الطريق
جريدة الطريق

قمة بوتين وأردوغان حول سوريا| الدب الروسي يصطدم بغطرسة تركيا

بوتين وأردوغان
الطريق -

لأول مرة منذ 9 أعوام، تتغير خريطة النفوذ في شمال سوريا، حيث تمكن الجيش السوري من السيطرة بشكل كامل، على ريفي حلب الغربي والجنوبي، متوجها في الوقت نفسه إلى مناطق الصراع في ريف إدلب، متسلحا بدعم روسي.

المكاسب التي حققها الجيش السوري على أراضيه، كانت سببا في إضعاف التعاون بين تركيا وروسيا اللتين تدعمان طرفين متنازعين داخل البلد العربي منذ 9 سنوات، وهو ما دفع أردوغان إلى طلب عقد لقاء مع نظيره الروسي من أجل وقف هجمات الرئيس بشار الأسد، وإعادته إلى مناطق خفض التصعيد.

السؤال هنا.. هل تحسم قمة موسكو الخلاف حول إدلب وتذيب الصراع بين تركيا وروسيا؟

اقرأ أيضا: قمة بوتين وأردوغان| مساعٍ لإنهاء التصعيد العسكري في إدلب

قمة موسكو

البداية، كانت من خلال انطلاق القمة الروسية التركية في موسكو حول التصعيد شمال غربي سوريا، بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان.

وقدَم بوتين تعازيه لأردوغان في مقتل جنود أتراك في سوريا، بينما أعرب أردوغان عن أمله في أن تسهم القرارات التي سيتمخض عنها الاجتماع في تهدئة الوضع في إدلب، مضيفا أن العلاقات التركية الروسية الآن في ذروتها ونود أن تزداد متانة.

ذكاء بوتين

الحقيقة هنا، أن اللقاء بين أردوغان وبوتين، لم يكن سوى محركا للجانب الروسي بتسريع الخطى من أجل تعزيز قواته عسكريا في البلد العربي بحرًا وجوًا.

وكالة "رويترز"، أجرت تحليلا لبيانات الرحلات الجوية ومراقبة المراسلين للملاحة في مضيق البوسفور، مشيرة إلى أن روسيا بدأت في زيادة الشحنات البحرية والجوية إلى سوريا بعد يوم من مقتل 34 جنديا تركيا في غارة جوية بسوريا.

التقرير أظهر أيضًا، إرسال موسكو 5 سفن حربية باتجاه سوريا خلال 6 أيام، بدلا من سفينة حربية واحدة أو اثنتين أسبوعيًا.

اقرأ أيضا: جيش أردوغان يؤمن الحماية لـ”داعش” غرب سوريا (فيديو)

تهديد تركي

وعلى وقع ذلك، هدد الديكتاتور العثماني بدفع الجيش السوري للتقهقر، إذا لم تنسحب قواته من إدلب بحلول نهاية الشهر الجاري، ليرد عليه نظيره السوري بشار الأسد: "الشعب السوري مصمم على تحرير كامل الأراضي السورية من الإرهاب".

ويبدو أن حرب التهديدات والمناوشات بين تركيا وسوريا من جانب، والضغط الروسي على أنقرة من جانب آخر، قد يدفع تركيا إلى قبول "خطوط تماس" جديدة.

مخاوف الناتو

لكن ما يثير مخاوف المجتمع الدولي، هي القوة العسكرية التي تمتلكها روسيا حال دخولها في مواجهة مباشرة مع الجانب التركي، والتي قد تجبر "الناتو" للدخول على خط الأزمة باعتبار الأخيرة عضوا فعالا في الحلف.

اقرأ أيضا: موسكو تتهم تركيا بتوطين التركمان بدلا من الأكراد في سوريا

تقرير عسكري

موقع "جلوبال فاير باور"، فإن روسيا تتربع في المركز الثاني على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة، في حين تحل تركيا بالمركز العاشر، لتكون بذلك القوة الخامسة عسكريا ضمن حلف الناتو بعد أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.

القوة الروسية

وتمتلك القوات الروسية في صفوفها أكثر من 760 ألف جندي مع ما يزيد على 15 ألف دبابة وقرابة عشرة آلاف مدفع من أنواع مختلفة، علاوة على قاذفات صواريخ متعددة الأشكال يزيد عددها عن 3700 آلية.

كما تمتلك روسيا آلاف الطائرات المقاتلة بينها "المقاتلات والقاذفات والطائرات الاعتراضية، إلى جانب المروحيات ومئات القطع البحرية، وتصل ميزانية القوات المسلحة الروسية إلى أكثر من 60 مليار دولار".

القوة التركية

أما القوات التركية، فإنها تمتلك ما يقرب من 400 ألف جندي بالإضافة إلى أكثر من 3700 دبابة وأكثر من عشرة آلاف قطعة حربية أخرى بين آليات مدرعة ومدافع متعددة الأنواع، وأكثر من ألف طائرة من الأنواع القتالية والقاذفة والاعتراضية.

وتمتاز القوة البحرية التركية، بأكثر من 100 سفينة حربية من أحجام ونوعيات مختلفة.

يمكن القول: إن "الفارق العسكري بين البلدين يظهر بشكل واضح عبر الميزانية التي لا تزيد عن 18 مليار دولار، لكن تركيا يمكنها دائما الاعتماد على حلفاءها في الناتو".