وحش فى صورة إنسان| أتيلا الهوني مرعب الرومان.. ذبح زوجته وأكل طفليها ومات في ظروف غامضة

كان أتيلا الهون، المعروف باسم "فلاجيلوم داي" أو "آفة الله"، أحد أكثر الأعداء المخيفين الذين واجههم الرومان على الإطلاق، ويعرض "الطريق" خلال السطور التالية أبرز المعلومات عن أكثر "الملوك" رعبًا فى التاريخ، وفقًا لموقع "history".
يعرف أن "أتيلا" كان متعدد الزوجات ويعرف بأنه "زوج جبار"، وكانت الغيرة تشتعل بين زوجاته وعندما غضبت إحدي زوجاته وتدعي "فتون" من زوجته الثانية، ادعت أنها شاهدتها وهي تمارس العلاقة مع عبد من عبيده، فقتلهما سويًا، وبعد أن علم أن زوجته "فتون" كانت تخدعه للتخلص من زوجته، ذبحها وأكل طفليها، لتزيد فعلته هذه سوء سمعته، ولقب بـ "سوط الله"، و"عقاب السماء".
نشأة مميزة
ولد أتيلا فى بداية القرن الخامس الميلادي فى أقوى عائلة شمال نهر الدانوب "أطول أنهار الأتحاد الأوروبي"، كان يحكم أعمامه، "أوكتار وروجيلا وروجا أو روا"، بشكل مشترك إمبراطورية الهون فى أواخر 420 وأوائل 430.
تلقى أتيلا وشقيقه الأكبر، بليدا، تدريبات فى الرماية والقتال بالسيف وكيفية ركوب الخيل والعناية بها، كما أنهم تحدثوا وربما يقرؤون القوطية واللاتينية وتعلموا التكتيكات العسكرية والدبلوماسية، وكان الشقيقان حاضرين على الأرجح عندما استقبل أعمامهما السفراء الرومان.
التفاوض على سلام "قصير الأجل" مع الرومان
مع وفاة أعمامهم فى عام 434، ورث بليدا وأتيلا السيطرة المشتركة على إمبراطورية الهون، وكانت خطوتهم الأولى هي التفاوض على معاهدة مع الإمبراطورية الرومانية الشرقية، حيث وافق الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني على دفع حوالي 700 رطل من الذهب سنويًا كوعود بالسلام بين الهون والرومان.
ولكن بعد سنوات قليلة فقط، ادعى أتيلا أن الرومان انتهكوا المعاهدة وقادوا سلسلة مدمرة من الهجمات عبر المدن الرومانية الشرقية فى 441.
ومع اقتراب قوات الهون من القسطنطينية على بعد 20 ميلاً فقط، اضطر ثيودوسيوس إلى وضع شروط، ووافق على الدفع لـ أتيلا المبلغ المذهل البالغ 2100 جنيه ذهب سنويًا.
قتل أخاه ليستولي على السلطة
بعد إبرام معاهدة السلام فى عام 443، عاد الهون إلى السهل المجري العظيم، ويذكر أن المصادر الرومانية لم توضح ما حدث هناك بالضبط على مدى السنوات العديدة المقبلة، لكن يبدو من الواضح أنه فى مرحلة ما قرر أتيلا تحدي بليدا من أجل الاستيلاء على الإمبراطورية.
ادعى الكاتب الروماني بريسكوس، الذي قدم ما كان يعتبر أكثر الروايات الرومانية موثوقية عن الهون، أنه فى عام 445 "اغتيل بليدا، ملك الهون، نتيجة مؤامرات شقيقه أتيلا".
وبعد ذلك بعامين، قاد أتيلا هجومًا آخر أكثر قوة على الإمبراطورية الرومانية الشرقية، واقتحم الهون البلقان ودخل اليونان، وتمكن الرومان أخيرًا من إيقافهم فى تيرموبيلاي، وبعد ذلك تفاوض الهون والرومان على معاهدة معقدة أخرى بشروط أقسى للرومان.
غزا بلاد الغال ليكسب لنفسه زوجة
وفى ربيع عام 450، أرسلت هونوريا، الأخت الطموحة لفالنتيان الثالث، إمبراطور روما الغربية، خاتمًا إلى أتيلا وطلبت منه مساعدتها على الخروج من الزواج الوشيك من أرستقراطي روماني كان شقيقها يجبرها عليها.
بينما أتيلا، الذي كان لديه بالفعل عدة زوجات ولكن "الرقم الدقيق غير معروف"، أخذ عرض هونوريا كمقترح، وادعى أنها أحدث عروس له، ونصف الإمبراطورية الغربية مهرها.
ولكن زعمت هونوريا أنها لم تقصد مثل هذا الشيء، لكن شقيقها، الذي كان غاضبًا من مكائد أخته، كان مستعدًا لإرسالها عبر نهر الدانوب لاسترضاء أتيلا.
فى النهاية رضخ، وسمح لها بالزواج من الأرستقراطي الروماني الممل بعد كل شيء، ومع ذلك، لن يستسلم أتيلا بهذه السهولة، وسيشن حملته العسكرية التالية باسم هونوريا.
اقرأ ايضًا: من الأرشيف.. تجريد أم من ملابسها وقتلها في الحمام تنفيذا لـ”أوامر الأسياد”
هزيمة أتيلا الأولى والوحيدة فى معركة السهول الكاتالونية
فى عام 451، غزا حوالي مائتي ألف من قوات الهون فى أتيلا بلاد الغال، وبينما كانوا يتنقلون عبر الريف، تاركين القتل والدمار في أعقابهم، شكل الرومان "بقيادة الجنرال فلافيوس أيتيوس، الذي كان سابقًا على علاقة جيدة مع أتيلا"، تحالفًا مع الملك ثيودوريك الأول من القوط الغربيين.
وواجه الجيش القوطي الروماني المشترك أتيلا فى معركة سهول كاتالونيا الحاسمة، وأخيرا هزم زعيم الهون العظيم في واحدة من أكثر الصراعات دموية في التاريخ، حيث قُتل تيودوريك فى المعركة، بينما سحب أتيلا قواته وتقاعد بعد ذلك من بلاد الغال، ولم يثبط عزيمته بسهولة، فقد غزا إيطاليا فى العام التالي.
شهوة أسطورية للذهب
ووفقًا للكاتب "بريسكوس"، الذي زار مقر أتيلا فى السهل المجري العظيم مع سفراء رومان زائرين فى عام 449، ألقى زعيم الهون مأدبة قدم فيها للضيوف وجبة فاخرة على أطباق فضية، ولاحظ بريسكوس أن أتيلا نفسه كان يُخدم بشكل منفصل، حيث لم يأكل سوى اللحم على حفار خشبي، كان فنجانه من الخشب، بينما حصل ضيوفه على كؤوس من الذهب والفضة.
وعلى عكس مرؤوسيه، الذين عرضوا بغطرسة ذهبهم وأحجارهم على لجام حصانهم أو أسلحتهم، كان لباس أتيلا أيضًا بسيطًا جدًا، ولم يؤثر إلا على النظافة.
مات بشكل مروع فى ظروف غامضة ليلة زفافه
على الرغم من كونها حادثة مروعة، إلا أن موت أتيلا لم يكن المصير الذي ربما توقعه لمحارب عظيم وقائد عسكري، حتى أثناء متابعة مطالبته بشأن هونوريا، قرر أن يأخذ زوجة أخرى، امرأة شابة جميلة تدعى إلديكو، وتزوجا عام 453، بينما كان أتيلا يستعد لهجوم آخر على الإمبراطورية الرومانية الشرقية وإمبراطورها الجديد، مارقيان.
وخلال حفل الزفاف فى قصر أتيلا، تناول العريس وليمة وشراب فى وقت متأخر من الليل، وفى صباح اليوم التالي، بعد أن استمر الملك فى غرفته ولم يتمكن من الظهور، حطم حراسه باب غرفة الزفاف ووجدوا أتيلا ميتًا.
ولم يتم العثور على جرح، ويبدو أن أتيلا عانى من نزيف فى الأنف بينما كان نائمًا وخنق حتى الموت بدمه، ويظن البعض أن إلديكو لعبت دورًا فى وفاته، أو أنه وقع ضحية مؤامرة دبرها مارسيان، ووصفه آخرون بأنه حادث غريب، أو قصة تحذيرية حول مخاطر الإفراط فى الشرب.
لا أحد يعرف مكان دفنه
وفقًا لـ "بريسكوس"، حزن جيش أتيلا على قائدهم المفقود من خلال تلطيخ وجوههم بالدماء وركوب خيولهم فى دوائر حول الخيمة التي تحمل جسده.
وفى تلك الليلة، تم تغليف جسده بثلاثة توابيت واحدة من الذهب، وواحدة من الفضة، وواحدة من الحديد، ودُفِنَت فى قبر مليء بأسلحة أعدائه المهزومين، إلى جانب المجوهرات والكنوز الأخرى.
وتم تحويل النهر بحيث يمكن دفن أتيلا فى قاعه، ثم تم إطلاق المياه لتتدفق فوق القبر، تم قتل الخدم الذين دفنوا أتيلا فيما بعد لمنعهم من الكشف عن مثواه الأخير، ولا يزال موقع الدفن، الذي يُعتقد أنه فى مكان ما فى المجر، غير معروف حتى يومنا هذا.