الطريق
جريدة الطريق

هند والـ100 جنيه.. حكاية رسالة من طفلة مصرية أراد اللبنانيون وضعها في المتحف

هند والـ100 جنيه
عبدالرحمن قناوي -

لم تتوقع طالبة كلية الإعلام أن تدوينتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" والتي تتضمن صورًا لشقيقتها الصغرى صاحبة التسعة وقصة تبرعها بمائة جنيهًا لصالح لبنان، ستجوب العالم وتصبح حديث الساعة من القاهرة إلى بيروت إلى العديد من عواصم الدنيا، وتتحول الجملة البسيطة "من هند إلى بيروت.. كان نفسي أجيب حاجات كتير بس أنتم أولى" إلى أيقونة تتناقلها وسائل الإعلام والصحف العالمية.

شيماء النجار الشقيقة الكبرى للصغيرة هند التي أضحت الطفلة الأشهر في العالم العربي في الوقت الحالي، قالت إن شقيقتها حين علمت أنها تجمع تبرعات لإرسالها إلى لبنان تطوعت للتبرع بجزء من "العيدية" الخاصة بها، وأرادت أن ترسل "رسمة" رسمتها من أجل أطفال بيروت، إلا أنها حين علمت أنها لن تصل لهم استبدلتها بالكتابة على المائة جنيهًا ورسم "إيموشنز" عليها.

شقيقة هند: مكانتش عارفة إني بصورها أو هنزلها.. ولما شافت ردود الفعل قالت يا ريتني اتبرعت بفلوس أكبر

وأضافت في حديثها لـ"الطريق" أن شقيقتها لم تكن على علم أنها تقوم بتصويرها أو أنها ستضع تلك الصور على "فيس بوك"، إلا أنها رفعتها على صفحتها وذهبت لأداء أحد امتحاناتها، وعقب عودتها فوجئت بردود الفعل التي انهالت على التدوينة.

 

آلاف التعليقات والمشاركات انهالت على التدوينة مادحين الطفلة وتصرفها وجملتها العظيمة، عارضين شراء "مقوي أظافر" بدلًا من ذلك الذي تخلت عنه الطفلة من أجل التبرع لأطفال لبنان ودعمهم في محنتهم، وهو ما فاجأ الفتاة وشقيقتها "لما عرفت إن فيه ناس كتيرة بتشكر في اللي عملتها قالت يا ريتني اتبرعت بفلوس أكتر".

اقرأ أيضًا: سر العنبر رقم 12 والسفينة الغامضة.. كيف وصلت نترات الأمونيا إلى مرفأ بيروت؟ (مستندات ووثائق)

الطفلة سعدت كثيرًا أن رسالتها وصلت بالفعل إلى لبنان وأطفالها، وأنها انتشرت بالفعل بين اللبنانين وصفحاتهم ووسائل الإعلام هناك وفي بلدان كثيرة، حسب شقيقتها، كما أن الطفلة "هند" أخبرتها أنها ليست في حاجة لكل تلك الكمية المعروضة عليها من "مقوي الأظافر" كهدايا، وتكفيها علبة واحدة فقط.

لم تتوقف ردود الفعل والهدايا المعروضة على "هند" على مقوي أظافر تبغاه "ناس كتير جدا مصريين ولبنانيين عرضوا عليها هدايا وفلوس ومنهم ناس جايين الشهر الجاي سألوني عاوزة ايه نجيبهولها، وفيه لبنانيين عرضوا عليا يشتروا الـ100 جنيه وتتحط في أحد متاحف لبنان".

أرادت هند إسعاد أطفال بيروت.. فرد اللبنانيون الجميل بالمدح والشكر وعرض الكثير من الهدايا عليها

الجملة التي كتبتها الطفلة صاحبة الأعوام التسعة، والتي تبدو أكبر من عمرها ليست غريبة أو مستغربة في العائلة "طول عمرنا بنتناقش في القضايا القومية والعربية والثقافية في البيت، وعندنا مكتبة كبيرة، وبابا وماما ربونا دايما على التبرع لفلسطين والصومال والدول العربية" لذلك كام ذهن الفتاة حاضرًا لينتج تلك الجملة التي أصبحت من المأثورات.

"هند" لم ترغب إلا في أن تصل رسالتها لأطفال لبنان ويفرحوا بها، ولم تكن رغبة شقيقتها إلا في أن يكون تبرع "هند" حافزًا لغيرها للتبرع وليعلموا أن العالم أكبر منهم ولا يجب أن يحيا كل شخصٍ لنفسه، وتحققت رغبتا الشقيقتين أكثر مما تمنتا "اول واحد اتأثر بهند كان ابن عمي اللي في سنة سادسة ابتدائي وطلع بعد ربع ساعة بس جابلي عيديته أتبرع بيها لأطفال لبنان".