الطريق
جريدة الطريق

الحلقة 2

حكايات حقيقية أغرب من الخيال .. رجل خارق يكشف لغز مقتل فنانة.. وامرأة تتحدث مع الموتى

الأمريكية ليونورا بيبر كانت تتحدث مع الموتى والأرواح
سعيد محمود -

• متخصص في كشف الدجالين حاول التشكيك في بيبر فوجد نفسه يتحدث مع روح والده المتوفى

• شرطة "سكوتلاند يارد" تلجأ لهولندي يتنبأ بالمستقبل لحل قضية شهيرة

• رجل غامض يساعد الشرطة في القبض على قاتل متسلسل حير الجميع في الستينات

عالم الماورائيات يشغل نسبة كبيرة من محبي الغموض والإثارة، لذلك تجدهم يبحثون عن كل ما هو غريب ومثير، لإشباع رغبتهم الملحة في اقتحام دنيا ما وراء الطبيعة.

وفي العدد السابق من "الطريق" وعدناكم بالحديث عن حالات خارقة للطبيعة والقدرات البشرية حيرت العالم والعلماء، وفتحنا معا ملفات الطائرة 401، وأشباحها التي كانت تنقذ الأرواح، وروينا قصة السيدة الأمريكية ليونورا بيبر، وكيف كانت تتواصل مع الأرواح والموتى.

وفي هذا العدد، نستكمل معكم قصة السيدة بيبر العجيبة، ونسرد عليكم أيضا قصة الهولندي الغامض بيتر هوركوس، وكيف استعانت به شرطة سكوتلانديارد والعديد من الهيئات البوليسية الأوروبية للكشف عن أكثر من قضية.

الأمريكية الغامضة ليونورا بيبر وحديث الموتى

في العدد الماضي تعرفنا إلى السيدة الأمريكية ليونورا بيبر، التي كانت تتمتع بقدرة خارقة على التواصل مع أرواح الموتى، وكيف أقنعت الدكتور وليليام جيمس، أشهر علماء النفس في الخمسينات بتلك القدرة، بعد أن أخبرته بمكان دفتر شيكات يخص والدته، كانت قد فقدته منذ أمد بعيد، وهو ما تأكد من صحته بعد عثوره على الدفتر في الموقع التي حددته بيبر، قبل أن تخبره في يوم آخر بوفاة عمته التي لا تعرفها من الأساس، ثم تلقى برقية في اليوم نفسه تؤكد صحة ذلك.

اقرأ أيضا: أشباح وأرواح وقدرات خارقة.. حكايات حقيقية أغرب من الخيال (1)

ووفقا لما ذكره موقع survival after death، وما جاء أيضا في كتاب راجي عنايت الشهير "30 ظاهرة خارقة حيرت العلماء"، فإن ما حدث مع الدكتور وليليام جيمس في أمريكا، تكرر مع البروفيسور ريتشارد هودجسون، عضو الجمعية البريطانية للبحث النفسي، الذي حاول جاهدا إثبات كذب بيبر، لكنه لم يجد بدا من الاعتراف بها في النهاية، عندما أخبرته بكل شيء عنه وعن عائلته بمنتهى البساطة، لدرجة أنها ذكرت له اللعبة المفضلة له في طفولته.

السيدة الأمريكية ليونورا بيبر

وحتى يرتاح ضميره العلمي، أجرى هودجسون تجربة استمرت 3 أشهر، حيث أخذ ليونورا بيبر معه إلى بريطانيا، وجعلها تعقد 88 جلسة روحية، وكانت آخر التجارب هي تلك الجلسات التي حضرها عالم من جامعة كولومبيا يدعى الأستاذ جيمس هيسلوب، كان له تاريخ طويل في كشف خدع الوسطاء الروحانيين، لكنه أصيب بالحيرة الشديدة أمام السيدة بيبر، خصوصا عندما وجد نفسه يتحدث إلى روح والده المتوفى التي تحدثت بصوته من خلال المرأة الأمريكية.

اقرأ أيضا: صدق أو لا تصدق.. مصرى يدفن نفسه 28 يوما تحت الأرض ويخرج حيا

وفي عام 1910، وبعد سوء حالتها الصحية، اعتزلت بيبر التجارب الروحانية، التي لم تأخذ عنها أجرا طيلة حياتها، ثم رحلت لعالم الموتى والأرواح في الثالث من يوليو عام 1950.

الهولندي الغامض وشرطة سكوتلاند يارد

قد يعترف العامة والعلماء ببعض الأمور الخارقة، لكن اعتراف واحدة من أهم إدارات البوليس وأشهرها في العالم بتلك الأمور واستعانتها بأحد البشر أصحاب المواهب غير العادية، يعتبر من الأشياء النادرة، وهو ما فعلته شرطة سكوتلاند يارد في كشف غموض حادث شهير عرف بـ"اختفاء حجر سكون".

في الحادي والعشرين من مايو عام 1911، ولد الهولندي بيتر هوركوس، وفي سن الثلاثين، سقط من الطابق الرابع وأصيب بشدة في رأسه، وبعد الحادث المؤلم بقليل، اكتشف قدرته على معرفة ما يتعلق بأي شيء يلمسه، وهو ما أثار رعبه الشديد في أول الأمر، قبل أن يتعود على قدراته الجديدة.

بيتر هوروكوس

قدارت بيتر الخارقة مكنته من حل العديد من الألغاز الصعبة، وكشف غموض أكثر من جريمة، فبحسب موقع crimelibrary الأمريكي، ساعد هوركوس الشرطة في القبض على قاتل متسلسل حير الجميع في الستينات، كما كشف سر سلسلة حرائق حدثت في مزرعة صغيرة، عن طريق قفل محروق من أقفال المزرعة.

يقول الكاتب راجي عنايت في كتابه "رجل يعرف كل الأسرار"، الذي خصصه بالكامل لسرد قصة الهولندي بيتر هوركوس المثيرة للدهشة، إنه بعد أن ذاع صيته استعانت به شرطة سكوتلانديارد والعديد من الهيئات البوليسية الأوروبية للكشف عن أكثر من قضية، كانت أشهرها قضية "اختفاء حجر سكون"، وهي تتعلق باختفاء حجر كريم سرقه أحدهم من كرسي التتويج في كنيسة "ويستمنستر" بإنجلترا، حيث سافر بيتر إلى هناك، وبدأ يلمس الكرسي، ثم أخبر الشرطة بما حدث بالتفصيل، قبل أن يدلهم على مكان الحجر المسروق، ويخبرهم بأن سارقيه هم مجموعة من الصبية، وان الأمر تم بغرض المزاح فقط.

بيتر هوروكوس في الصحف

ومن أشهر القضايا التي ساعد هوركوس الشرطة في حلها، والتي تحدثت عنها بعد سنوات صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، بعددها الصادر في الثاني من يونيو عام 1988، هي قضية القاتل الوحشي تشارلز مانسون، الذي كون هو وأتباعه "عائلة مانسون" جماعة إجرامية قتلت العديد من الأمريكيين، على رأسهم الممثلة الشهيرة شارون تيت، زوجة المخرج رومان بولانسكي، حيث قالت الكاتبة نورما لي بروننج عن تلك الواقعة في كتابها The Psychic World of Peter Hurkos"إن ما توصل إليه الهولندي المعجزة في القضية لا يمكن تصديقه، لكنه يؤكد تمتعه ببصيرة نافذة".

هوركوس والتنبؤ بالمستقبل أيضا

لم تكن قدرة بيتر مقصورة فقط على معرفة ما حدث في الماضي، وإنما كان يمتلك ما هو أكثر من ذلك، وهو التنبؤ بالمستقبل أيضا.

ففي الحادي عشر من يونيو عام 1960، وبالتحديد في ولاية فيرجينيا الأمريكية، وعندما كان هوركوس في حديقة منزل الطبيب النفسي الأمريكي الشهير وقتها دكتور ريجيز ريزنمان، تنبأ بشفاء طفلته الصغيرة التي كانت تبلغ من العمر سنتين ونصف، من الشلل المخي الذي كان يعيقها عن الحركة.

اقرأ أيضا: أغرب من الخيال.. صعيدي للتلفزيون المصري: ”الفضائيين خطفوني وجردوني من ملابسي” (فيديو)

وبحسب كتاب راجي عنايت، وضع بيتر يده فوق ظهر الطفلة ماري ريزنمان، ثم قال لوالدها "هذه الطفلة ستتمكن من السير على قدميها لأول مرة في عيد ميلادها يوم 21 ديسمبر، وبعد هذا بأربعة أيام في احتفالات الكريسماس ستتمكن من السير حتى شجرة عيد الميلاد، وتتناول هداياها بيدها ثم تواصل السير بعد ذلك".

هوروكوس مع رجال الشرطة

المثير للدهشة هنا أنه بالفعل، وفي المدة التي حددها الهولندي الخارق بالتحديد، خطت الطفلة أولى خطواتها في عيد ميلادها، ثم سقطت على الأرض، قبل أن يتكرر الأمر في الموعد الآخر، وتبدأ السير بنجاح حتى شجرة الكريسماس التي أخذت منها هداياها، وسط دهشة وذهول الأسرة التي لم تصدق ما يحدث أمامها.

وهكذا استمر بيتر هوركوس في إثارة ذهول من يعرفه، حتى فارق الحياة عام 1988، تاركا العلماء في حيرة بسبب قدراته التي لم يتمكن أحد من معرفة سببها إلى وقتنا هذا.