”قصة سيدنا لوط عليه السلام و عذاب قومه لإرتكابهم الفحشاء

بعث الله تعالى نبيه لوطا -عليه السلام- إلى قومه في فلسطين، وأمرَه أن يدعوهم لعبادة الله -عزّ وجلّ- فأخبر لوط قومه بأنه رسول من عند الله، ودعاهم إلى عبادة الله، وأمرهم أن يعبدوا الله وحده؛ خوفا من غضب الله تعالى وعذابه الأليم، وقد كانَ هؤلاء القوم يقومون بعمل يغضب الله -سبحانه وتعالى- فهم لا يتّبعون سنة البشر في الزواج ،فقد كانوا لا يتزوجون من النساء، بل كانَ يتزوج الرجال من الرجال.
وهذه القصة ذكرت في القرآن الكريم في سورة الأعراف، حيث قال الله تعالى "وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ *إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ" وقد حذّر نبي الله لوط -عليه السّلام- قومَهُ من ذلك، وأخبرهم أنه عملٌ سيءٌ لا يرضي الله تعالى ، وظل يدعوهم إلى الإيمان بالله تعالى؛ ولكنّهم كانوا قومًا فاسقين يسخرون من كلام لوط ويستخفون به، بل تعدى الأمر إلى محاربة النبي لوط -عليه السّلام- فدعا النبي لوط ربّه أن ينجيه من هؤلاء القوم الفاسقين الظالمين الذين يرتكبون ذنبًا عظيما لم يرتكبْه أحد من قبلهم؛ ولم ييأس النبي لوط -عليه السلام.
وأصرَّ "لوط"، على أنْ يستمرَّ في دعوتهم إلى التوبة بأن يتزوجوا من النساء التي خلقها الله تعالى للزواج، وأن ينتهوا عن زواج الرجال من الرجال، ومع ذلك رفضوا واستمروا على ذنبهم وما تابوا عنه نهائيًا.
اقرأ أيضًا قصة نبي الله إسحاق ابن الخليل إبراهيم عليهما السلام
أرسل الله تعالى إلى النبي لوط ملائكة من السماء تنصره وتطمئنه وترفض ما يفعله قومه من ذنوب وكبائر، وأخبروه بأنَّ الله تعالى سيعذب أهل هذه القرية عذابًا شديدًا بسبب إصرارهم على الفاحشة ، وقد حدث ما أخبرت به الملائكة للنبي لوط، فقد أرسل الله تعالى على قومه عذابًا أليمًا، فأرسل عليهم حجارة من سجيل وهلك المدينة بقوتِه -سبحانه وتعالى- هلاكًا شديدًا.