الطريق
الثلاثاء 6 مايو 2025 08:36 صـ 9 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
مصر تفوز بكأس البطولة الأفريقية للووشو كونغ فو بعد حصد 50 ميدالية كلية القرآن الكريم بطنطا تحتفي بأبنائها الخريجين من الأئمة الجدد دفعة الإمام محمد عبده فعاليات المؤتمر العاشر لمنظمة المرأة العربية حول ”التواصل والتمكين والحماية للنساء والفتيات من العنف السيبراني محافظ القليوبية ورئيس جامعة بنها يشهدان ندوة عن ” البناء الفكري وتصحيح المفاهيم” محافظ دمياط يزور قرية الوسطاني ويشهد توزيع المساعدات على المواطنين المتضررين من الأمطار إسرائيل على شفا الانقسام.. تصدعات داخل الجيش والمجتمع ضد سياسة نتنياهو لميس الحديدي ترد على منتقدي موقفها من أزمة الكلاب الضالة: لدينا قانون ولن أغير موقفي منتخب البرازيل يصل القاهرة لمواجهة فراعنة اليد ودياً القاهرة تستضيف مؤتمر الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة.. عرض تفصيلي رئيس نقابة البترول يؤدي واجب العزاء في والدة المهندس خالد استعداداً لعيد الأضحى.. تكليفات عاجلة والأسواق تحت الرقابة محافظ الغربية: لا تهاون في مخالفات البناء والأسواق تحت الرقابة الدائمة

الأدب والترجمة في مناقشات صالون مجلة ”مصر المحروسة” بروض الفرج

جانب من الفعاليات
جانب من الفعاليات

شهد قصر ثقافة روض الفرج، الخميس، لقاء بعنوان "الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الأدب والترجمة"،ضمن فعاليات الصالون الثقافي الشهري لمجلة مصر المحروسة الإلكترونية، التي تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة عمرو البسيوني.

استضاف الصالون الكاتب د. زين عبد الهادي - أستاذ علم المعلومات وتاريخ المعرفة بجامعة حلوان، وقدم الصالون وأداره الصحفي والناقد محمد نبيل، بحضور د. هويدا صالح رئيس تحرير مجلة مصر المحروسة، ونخبة من الشباب والمبدعين.

استهل "نبيل" اللقاء مرحبا بالحضور، وموجها الشكر لمجلة مصر المحروسة لإقامة هذا اللقاء الذي يناقش موضوعا بات حديث الكثير من المثقفين خلال الآونة الأخيرة، ألا وهو الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الحياة الثقافية.

وأضاف أنه من الممكن أن نستثمر الذكاء الاصطناعي بشكل إيجابي، فمثلا مع انتشار الإنترنت في أغلب المدارس والبيوت المصرية مطلع الألفية الثالثة أحدث ضجة كبيرة ومخاوف مماثلة لتلك التي يحدثها الذكاء الاصطناعي، ولكن استطاع الإنسان المصري في نهاية المطاف استثماره بشكل جيد ليصبح أداة أساسية في حياته العملية، وبالمثل من الممكن أن نستخدم ونسخر الذكاء الاصطناعي في خدمة الإنسان بشكل مختلف، مثل أن نعزز به نمذجة الملاحم الروائية الطويلة والتصحيح اللغوى، وأيضا يمكن أن يفيدنا نقديا، فبدلاً من أن نقول على عمل ما أنه رديء فمن الممكن أن نقول إن هذا العمل مولد بالذكاء الاصطناعي؛ أي خال من أي لمسة إنسانية فريدة، وبذلك يصبح للمسة الإنسانية قيمة أكبر من الحياة قبل ظهور الذكاء الاصطناعي.

وتحدث د. زين عبد الهادي موضحا أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أصبحت لدى البعض يمكن من خلالها الحصول على كم كبير من المعلومات والصور كما في بعض محركات البحث التي يمكن الاستعانة بها في كتابة مقال، أو قصص للأطفال أو كتابة سيناريو أو رواية، وحتى في مجال العلوم الإنسانية، ولكن هناك من ينظر لتلك التقنية بأنها تسبب الكثير من المخاطر.

وأضاف "عبد الهادي" أن هناك استخدامات مهمة للذكاء الاصطناعي ولا ننكر ذلك، خاصة أن العالم يتقدم بسرعة هائلة، فبعد أن كان يستخدم في تشخيص بعض الأمراض كما حدث خلال في القرن العشرين باستخدام تطبيق مايسين "mycin"، أصبح يتم الاعتماد عليه في إجراء العملية الجراحية بشكل كامل، على الرغم من رفض البعض تشخيص مرضهم من خلال برنامج أو ما يسمى "بالتطبيق".

وأوضح أستاذ علم المعلومات وتاريخ المعرفة أن الذكاء الاصطناعي يساعد في إنجاز الكثير من المهام كما الحال في بعض المكتبات التي تستخدم تطبيقات للرد على أسئلة الرواد "عن بعد" فيما يخص موضوعات وقضايا معينة.

وعن استخدام محركات البحث في عملية الترجمة، قال: "ظهرت الكثير من المحركات والأدوات التي يمكن من خلالها ترجمة النصوص لأكثر من لغة، ولكنها تقدم ترجمة حرفية بمحتوى غير سليم وغريب عن المنطق الإنساني، وفي بعض الأحيان يرد بها أخطاء تحتاج إلى التصحيح من قِبل مدقق لغوي، وأجرى الغرب الكثير من الأبحاث مؤخرا لإعطاء الذكاء الاصطناعي نفس الروح الإنسانية والإبداعية، ونجحوا في ذلك بشكل كبير، ولكنهم اكتشفوا فى نهاية الأمر أنهم بحاجة إلى زرع جزء بشري، وبالتالي يمكننا القول إن برامج الذكاء الاصطناعي ما هي إلا مجرد أدوات تخضع لأفكار المستخدمين، وصُنعت لمساعدة الإنسان وليس لتحل محله، مشيرا إلى ضرورة الانتباه للمحتوى المقدم، واستخدام تلك التطبيقات كقواعد بيانات وليس كأدوات، لأنها غير محايدة وتخضع لسياسات معينة.

ثم توالت المداخلات من قبل الحضور، ودارت معظمها حول إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي لخدمة العمل الثقافي، وأوضح د. زين أن هناك مشكلة في التشريع فيما يتعلق بجزئية حماية الملكية الفكرية أو الهوية، ويمكن الاستعانة بتلك التقنية في العمل الإبداعي ولكن سيظل التفكير المرئي للشخص، والذي يعتمد على المعالجة المرئية للحصيلة اللغوية والصور والتعبير عنها بالكلمات هو الأفضل.

واختتم حديثه موجها الشكر لهيئة قصور الثقافة وإدارة الوسائط التكنولوجية ومجلة مصر المحروسة وكل من ساهم في إعداد هذا اللقاء.

من جهتها أشارت د. هويدا صالح رئيس تحرير المجلة أن استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي فى الأدب والترجمة أصبحت ظاهرة تؤرق العالم بأكمله وليس لدى الشعراء والكتاب فقط، خاصة بعد تصور بعض الكتاب الغرب أن الذكاء الاصطناعي سيحول العملية الإبداعية إلى آلية، مضيفة أنه يمكن القول في نهاية الأمر إنه طالما للإنسان حصيلة ومخزون لغوي لا يمكن أن يحل الذكاء الاصطناعي محل العنصر البشري خاصة في المجال الأدبي.

واختتمت حديثها قائلة: الأمر نفسه بالنسبة للترجمة، فالمترجم يعتمد على الطريقة الكلاسيكية كالاستعانة بالقواميس الورقية أو الرقمية، كونها أفضل بكثير من ترجمة محركات البحث التي تعتمد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتقدم ترجمة حرفية لا تمكننا من الوصول إلى روح النص.

"مصر المحروسة" مجلة ثقافية إلكترونية أسبوعية، تعني بالآداب والفنون، وهي تابعة للإدارة المركزية للوسائط التكنولوجية برئاسة د. إسلام زكي، ودشنت المجلة في مارس الماضي صالونا ثقافيا لمناقشة القضايا الفكرية والنقدية، باستضافة الكاتبتين الروائيتين نهى محمود وهبة عبد العليم، وحلّ د. محمد حمدي ضيفا في صالونها السابق للحديث عن مشروع "رسم مصر".