الطريق
جريدة الطريق

خاص| بطل رفع الأثقال في حواره ”للطريق”: اتظلمنا من الاتحاد الدولي وجاء وقت الرد

محمد إيهاب
فاطمة الشاذلي -

اضطرابات متعددة تسبب بها الفيروس المستجد كورونا "كوفيد-19"، والذي تفشى بسرعة البرق في جميع انحاء العالم، ولم يكن عالم الساحرة المستديرة ببعيد عن الأحداث العالمية، فقد تسبب الفيروس في إيقاف وتأجيل كافة الأنشطة الرياضية.

وهنا نلقى بالضوء على دورة الألعاب الأولمبية، أحد أبرز الأحداث الرياضية المتأثرة بتفشي كورونا، والتي كان مقررًا لها صيف2020 بطوكيو قبل أن تعلن اللجنة الدولية الأولمبية بتأجيل الدورة عام كامل، لتقام في صيف 2021، على أقصى تقدير.

ويأتي هذا بالتزامن مع ظهور نتائج التحقيقات التي أكدت تورط الرئيس السابق للاتحاد الدولي لرفع الأثقال المجري توماس إيان، في قضايا فساد ورشوة.

ونتيجة لذلك اتجهنا بالحديث إلى الرباع محمد إيهاب، البطل المصري في رفع الأثقال، والذي وضح عددًا من الزوايا المتعلقة بدورة الألعاب الأولمبية المقبلة، وحول أحقية المنتخب المصري في المشاركة، كما تطرق الحوار للحديث بعض الأمور السابقة من حيث عقوبات الاتحاد الدولي والتي أقرها على منتخب رفع الأثقال، وأزمة المنشطات التي بسببها تعرض جميع لاعبي المنتخب للعقوبة.

كيف يرى بطل مصر طوكيو 2021 بعدما تراجع عن قرار اعتزاله، وما حقيقة توليه منصب المدير الفني للمنتخب، وما هي التحضيرات التي اقرها المسؤلون للخروج من أولمبياد طوكيو بأكبر عدد من الميداليات.

وإليكم نص الحوار:..

تأجيل الأولمبياد يفيد المنتخب.. البطولات تتعوض بس الأبطال لا

في البداية أطلعنا على رأيك في تأجيل أولمبياد طوكيو للعام المقبل؟

هو في بداية الأمر له عدة جوانب، بين الإيجابي والسلبي، فهو في المقام الأول مصلحة للرياضيين، فهم بذلك أمامهم فترة إضافية، أعتقد أنها كافية جدًا لزيادة التأهيل والاستعداد، والعمل المستمر لتحقيق النجاح في الأولمبياد، وحتى الموعد الجديد يستطيع جميع المنتخبات واللاعبين العودة بحماسهم ولياقتهم بالتدريبات مرة آخرى.

على جانب آخر؛ من أبرز إيجابيات التأجيل هو القضاء على الفيروس ومنع انتشاره بين اللاعبين، وبالتحديد لعبة رفع الأثقال؛ لأنها مليئة بالإحتكاكات.

أما عن الأهمية القصوى للتأجيل فهي تكمن في المحافظة على الجميع، "البطولات تتعوض بينما الأبطال لايتعوضون".

كيف يؤثر تأجيل عام كامل على اللاعبين والمنتخبات؟

التأثير كبير طبعًا، ولكن هو تأثير على الكل في جميع دول العالم، لأن سبب توقف النشاط واحد، ونتساوى مع الكل في موعد التوقف والإجراءات الاحترازية المتبعة، وأيضًا موعد العودة للتدريبات موحد، وهو عندما تستقر الأمور وتهدأ الأجواء، لعلنا نرى جميعًا أن الاهتمام في الوقت الحالي موجه للفيروس الصيني فقط.

إلغاء المعسكرات بالتأكيد أثر سلبيًا على الحالة النفسية للاعبين، التي استعدت للمشاركة والسفر إلى طوكيو وتحقيق الميداليات.

ولكن بين كل تلك السلبيات يظهر الجانب المشرق؛ وهو الفترة الكبيرة للاعبين للاستعداد بصورة أفضل، ووقت أكثر للتأقلم والتهيئ للأولمبياد وتحقيق النجاحات.

ماهي أحقية منتخب مصر لرفع الأثقال في المشاركة؟

منتخبنا الوطني لرفع الأثقال بحلول أولمبياد طوكيو في موعدها الجديد 2021 سيكون له الأحقية في المشاركة بنسبة كبيرة جدًا، رغم العقوبة الصادرة ضده من قبل نظيره الاتحاد الدولي.

وها هي الرؤية كاملة لمن يشكك؛ الاتحاد الدولي لرفع الأثقال فرض عقوبة الإيقاف عامين على منتخبنا الوطني بسبب تهمة المنشطات التي أثبتتها التحاليل على 7 لاعبين من الناشئين، وبناء عليه تم فرض العقوبة على المنتخب ككل، وذلك بالإضافة لغرامة مالية تقدر بـ 200 ألف دولار.

تلك العقوبة إذا حدثت مع منتخب آخر كان سيتم عقاب الجاني فقط، ولكن مع مصر تم عقاب المنتخب بأكمله، وذلك لأننا بدأنا في الظهور على الساحة الرياضية وتحقيق النجاح والميداليات وخطف الأضواء، ومنافسة الدول الكبرى، على عكس الماضي، كان حضورنا كضيوف شرف.

ولا أقصد أن تلك مؤامرة مدبرة ضد مصر، ولكن هذا شأن المنتخبات الكبرى، العقاب يشمل الجميع، ولأنه لمصلحة دول آخرى أن تبعد مصر عن مشهد التتويج.

وتعرضنا للظلم من الاتحاد الدولي وجاء وقت الرد.

كيف جاء التأجيل في مصلحة الفراعنة؟

التأجيل جاء لعام كامل من موعدها المحدد السابق، إذًا نحن أمام فترة طويلة تصل لعام ونصف يمكننا فيها التحرك هنا وهناك والتوصل لحل لأزمة المنشطات والتوقف.

و لكن عند حلول الأولمبياد في صيف 2021 يكون منتخب رفع الأثقال قضى عامان وهي العقوبة المقررة من قبل نظيره الدولي، وينقصنا فقط سداد الغرامة المالية.

أما إذا أقيمت الأولمبياد في موعدها السابق صيف 2020، لن يكن أمامنا سوى شهور قليلة، وهو وقت غير كافي سوى للذهاب للمحكمة الفيدرالية، والتي بنسبة كبيرة جدًا ستصدر قرارها بتأييد العقوبات، وبالتالي حرمان المنتخب من المشاركة، وهو ما توقعه الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة في اجتماعي معه.

كيف تعامل المنتخب مع قضية المنشطات؟ وماهي الخطط التي وضعها لتجنب تكرار الأزمة؟

كانت هناك إجراءات حاسمة من إدارة المنتخب والاتحاد بعد تلك الواقعة، ويسعى الجميع للسيطرة على الوضع خلال الفترات المقبلة، من خلال تقليل الأعداد، مراقبة أماكن التجمع، وقرارات صارمة آخرى لأي شخص يتجاوز التعليمات.

بالإضافة لذلك أرى أن الاتحاد المصري لرفع الأثقال سيكون له دور كبير في هذا الأمر، وأرفض تمامًا الدعوات التي تطالب بتأجيل الانتخابات لما بعد الأولمبياد، لأن الاتحاد الحالي مجمد، إذا تأجلت الانتخابات من سيتولى مسئولية المنتخب في طوكيو؟؟ هل ستواصل اللجنة الأولمبية في الإشراف على المنتخب؟؟.

تعليقك على التحقيقات الأخيرة التي أثبتت تورط رئيس الاتحاد الدولي السابق في قضايا الفساد؟

التاريخ الحديث كله اتبنى على باطل بسبب المجري تاماس إيان وتصرفاته، فهو السبب في ضياع بطولات وميداليات، وتغطية فساد ورشاوي وأزمات متعددة، ولكنها كانت "مستخبية" خلف زعيم الاتحاد، الذي قنن تلك الأعمال الإجرامية.

تم فضح الأمر والتحقيقات كشفت الفساد حاليًا، ماذا عن الحقوق الضائعة طوال الأعوام الماضية التي تسبب فيها ذلك الشخص؟.. فهو لم يكتفي بالفساد فقط، بل كان يتمتع بإذلال الدول والأبطال.

لم يكن يعدم العينات الفاسدة ولم يكتفي بعرضها للجان المختصة، بل كان يخزنها لكسر عين أصحابها، حتى لا ينقلبوا عليه ويكشفوا مظاهر فساده، وعندما كان يظهر أحد للوقوف في طريقه كان بيقلب الحقائق ويزورها، ويجد من يسانده في ذلك مستغلًا منصبه كرئيس اتحاد دولي.

وحدثت أنه أجل وأخفى عينات منشطات إيجابية مجاملة للدولة التي تدفع أموالًا حتى تشارك في البطولات وتحقق الميداليات، والدليل هو رسالة الشكر التي تم فضحها مسبقًا من أحد رؤوساء الاتحادات الأوروبية التي تشكره على إخفاء العينات، ووجود أكثر من 10 مليون دولار في حسابات سرية مملوكة له.

كيف تتمكن الدول المظلومة من استرداد حقوقها؟

للأسف هو شكل لجنة على هواه، وضعت القوانين التي تدين الدول "اللي مبتدفعش"، والخارجة عن طوعه، والتي تحصل على تنظيم البطولات دون أن تراضيه، وهو ما حدث معنا في بطولة العالم للشباب التي كان مقررًا لها مارس الماضي، قبل أن يسحبها من مصر، بعدما حصلنا على تنظيمها، بسبب قضية وقف الاتحاد المصري سنتين المزعومة.

وهو الأمر ذاته، مافعله مع الرئيس المصري لاتحاد رفع الأثقال عندما منحه منصب رفيع في الاتحاد الدولي ثم سحبه منه، لأنه كان يوزع المناصب بناء على رغبته الشخصية.

ماحدث مع مصر سبب هذا الرجل كانت مؤامرة كبرى، وللأسف نجحوا في خططهم، بسبب ظهور مادة واحدة فقط محظورة، على الرغم من ظهور أكثر من 6 مواد في دول آخرى، أكثر خطورة من تلك التي ظهرت في تحليلات المنتخب الوطني.

المادة التي تم وقف اللاعبين المصرين على إثرها إذا كان هناك اتحاد محترم ووجدها في التمارين لن يعاقب اللاعبين عليها، ولكنه نجح في الوقيعة بمصر.

ولكن في نهاية المطاف وجد أنه مكمل تناولته جميع اللاعبين، وخرجت النتائج لتعلن عن تناول أحدهم مادة منشطة محظورة للوقيعة بين لاعبين المنتخب الواحد، بيشككوا الجميع في بعضهم البعض.

رد المسؤولين عن الاتحاد المصري على تلك الواقعة؟

اللجنة الرسمية التي شكلها إيان على هواه لما تصدر سوى 3 قرارات فقط، إيقاف مصر، إيقاف تايلاند وإيقاف ماليزيا، ثم تم فضها بالكامل، وقالت التحقيقات بعد ذلك أن تلك اللجان التي شكلها كانت ستار لحماية أفعاله وتصرفاته والفساد الذي كان يقوم بها.

مش مهم الرد قد ما مهم أزاي نستفاد من الواقعة التي حدثت، احنا لو ركزنا في الرد هنضيع على أبطالنا تركيزهم قبل الأولمبياد العام المقبل، خاصة بعدما عادت آمالنا من جديد في المشاركة بالبطولة بعدما كنا مهددين بالاستبعاد منها.

فترة التأهيل امتدت عام كامل، وهذا يسمح لنا بزيادة عدد المشاركين في الأولمبياد، فهي مازالت أمامنا حتى إبريل 2021، يمكننا من خلاله من كان ينقصه ميدالية أو أكثر أن يستكملها، وأنا من ضمنهم ينقصني بطولتين هسعى لاستكمالهم الفترة المقبلة.

تعرضنا للعقوبة بالإيقاف عامين مع أن باقى المتعاقبين كان قرار الإيقاف عام واحد فقط، وهذا بسبب خلافات الاتحاد الدولي.

الخطط المتبعة للاستعداد لأولمبياد طوكيو رغم التوقف؟

حرصت جميع الاتحادات في مصر على استمرار التدريبات للاعبيها ولكن في منازلهم، وهذا وفقًا للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة لمواجهة الفيروس الصيني، ولا توجد متابعة أو رقابة عليهم داخل منازلهم بالتأكيد، ولكنهم هم المستفيد والمتضرر الأول من قرار إلتزامهم بالتمرين.

وجميع لاعبي اللعبة لابد أن يحافظوا على تدريباتهم حاليًا، وهذا بسبب عندما نصرح بعودتنا نكون قدرنا نستعد بشكل كافي.

والأزمة حاليًا ليست في العقوبة على منتخب رفع الأثقال كما يعتقد البعض، الازمة الحقيقية هي هل التأهيل الذي قمت به كافي أم لا، وهل سأحتاج لخوض مباريات آخرى أو أكتفى بما أقيم.

المدة سنة ونصف على موعد الأولمبياد الجديد هذه مدة كبيرة جدًا؛ تمكننا من الاستعداد الجيد والتأهيل النفسي والفني، ولكن شرط القضاء على كورونا سريعًا حتى لا يظل العالم متوقفًا أكثر من ذلك.

إظهاري لإنتمائي شئ وتمثيلي لبلدي شئ آخر.. الإدراة الفنية للمنتخب وذهبية الأولمبياد.. حلم عظيم.

حقيقة تولي منصب المدير الفني للمنتخب الوطني؟

هذه حقيقة وهي وجهتي القادمة، ولن أبعد كثيرًا عن مجالي، فأنا لاعب رياضي، وخريج تربية رياضية، وإدارة المنتخب حلمي وأسعى لتحقيقه عقب المشاركة في الأولمبياد والتي أصب عليها تركيزي بالكامل، أملًا في تحقيق النجاح وحصد الذهبية.

عقب الأولمبياد سأتولى منصب المدير الفني لمنتخب رفع الأثقال.

لماذا دائمًا ما تظهر انتمائك للجماهير؟

أنتمى للزمالك وهذه حقيقة لن أخفيها مهما حدث، ولكنها لن تؤثر على محمد إيهاب الذي يرفع اسم مصر ويحرز الميداليات.

وهذا لن يقلل من حب وتشجيع باقي الانتماءات لي، ومايحدث دائمًا يؤكد للجميع أنني لاعب مصري فقط لاغير، وانتمائي للزمالك شيء ولعبي بإسم مصر شئ آخر.

ما هي خطتك في الأولمبياد؟

أتمنى تحقيق الذهبية في طوكيو 2021، فهي ماينقصني في مسيرتي، حققت تقريبًا جميع الميداليات في كافة المسابقات التي نافست فيها "جايزة كبرى- بحر متوسط - بطولات عرب - بطولات إفريقيا - تضامن إسلامي - بطولات عالم للكبار، وكنت أتمنى المشاركة في أولمبياد طوكيو هذه المرة لحصد الذهبية، بعدما حققت فيها البرونزية بالمرة السابقة.

ولو كانت تم إلغاء الأولمبياد أو لم تشترك بها مصر كنت إعتزلت اللعبة، وهو ماكان في مخيلتي، وهي آخر ماأخوضه في مسيرتي الرياضية فهي أقصى مااتمناه.

توقعاتك للبعثات المصرية المتجهة لطوكيو؟

إذا استقرت الأمور، وتغلبنا على كورونا مبكرًا أتوقع أن تحقق البعثات المصرية نجاحًا كبيرًا في طوكيو، وحصد ميداليات متعددة.

بينما إذا زاد الأمر واستمر لفترة طويلة أتوقع أن يكون التمثيل مشرف ليس أكثر من ذلك، بالإضافة إلى أن أداء جميع المشاركين من جميع أنحاء العالم سيكون كذلك؛ لأن الأوضاع الراهنة لم تضر مصالحنا فقط ولكنها طالت الجميع.

اقرأ ايضًا:خاص.. محمد إيهاب عن عودة النشاط الرياضي: ”احنا مش زي الدول اللي رجعت نشاطها ولا عندنا إمكانياتهم”

توقعات عن الأولمبياد في حال استمرت كورونا؟

أعتقدت أن جميع المسؤولين والمنظمين للبطولة يبذلون أقصى ما في جهدهم لإقامة البطولة في موعدها الجديد، ولكن ماذا إذا استمرت كورونا، بالتأكيد لن يتم ترحيلها مرة أخرى، ولكن سوف يتم إلغاؤها تمامًا، كما أمدنا فإن حياة اللاعبين أهم من مليون ميدالية.

 

 

مينفعش نرجع النشاط ونقول أصل الدولة الفلانية رجعت نشاطها، احنا مش زي اللي رجعوا ولا عندنا إمكانياتهم، مينفعش يبقى عندي ألف حالة إصابة في اليوم وأجي أقول هرجع الرياضة، اللي هي وسيلة ترفيه لا تقارن بالسلامة والصحة العامة للجميع.

ولو قررنا العودة وأعلنت الجهات المسئولة عن عودة النشاط، وبدأوا معسكر للاعبين للاستعداد للأولمبياد، وتوفي أحدهم لا قدر الله، من المذنب وقتها، من يضمن سلامة المتبقيين؟.

 

والدليل على أهمية حياة اللاعبين أهم من البطولة نفسها أن هناك دول متقدمة أرسلت جوابات رسمية للمنظمية أعلنوا عن انسحابهم من الأولمبياد قبل تأجيلها، في حال تم إقامة البطولة في موعدها السابق.