "مفاهيم يجب أن تصحح في فقه السيرة والسنة" الأمر الأخر والاهم هو التحول بهذا النسق المعرفي المستنير من ثقافة النخبة إلى ثقافة مجتمع وثقافة شعب وثقافة أمة والعمل على نشر هذا النموذج عالميا لتصحيح صورة الإسلام وهو ما تترجم خطبة الجمعة أسبوعيا إلى 18 لغة وننشرها مكتوبة ومسموعة ومرئية بهذه اللغات بالتعاون مع الإذاعات والبرامج الموجهة بالهيئة الوطنية للإعلام وهو ما يلقى صدى وإعجابا وتفاعلا عالميا ودوليا واسعا وأن نطلق حملتنا العالمية طوال هذا الشهر الكريم "شهر ربيع الأول" من هذا العام تحت عنوان "هذا هو الاسلام" بـ 20 لغة وبشراكة دولية واسعة.
وقدم وزير الأوقاف الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي على الاهتمام بتحسين الأحوال المعيشية والمالية للائمة، وقال: بناء على توجيهاتكم في أخر لقاء مع سيادتكم وبناء على تدبير التمويل اللازم من الموارد الذاتية لوزارة الأوقاف صدر قرار رئيس الوزراء بزيادة في بدل صعود المنبر قدرها 600 جنيه لجميع الأئمة الحاصلين على درجة الليسانس و800 جنيه للحاصلين على درجة الماجستير و1000 جنيه للحاصلين على درجة الدكتوراه ويطبق ذلك من أول ديسمبر إضافة إلى 100 جنيه شهريا بواقع 1200 جنيه سنويا لكل إمام لتوفير الزي اللائق له بمعرفة وزارة الأوقاف".
وقال وزير الأوقاف إن ذلك مرحلة وكل ما استطعنا تحسين مواردنا الذاتية سيتم تحسين أحوال الائمة والعاملين بالأوقاف.
ودعا الرئيس عبدالفتاح السيسي وزارة الأوقاف ومشيخة الأزهر إلى عقد ندوة للنقاش في "الشأن العام"، مؤكدًا أن أهل الدين هم الأولى بالحديث في هذا الشأن.
ووجه الرئيس السيسي -في مداخلة؛ تعقيبًا على كلمة وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة بمناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية، اليوم الخميس- حديثه إلى وزير الأوقاف، قائلًا: "نحتاج أن نعمل على الفقرة الأولى من الكلمة التي ألقاها الوزير اليوم".
ودعا الرئيس إلى عقد ندوة أو مؤتمر لمدة أسبوع أو أكثر؛ للنقاش حول المفاهيم التي طرحها الوزير في كلمته، فضلًا عن المفاهيم التي طرحت من قبل.
وأضاف الرئيس السيسي في كلمته: "أنا لا أتحدث عن أهل الدين فحسب بل عن السياسيين والاقتصاديين وأهل الثقافة، وكل المعنيين في المجتمع".
وتابع: "نعقد ندوة لمدة أسبوع أو أكثر وفقًا لما يتطلبه الأمر، ونبدأ نقاشًا في الشأن العام من المنظور الديني أو الثقافي أو الفكري أو الاجتماعي أو السياسي".
ودعا الرئيس السيسي الإعلام إلى أن يغطي هذا الحدث بشكل جيد، حتى تصل النقاشات إلى المواطنين، مضيفًا: "الحدث ضروري لكي نفهم معنى (الشأن العام) لأن هذا الأمر مهم وخطير جدًا في ظل الظروف التي تمر بها منطقتنا وبمصر".
وأضاف الرئيس "نحن نحتاج إلى أن نتحدث مع شعبنا باستفاضة في الموضوعات المختلفة، ونعطي الفرصة للجميع ليتحدث، والكل يسمع، أرجو أن نتحرك في هذا الاتجاه وننظم هذا الحدث، وسأحضره بنفسي"، داعيًا إلى الإعداد الجيد لهذا الحدث.
وتابع "كان من الممكن أن أوجه هذا الكلام لرئاسة الجمهورية لكي تنظم الحدث من خلال أجهزة الدولة، لكني قلت إن أهل الدين أولى بالحديث في الشأن العام".
وعقب ذلك، قدم وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، نسخة من القرآن الكريم، هدية للرئيس عبد الفتاح السيسي، تقديرا وعرفانا باسمه واسم الأئمة وجميع العاملين بوزارة الأوقاف، وذلك خلال الاحتفال بذكري المولد النبوي الشريف.
وبدوره، أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر الشريف، أنه علي الرغم مرور أكثر من 1441 عاما علي مولد خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، لا تزال الإنسانية حتي الأن ترنو نحو هذا الإشراق النبوي، الذي انبعث شعاعه حول البيت الحرام في مكة المكرمة، كلما تعثرت خطاها وأظلم ليلها، وتاه دليلها في ظلمات المادة، ودنس الشهوات، وسعار التصلب، وغطرسة القوة، فما كان لرسالة هذا النبي الكريم، إلا أن تكون ملهمة للحضارات علي اختلاف توجهاتها لولا هذا البعد الفوقي العجيب، الذي تميزت به، وهو بعد الأداب الإنسانية العالية، العابرة لحدود الزمان، والمكان، والأفراد، والجماعات.
وقال الطيب إن هذا البعد اعترف به وعجب له كثيرون، حتي من مؤرخي الغرب المنصفين، ممن رزقوا حظا من استقامة الشعور، ويقظة الضمير في فهم معاني القرآن الكريم، وبلاغة السنة المشرفة، ووضعوا أيديهم علي مبدأ الأخوة الإنسانية الجامعة المتغلغ في أضواء هذه الرسالة الخالدة عقيدة وشريعة وأخلاقا".
وتابع شيخ الأزهر :"إن أحد هؤلاء المؤرخين، قال في وقت سابق، إن النبي محمد صلي الله عليه وسلم، من أكبر محبي الخير للإنسانية، وظهوره للعالم أجمع لهو أثر إرادة عليا، ولقارة آسيا أن تفتخر بهذا الرجل العظيم"، فيما قالت الموسوعة البريطانية، أن النبي محمد صلي الله عليه وسلم اجتهد في سبيل الإنسانية جمعاء".
وأضاف أن النبي محمد صلي الله عليه وسلم، شهد ثلاث شهادات، شهادة بالألوهية، وبالنبوة، وبالأخوة الإنسانية، وهي ذاتها شهادة علي أن الإسلام كان هو دين التوحيد الخالص، فهو بالقدر نفسه دين الإنسانية كلها، ودين المساواة بين الناس، ثم هو دين عصمة الدماء والأموال والأعراض، ودين مقاصد أخري خلقية، أوجزها نبي هذا الدين في خطبة حجة الوداع.
وقال الطيب إن الرسول صلى الله عليه وسلم خاطب الإنسانية كلها في خطبة تسمى "خطبة حجة الوداع" التي توفرت فيها دقة التاريخ من حيث عدد المسلمين ومن حيث الزمان والمكان والكلمات وأسماء المبلغين ما لم يتوفر لغيرها ".
وأوضح أن هذه الخطبة كانت يوم الجمعة الموافق التاسع من ذي الحجة من العام العاشر من الهجرة بعد أن وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى عرفة، مشيرا إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في هذه الخطبة "أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا وانكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم ألا هل بلغت اللهم فشهد". 
وأضاف أن الرسول تابع في هذه الخطبة قائلا " واعلموا أن صدورنا لا تخون في قليل ولا كثير أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ، لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي إلا بالتقوى، اللهم بلغت اللهم فاشهد". 
وأضاف الطيب ، إن الرسول قال :"أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه ألا لا تظلموا ....ألا لا تظلموا ...ألا لا تظلموا ثم قال الرسول ألا أخبركم من المسلم ، المسلم من سلم الناس من لسانه ويده والمؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله، تعلمون أن كل مسلم أخ للمسلم انما المسلمون أخوة وأنه لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه"، فلا تظلمن أنفسكم والله ما بلغت قال الناس نعم الله فشهد".
وأكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أن الأزهر الشريف خلال مسيرته التي تزيد على ألف عام يقوم على حراسة هذين الأصلين اللذين تركهما لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (كتاب الله وسنة النبي)؛ دفاعا عن ثقافة الأمة ووحدتها ودفاعا عن الوطن ووحدته وتاريخه.
وقال الطيب "إن الأزهر عاكف على صياغة خريطة ثقافية لتجديد الخطاب الديني وترشيد الوعي الثقافي والوقوف إلى جوار كل المؤسسات التي تسهر على حماية هذا الوطن من عدوى الإرهاب الفكري والجسدي، وتقاوم تيارات الغلو والإفساد بمنهج إسلامي يجعل من مقاصد الشريعة في حماية الدين والنفس والمال والعرض حماية للإنسان قبل أن يكون حماية للأديان".
وأضاف الإمام الأكبر أن لدى الأزهر الشريف ثقة كاملة في الله تعالى البلاد تجتاز جميع التحديات، ولديه ثقة بحكمة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي وعزمه وإخلاصه في الحفاظ على الوطن والنهوض به وسط عالم متلاطم الأمواج مضطرب الغايات مختلف الأهداف.
وهنأ الدكتور أحمد الطيب ـ في ختام كلمته ـ الرئيس السيسي والشعب المصري والأمتين العربية والإسلامية بذكرى مولد رسول الإنسانية محمد صلى الله عليه وسلم.
وعقب ذلك، تم عرض فيلم تسجيلي خلال فعاليات احتفال وزارة الأوقاف، بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، تحت عنوان (خوارج العصر).
وتناول الفيلم، ما تتعرض له مصر من هجوم كاذب والتضليل بشأنها، وكذلك أعداء الحياة، والتأكيد أن الدولة المصرية تدرك مقاصدهم جيدا، كما تضمن لقطات للجماعات الإرهابية، وأعمالهم الإجرامية، وقتل الأبرياء، وتخريب المنشآت، ودور رجال القوات المسلحة في الحفاظ على أمن وسلامة مصر من كل إرهابي.
عقب ذلك، كرم الرئيس عبدالفتاح السيسي، عددا من النماذج المشرفة من داخل مصر وخارجها ممن أثروا الفكر الإسلامي في مجال العمل الدعوي.
ثم ألقى الرئيس السيسي، كلمة بمناسبة الاحتفال بذكري المولد النبوي قال خلالها: "إن احتفالنا اليوم بذكرى مولد نبي الرحمة والهدى يمثل مناسبة طيبة للتأمل في جوهر ومقاصد الرسالة التي تلقاها النبي الكريم، والتي بلغها لنا متحملا في سبيل ذلك الكثير من الأذى، الذي لم يمنعه صلى الله عليه وسلم من أداء الأمانة التي كلفه بها الله عز وجل، كما أن في المشاق الجسيمة التي تحملها الرسول الكريم، ما يعطي لنا الكثير من الدروس، الواجب تعلمها واستيعابها وفي مقدمتها تحمل الأذى بثبات والصبر على المكاره، بأمل في نصر الله ومواجهة الصعاب، بعمل دؤوب لا ينقطع".
وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على أن لديه إرادة لا تلين في مواجهة الإرهاب، وذلك من أجل خاطر الدين؛ لأن الإرهاب المتوحش له تأثير سلبي على فكرة الإيمان والاعتقاد.
وأكد الرئيس أن "الاحتفال اليوم بذكرى مولد نبي الرحمة والهدى يمثل مناسبة طيبة للتأمل في جوهر ومقاصد الرسالة التي تلقاها النبي الكريم؛ ما يعطي لنا الكثير من الدروس الواجب تعلمها واستيعابها، وفي مقدمتها تحمل الأذى بثبات والصبر على المكاره، بأمل في نصر الله ومواجهة الصعاب، بعمل دؤوب لا ينقطع".
وتوجه السيسي -في كلمته خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية- بالتهنئة لشعب مصر العظيم وللشعوب العربية والإسلامية كافة، بمناسبة ذكرى مولد النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)، قائلًا: "أدعو الله (سبحانه وتعالى) أن يعيد هذه الذكرى العطرة بالخير على الشعب المصري، وعلى كل المسلمين في جميع أنحاء الأرض".
وأضاف الرئيس أن "الاحتفال اليوم بذكرى مولد نبي الرحمة والهدى يمثل مناسبة طيبة للتأمل في جوهر ومقاصد الرسالة التي تلقاها النبي الكريم، والتي بلغها لنا متحملًا في سبيل ذلك الكثير من الأذى، الذي لم يمنعه (صلى الله عليه وسلم) عن أداء الأمانة التي كلفه بها الله (عز وجل)".
وأشار إلى "المشاق الجسيمة التي تحملها الرسول الكريم؛ ما يعطي لنا الكثير من الدروس الواجب تعلمها واستيعابها، وفي مقدمتها تحمل الأذى بثبات والصبر على المكاره، بأمل في نصر الله ومواجهة الصعاب، بعمل دؤوب لا ينقطع".
وأكد الرئيس السيسي أن المنهج الذي يجمع بين الإيمان واليقين في الله (سبحانه وتعالى) والعمل المنظم والجهد المتواصل المبني على أسباب الدنيا وقوانينها وتطورها لهو المنهج الذي ينتصر في النهاية، إذ أن الله (عز وجل) يكافئ المجتهدين الذين يسعون للخير والسلام وتعمير الحياة ويعملون على تخفيف آلام الناس وتحسين الواقع الذي يعيشون فيه".
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي: "أقول لكم بكل صدق إننا إذ نقتدي بالرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)، فإننا نبذل أقصى الجهد لتحقيق نقلة نوعية في أداء دولتنا وتوفير أسباب القوة والتقدم لها على جميع المستويات، فالأمانة التي يتحملها كل منا في نطاق مسؤوليته تحتم عليه ألا يدخر جهدًا للإحاطة بأسباب التقدم والعلو وتجنب أسباب الفشل والانهيار".
وأضاف الرئيس السيسي: "بينما لا يشغلنا شيئًا عن تحقيق تطلعات شعب مصر العظيم في الأمان والسلام والتنمية والازدهار، لا نلتفت إلى محاولات التعطيل والإعاقة التي يقوم بها أعداؤنا، ويكون ردنا عليها هو المزيد من العمل والكثير من الجهد والنظر إلى الأمام بأمل وثقة، موقنين بوعد الله (سبحانه وتعالى) بأن ما ينفع الناس يمكث في الأرض".
وتابع: "الحق أقول لكم إنني أثق تمام الثقة في نصر الله القريب لمصر وشعبها وفي تحقيق آمالنا جميعًا في بناء وطن حديث متقدم ينعم فيه شعبنا العظيم بحياة كريمة آمنة".
وأكد أن "التطرف والإرهاب والتشكيك الكاذب والافتراء على الحق وجميع محاولات التدمير والتخريب المادية والمعنوية التي نواجهها لن تثني هذا الشعب عن المضي في طريقه نحو المستقبل الأفضل، وسنواجه الشر بالخير والهدم بالبناء واليأس بالعمل والفتن بالوحدة والتماسك".
واختتم الرئيس السيسي كلمته قائلًا: "أبناء الشعب المصري العظيم، لعل سيرة النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) تكون لنا جميعًا أسوة حسنة تلهمنا القوة والإرادة والصبر والتحمل والجرأة والشجاعة وسلامة المقصد والغاية... أشكركم وكل عام أنتم بخير ومصرنا الغالية في رفعة وتقدم".
وبعد الكلمة المكتوبة قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، في كلمة مرتجلة، "إن أقوال النبي محمد صلى الله عليه وسلم التي وردت في القرآن والسنة تعتبر استراتيجيات وعناوين يمكن تحويلها إلى سياسات وعادات وتقاليد".
وأشار الرئيس السيسي إلى أن أقوال النبي محمد صلى الله عليه وسلم فضلًا عما جاء في القرآن والسنة استراتيجيات وعناوين تتحول إلى سياسات وتتحول إلى عادات وتقاليد.
وتابع الرئيس قائلًا: "عندما نقول أخوة، ما هي السياسات الخاصة بالإنسان في مصر حتى تعم الأخوة بين جميع طوائف الشعب بمختلف أنواعهم وعقائدهم وثقافتهم وأفكارهم وعاداتهم، كيف تصنع ذلك؟"
وأضاف الرئيس: "كيف تصنع الأخوة؟ هي كلمة قالها النبي محمد، لكن نحن لا نطبقها، أو حتى اللذين قاموا بذلك من قبل، كان ذلك في عصرهم، وهذا الكلام نتحدث سويًا حوله، عندما نقول نحن نطور فكرنا وفهمنا لنغير الثوابت، وهناك كلام كثير يتغير" متسائلًا: ماذا يقول الدين في الكذب الذي نراه حاليًا" مستشهدًا بنقل الأخبار في مواقع التواصل الاجتماعي دون إدراك، مضيفًا: "نحن نعلم أننا في يوم ما سنقابل الله سبحانه وتعالى، سيحاسبنا على كل عمل قمنا به".
وقال الرئيس: "كل يوم يُنشر الكذب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لا أتحدث عن الإرهاب، الإرهاب رأيتم فيلمًا لم يغط الحقيقة كاملة، حقيقة الإرهاب والتدمير والخراب التي تواجهها الدول الإسلامية، وضحاياه كُثر جدًا وخاصة في الدول الإسلامية، ولن ينتهي الخراب إلا في حالة أن تكون لدينا قناعة جميعًا سواء أهل الدين أو أهل السياسة وأهل الإعلام".
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي ضرورة غرس الأسر في أبنائها مناعة ضد الفكر الإرهابي الذي راح ضحيته الكثير في الدول الإسلامية، مشيرًا إلى أن الجماعات الإرهابية تقوم بتدريب وتعليم وتكليف الأشخاص بالقيام بالأعمال الإرهابية عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي.
وقال الرئيس السيسي إنه في "حال انفصال الزوج والزوجة عن بعضهما البعض، يتم غرس الخصومة بينهما بدون قصد داخل نفوس الأبناء، وبالتأكيد لن يصبحوا أثرياء أبدًا"، منوهًا بأن "الكثير من الأشخاص كانوا يشعرون بالدهشة من الدعوة التي أطلقتها يوم 24 يوليو 2013 الخاصة بأخذ تفويض لمحاربة الإرهاب " .
وأضاف أن هناك أشخاصا لديهم نفوس وقلوب مريضة تحاول المحاربة بالكلمة والافتراءات، فضلًا عن السلاح والتخريب والتدمير في البلاد"، مشددًا على أن لديه إرادة قوية لا تلين في محاربة الجماعات الإرهابية في البلاد .
وأكد الرئيس السيسي محاربته ومكافحته للإرهاب من أجل الدين؛ لأنه كان له تأثير سلبي كبير جدًا على فكر الأجيال والاعتقاد في الله سبحانه وتعالى، متابعًا: "لا أدري كيف سيقابلون الله عز وجل بكل هذا الكم من الكذب، وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يكفينا شر أنفسنا وشرهم".
ودعا الرئيس عبدالفتاح السيسي- خلال كلمته بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف- إلى أن تكون الندوة التي تم الاتفاق عليها مع وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة لكل أطياف المجتمع سياسي واقتصادي وثقافي واجتماعي وحتى أمني، وليست دينية فقط.
وقال الرئيس السيسي: إن ليس من المهم مدة الندوة "يوم.. اثنان.. ثلاثة" إنما المهم أن نتحدث ونسمع لكي نعرف أن الشأن العام أمر مختلف عن المفهوم الفردي والجماعي، مشيرا إلى أن مسئولية المجتمع ليست حماية النظام، ولكن حماية الدولة المصرية بعناصرها.
وقال الرئيس: "كل يوم يُنشر الكذب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لا أتحدث عن الإرهاب، الإرهاب رأيتم فيلمًا لم يغط الحقيقة كاملة، حقيقة الإرهاب والتدمير والخراب التي تواجهها الدول الإسلامية، وضحاياه كُثر جدًا وخاصة في الدول الإسلامية، ولن ينتهي الخراب إلا في حالة أن تكون لدينا قناعة جميعًا سواء أهل الدين أو أهل السياسة وأهل الإعلام".
وقال الرئيس السيسي: "قبل الانتخابات، وقبل الترشح، تساءل كثيرٌ من الناس، لماذا لا يتقدم للترشح؟ ووقتها، ألحيت على فخامة الرئيس عدلي منصور أن يتقدم هو للترشح، واستمر أنا في منصبي".
وأضاف: "أنا أقول هذا مدركاً أنه قد يُضايِق فخامة المستشار عدلي منصور، لكنني أقوله رغم ذلك لتعلموا أن الجميع زاهد في هذا المنصب؛ لأنه تحدٍ كبير جدا، سواء كان دنيويا أو دينياً".
وتابع: "وطوال شهور، ظللت أطلب منه ترشيح نفسه، واستمر أنا في منصبي، وأبذل كل ما يجب من أجل مصر، لكنه رفض وقال إنه اكتفى".
وأشار الرئيس "أقول لكم هذا الكلام لتدركوا أن المسألة ليست رئيسا أو نظاما -أو على الأقل هذا من وجهة نظري- بل هي قضية بناء أمة وقضية الدفاع عنها، وحمايتها، والسعي بأقصى ما يمكن حتى نوصلها للمكانة التي يوفقنا الله إليها".
واستطرد قائلا: "ومن ناحية أخرى، تتعلق المسألة (الترشح للرئاسة) أيضاً بمواجهة الشر وأهله؛ لأني لن أنساهما أبدا؛ لا الآن ولا حتى بعد سنين طويلة... وهنا أقول، منذ سنين طوال، ويعرف الناس عني أنني لا أكذب أبداً، حتى وأنا أشغل منصبي الحالي، الذي يصفه أهل السياسة، أنه بحاجة للتحايل، لكن هذا ليس صحيحاً".
وفي ختام الاحتفالية.. عزفت الموسيقى السلام الوطني لجمهورية مصر العربية، وصافح الرئيس السيسي، المستشار عدلي منصور، قبل أن يغادر القاعة وخلفه السادة الحضور.