الطريق
الأحد 12 مايو 2024 07:28 مـ 4 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

الوجه القبيح لأمريكا... تنادي بالديمقراطية وترسخ مبادئ العنصرية

الأقليات في واشنطن
الأقليات في واشنطن

تفوق فيروس الاحتجاجات الأمريكية على "كوفيد -19"، في ظل التفشي السريع للمظاهرات في مختلف الولايات، ما يشير إلى الوجه القبيح للبلد التي تتعمد انتهاك حقوق الإنسان.

بدأت الأزمة بعد أن شوهد المواطن الأمريكي جورج فلويد صاحب البشرة السمراء والذي يعود لأصول إفريقية، يعتقل بشكل وحشي من قبل أحد رجال شرطة مينيسوتا في مينيابوليس، والذي تعمد ثني ركبته على رقبته حتى تركه يموت خنقا، لتندلع صرخات تطالب بوقف سياسة القمع واستعادة حقوق الإنسان المسلوبة.

اقرأ أيضا: تفاصيل جديدة مرعبة في التعامل مع الأمريكي جورج فلويد (فيديو)

لم تقتصر المظاهرات على أبناء البشرة السمراء فقط في مينيابوليس، لكن سرعان ما توالت الصرخات في مختلف المدن والولايات الأمريكية، لتمتد إلى فلوريدا ولوس أنجلوس ونيويورك وغيرها"، علاوة على التظاهرات التي اقتربت من محيط البيت الأبيض.

محاولة التفاف

ووسط حالة الغضب التي تجتاح الولايات المتحد والمطالبات بعدم انتهاك حقوق الإنسان، أصدرت هيئة الطب الشرعي تقريرها، الذي بدا وكأنه محاولة التفاف لطمس الحقيقة وتبرئة الشرطة من جريمتها، وفقا لـ"نيويورك تايمز" الأمريكية.

وذكر بيان الهيئة: إن "النتائج الأولية لتشريح جثمان المواطن الإفريقي الأصل، لم تكشف عن وجود أي دليل مادي وصريح على الخنق".


وانتقدت الصحيفة الأمريكية نتيجة الطب الشرعي، معتبرة إياها مراوغة لطمس ما حدث، حيث أن الشواهد ترجح تعرض فلويد للاختناق، وأن هذا هو السبب الرئيسي وراء وفاته، موضحة أن هذه النتيجة التي أعلن عنها بيان هيئة الطب الشرعي الأمريكي سيؤدي إلى توجيه تهمة القتل ضد الشرطي ديريك شوفين من الدرجة الثانية، وهو ما يجعله يقضي عقوبة السجن التي لن تتجاوز الـ 35 عاما.

اقرأ أيضا: ابنة عمدة نيويورك تنضم للمحتجين والشرطة تعتقلها

كشف المستور

أكد محامي عائلة جورج فلويد، بن كرامب، أن فريقا من أطباء شرعيين كلّفتهم عائلته بتشريح جثّته، ليتبين لهم أن الوفاة جائت نتيجة تعرضه للاختناق، وفقا لموقع "سي إن بي سي" الأمريكي.

وأشار الأطباء إلى أن الوفاة ليست نتيجة تعرضه لأزمة في القلب، كما ورد في تقرير هيئة الطب الشرعي الأمريكية، وإنما بسبب الاختناق الناتج عن ضغط قوي ومطول.

واعتبر الموقع الأمريكي أن النتيجة التي توصل لها الأطباء الذين كلفوا من أسرة جورج فلويد، تعد دليلا على أن التقارير الأولى لم تكن سوى محاولة لتبرئة الشرطة الأمريكية من سياسة القمع وانتهاك حقوق الإنسان التي تمارسها.

تجاهل الاتهامات

لم تجد الشرطة الأمريكية ملاذا للفرار من الاتهامات التي توجه ضدها سوى، بإدانة قوات الحرس الوطني التابعة للبيت الأبيض، مؤكدة أنهم المسؤولين عن مقتل متظاهر في ولاية كنتاكي.

وذكرت شرطة مدينة لويزفيل بالولاية، أنه تم الدفع بعناصر من الشرطة ووحدات الحرس الوطني إلى سوق "دينو" للأغذية بالمدينة لإخلاء حشد كبير في موقف السيارات، قبل أن تتعرض القوات لإطلاق النار.

وأوضح رئيس شرطة لويزفيل ستيف كونراد، أن عناصر الحرس الوطني هم من ردوا بإطلاق النار، ما تسبب في سقوط قتيل بالمكان.

اقرأ أيضا: الشرطة الأمريكية تركع أمام المتظاهرين وتعرب عن أسفها (صور)

ورصدت كاميرات أحد شوارع أتلانتا قيام مجموعة من عناصر الشرطة في المدينة، خلال ركضهم نحو سيارة بها شاب وصديقته، اللذان يدرسان بجامعة أتلانتا، ليتم إخراج الفتاة بالقوة وهي في حالة ذعر قبل أن يقوم أحد رجال الشرطة بتكبيل يديها، في حين حاول رجل شرطة آخر سحب الشاب من الجهة المقابلة وصعقه بالكهرباء، وحطم شرطي آخر نافذة السيارة المجاورة له واستمر بصعقه كهربائيا، حتى أخرجه من السيارة.

انتقاد إعلامي

من جانبها أعربت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن انتقادها الشديد لموقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاحتجاجات في مختلف المدن والولايات، معتبرة أنه يتعمد التزام الصمت واتباع سياسة غض البصر عن أصوات تحطم الزجاج والسيارات المحترقة والجثث المتكدسة والمبانى التى تمت الكتابة على جدرانها.

ورأت الصحيفة الأمريكية، أن الشعب الأمريكي ليس بحاجة للقيادة أكثر من هذا الوقت وفي ظل هذه المحنة، ومع ذلك لم يحاول ترامب أن يبذل أى جهد لإظهارها، ولا يحاول اتخاذ مواقف تمنع الظلم الذي تمارسه الشرطة ضد الأقليات.

انقسامات خطيرة

شبكة "سي إن إن" أكدت أن البلاد مقبلة على انقسام سياسي خطير، حيث أن ممثلي الإدارة الأمريكية مختلفون حول الطريقة والسياسة التي يستلزم على الرئيس ترامب اتباعها لحل أزمة الاحتجاجات الحالية.

صراع عرقي

دكتورة سارة كيرة الباحثة المتخصصة في العلاقات الدولية، أكدت أن الولايات المتحدة الأمريكية تعاني من حالة صراع عرقي "أبدي"، ومن المتوقع أن يستمر لفترة طويلة، مشيرة إلى مشكلة الفوارق بين "البيض والسود" واحدة من أهم المشكلات الاجتماعية الخطيرة التي تعاني منها الولايات المتحدة بشكل كبير جدا.

وأشارت كيرة في تصريحات لـ "الطريق" إلى أنه الأزمة بين البيض والسود، بدأت في واشنطن بحملات مثل "black light matter"، علاوة على العديد من الدعوات التي تبناها السود، والتي تصب ضد سياسة تفضيل البيض على السود، موضحة أن ما يحدث الآن ليس هجوما على إدارة دونالد ترامب تحديدا، لكنها انتفاضة ضد سياسية تهميش أصحاب البشرة السمراء وسلب حقوقهم وتفضيل البيض عليهم.

انتهاكات الشرطة

وأوضحت الباحثة في العلاقات الدولية، أن الشرطة الأمريكية تتمتع بممارسة سياسة القمع، فالبيض من رجال الشرطة دائما يتهمون السود بممارسة الجرائم فقط لأنهم أصحاب بشرة سمراء، وهو ما يدل على أن هذه البلاد لا تطبق أيا من حقوق الإنسان.

وأكدت أن أصحاب البشرة السمراء، يعانون من التهميش الاجتماعي والمادي ولا ينالون أيا من حقوقهم، مضيفة أن المناطق التي يخرج منها الجريمة في الولايات المتحدة يتمركز فيها نسبة كبيرة من السود، وهذا أمر طبيعي فهم يعانون من التهميش والظلم، ومن الطبيعي أن يفكروا في ممارسة الجرائم لرد حقوقهم.

وأشارت الدكتورة سارة كيرة، إلى أن الولايات المتحدة تدعي العمل على تطبيق القانون من أجل حماية البلاد من الجرائم التي تمارس، لكن ذلك لا يبرر العنف الذي تتعمد الشرطة ممارسته، وأن المظاهرات الحالية ليست سياسية وإنما حقوقية، ومن المتوقع أن تستمر لفترة طويلةز

واختتمت بالقول: "يجب التركيز على مساعدة الأقليات المهمشة من أجل استعادة حقوقهم، والابتعاد عن انتهاكات حقوق الإنسان".

موضوعات متعلقة