الطريق
الجمعة 19 أبريل 2024 02:47 صـ 10 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

سر العنبر رقم 12 والسفينة الغامضة.. كيف وصلت نترات الأمونيا إلى مرفأ بيروت؟ (مستندات ووثائق)

حريق بيروت
حريق بيروت

2750 طنا من نترات الأمونيا كانت مخزنة بطريقة غير آمنة في مستودع لنحو ست سنوات، حسب الرئيس اللبناني ميشيل عون، تسببت في انفجار بيروت الكبير الذي أودى بحياة العشرات وأصاب المئات وخلف دمارًا كبيرًا وصفه محافظ بيروت أنه الأكبر منذ هيروشيما ونجازاكي.

الكمية الهائلة من نترات الأمونيا القابلة للاشتعال حال تخزينها بكميات كبيرة في مكان غير مناسب وبشكل متقارب، ظلت هناك لمدة كبيرة ولم يفكر في الخطر المحتمل الناجم عنها، فكيف وصلت تلك الكمية إلى مرفأ لبنان ولماذا ظلت هناك تلك المدة الطويلة؟.

في عام 2013، توقّفت الباخرة "روسوس" في مرفأ بيروت قادمة من جورجيا في طريقها إلى موزمبيق حاملة علم دولة مولدوفا، وكانت محمّلة بمادة نترات الأمونيا، حسبما نشرت فرانس برس نقلًا عن مصادر لبنانية.

تقرير إسباني يكشف مصدر نترات الأمونيا: كانت تحملها سفينة يملكها روسي قادمة من جورجيا إلى موزمبيق ترفع علم مولدوفا

مجلة The Arrest الإسبانية الربع سنوية، والتي تتخصص في أخبار السفن المعطلة حول العالم، نشرت تقريرًا في عددها رقم 11 الصادر في أكتوبر من العام 2015 عن السفينة الغامضة التي ترسو على مرفأ لبنان وشحنتها الخطيرة التي ربما تتسبب في كارثة.

تقرير المجلة الذي كتبه محاميان لبنانيان ترافعا عن طاقم السفينة Emmanuel Tomasos المملوكة لشركة اسمها "توماسوس براذرز" Tomasos Brothers Company، التي يملكها رجل أعمال روسي، قال إن السفينة حدث لها عطل خلال رحلتها إلى موزمبيق أجبرها على الوقوف في ميناء بيروت.

تقرير المحامين أكد أن السفينة مُنعت من الإبحار بعد تفتيشها من قبل سلطات مرفأ بيروت وسمح لاحقا لمعظم طاقمها بالعودة إلى بلادهم باستثناء ربانها وأربعة من طاقمها الذين بقوا على متنها، بعد أن خرجت بعض الشركات التي قاضت شركة "توماس براذرذ" بسبب ديون قديمة وأبرزهم أبرزهم شركة خدمات وقود البحر الأبيض Mediterranean Bunker Services.

الشركة المالكة للسفينة تخلت عنها وعن الشحنة التي على متنها، بعد أن وضعت القضية أمام القضاء وتشعبت خيوطها وتعقدت، وبسبب مخاطر الإبقاء على شحنة نترات الأمونيوم في السفينة تم تفريغها وتخزينها في مخزن في ميناء بيروت في 2015، حسب التقرير المذكور.

شحنة نترات الأمونيا تم تفريغها في عنبر على مرفأ لبنان بعدما تخلت الشركة المالكة للسفينة عنها بسبب نزاعات قضائية

الشحنة التي تم تفريغها في المبنى الرمادي الكبير في مرفأ بيروت "العنبر رقم 12"، كانت تنتظر عرضها للبيع في المزاد أو التخلص منها بطريقة صحيحة، إلا أن الأمر لم يحدث طوال تلك السنوات بدون أسباب واضحة.

وسائل إعلام لبنانية كشفت أن السجلات العامة والوثائق، التي نشرت بعضها، تُثبت أن كبار المسؤولين السابقين كانوا يملكون معلومات منذ أكثر من ست سنوات عن وجود كميات كبيرة من نترات الأمونيا تم تخزينها في العنبر رقم 12 بميناء بيروت، وكانوا على دراية تامة بمخاطر هذه الكميات في ظل غياب معايير ومتطلبات الأمان الخاصة بتخزين مواد من هذا النوع.

الوثائق كشفت عن أن مسؤولين في إدارة الجمارك، أرسلوا خطابات لقاضي الأمور المستعجلة في 27 يونيو 2014 وفي 6 مايو 2015 وفي 6 يونيو 2016، وخطاب أخير في 28 ديسمبر 2017 ، طلبوا تحديد مصير كمية نترات الأمونيا الموجودة في أحد عنابر مرفأ بيروت، وبالرغم من ذلك لم يرد أكثر من قاض على تلك الرسائل.

إدارة المرفأ بدأت لحام في العنبر قبل أسبوع واحد من الحادث.. ورفض طلبات مدير الجمارك بنقل الشحنة

في يونيو 2019، بدأ جهاز أمن الدولة التحقيق في الموضوع، بعد العديد من الشكاوى عن روائح منبعثة من المستودع، وذكر في تقريره، حسبما نشرت "دويتشه فيلله" أن هناك مواد خطرة من الضرورة نقلها، وأن مادة سائلة من نوع نيتروجليسرين سريعة الاشتعال كانت ترشح من المستوعب، وأوصى الجهازفي تقريره الصادر نهاية 2019 بإصلاح العنبر والتشققات في جداره.

اقرأ أيضًا: تشتعل في ظروف خاصة.. ماهي نترات الأمونيوم التي أحرقت لبنان؟

إدارة المرفأ خلال الأسبوع الحالي أرسلت عمال لحام، لإصلاح تشققات العنبر، وهو ما رجحت بعض التقارير أن يكون سبب وقوع الكارثة.