الطريق
جريدة الطريق

قتل 100 جندي في معركة.. تعرف على قصة البراء بن مالك أشجع مقاتل في التاريخ

 أرشيفية
فاطمة عاهد -

صاحبي جليل، ارتبط شقيقه أنس بن مالك بالرسول ارتباطا وثيقا، وروى عنه الحديث، شارك في غزوات كثيرة مع النبي صلى الله عليه وسلم، أظهر قوة لا تقهر أثناء مشاركته في الحروب، حتى إن سيدنا عمر بن الخطاب قال عنه: "لا تولوه جيشا من المسلمين لئلا يهلكهم بشجاعته"، قتل في إحدى المعارك التي دخل فيها 100 جندي من الفرس.

هو الباسل البراء بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، ولد في يثرب وهو من أحد أبناء قبيلة الخزرج الأزدية، أخوه الصحابي أنس بن مالك راوي الحديث الشهير، وخادم النبي، أحبه الرسول صلي الله عليه وسلم وقال عنه: " رُبّ أشعث أغبر لا يؤبه له لو أقسم على اللَّه لأبرّه" .

عرف الصحابي الجليل البراء بن مالك بأنه من أشجع المقاتلين في التاريخ، فقد كان رضي الله عنه جرئ وفارس ومقدام، وشارك في معارك مع الرسول والصحابة رغبة منه في إعلاء كلمة "لا إله إلا الله" ونيل الشهادة وهو يقاتل أعداء الله، عاش حياته يبحث عن الجنة، ويقاتل بلا خوف.

شارك لأول مرة مع الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد، وسار إلى الحديبية مع الرسول صلى الله عليه وسلم، كما حضر عدد كبير من الغزوات، أهمها حنين وفتح مكة، شارك في حرب الردة في زمن خلافة أبو بكر، بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم .

في أثناء معركة اليمامة، التي نشبت بين المسلمين وجيش مسيلمة الكذاب الذي أدعى النبوة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، احتمى جيش مسيلمة الكذاب في مكان يعرف بحديقة الموت، فحاصرهم المسلمون.

 ونادى سيدنا البراء بن مالك رضى الله عنه في الجنود قائلا" يا معشر المسلمين ألقوني عليهم"، ليفاجأ مسيلمة وجنوده وقتها باختراقه للجدار، وظل يقاتلهم لوقت طويل حتى فوجئ المسلمين بخروجه من باب الحديقة، وانتصروا بفضل شجاعته وأصيب يومها بأكثر من ٧٠ جرحا.

استعد جيش من المسلمين لفتح "تستر"، وهي إحدى المدن في بلاد فارس، كان يشارك أنس والبراء بن مالك، ووقتها حاصر المسلمون الفرس في إحدى قلاعهم، وكان الفرس قد اخترعوا سلاسل حديدية بها كلاليب من فولاذ ساخن، يلقوها على أعدائهم ويسحبوهم بها.

 فأصابت واحدة سيدنا أنس بن مالك، وما إن رأه أخاه جرى إلى جدار الحصن وأمسك السلسلة التي كانت تحمل أنس وظل يحاول إخراجه، على الرغم من احتراق يده من الفولاذ الساخن، حتى ظهرت عظام يده، لكنه نجح في إخراج أخيه.

اقرأ أيضا: لماذا يستخدم التكفيريون التليجرام في التواصل بينهم؟

 

اشتد القتال على المسلمين في تلك المعركة، فقالوا للبراء بن مالك: "إنك لو أقسمت على الله لأبرك" فقال "أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم وألحقني بنبيك صلى الله عليه وسلم"، فاستجاب الله له وانتصر المسلمون واستشهد.