الطريق
جريدة الطريق

خبير استراتيجي بالبنتاجون لـ”الطريق”: قرارات بايدن بشأن اليمن أوقعته في مأزق مع حلفائه الخليجيين

الرئيس الأمريكي جو بايدن
عواطف الوصيف -

تصريحات جديدة صدرت عن إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن ترسم ملامح السياسة الأمريكية المقبلة في اليمن، لكنها في نفس الوقت تطرح مزيدا من علامات الاستفهام حول مخططات بايدن فيما يتعلق بتأثير ذلك على مصالح إيران الداعم الأبرز للحوثيين في اليمن، وسياسته المتوقعة لدعم دول الخليج عسكريا.


تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية

أعلنت الخارجية الأمريكية أنها تنوي مراجعة قرارات وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو التي تتعلق بتصنيف ميليشيا الحوثيين جماعة إرهابية.

وأشارت الخارجية الأمريكية في بيان رسمي إلى أن تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية سوف يتسبب في مزيدا من الأزمات وتعقيد الوضع الإنساني في اليمن أكثر مما هو عليه الآن، كما صدرت قرارات رسمية أمريكية بوقف مؤقت لمبيعات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بحجة إجراء مراجعة أوسع لاتفاقيات بمليارات الدولارات أبرمتها إدارة دونالد ترامب.

اقرأ أيضا : إيران : مستعدون للدخول في حوار بناء مع السعودية

هجمات الحوثيين

وتأتي قرارات الإدارة الأمريكية الجديدة، بمراجعة قرار تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية ووقف مبيعات الأسلحة للسعودية والإمارات، بالتزامن مع الهجمات الصاروخية المستمرة التي توجهها ميليشيا الحوثي على العاصمة السعودية الرياض، وهو ما يواجهه التحالف العربي الذي تقوده المملكة، وقوبل بتنديد أوروبي، وتأكيد على دعم السعودية أمام جميع أشكال الإرهاب والتطرف.

مأزق الإدارة الأمريكية الجديدة

وللرد على علامات الاستفهام حول سياسة جو بايدن المرتقبة في اليمن وتعاملاته العسكرية مع دول الخليج، قال الدكتور ديفيد ديروش، الخبير الاستراتيجي بوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" والباحث السياسي بمركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية، إن القرارات التي أعلنت عنها الإدارة الأمريكية الجديدة أوقعت بها في مأزق، مشيرا إلى أن جو بايدن بات يستوجب عليه إنهاء الصراع في اليمن مع المحافظة على علاقاته مع حلفائه الخليجيين.

وأوضح ديروش في تصريحات خاصة لـ "الطريق" أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يحتاج لتقديم الدعم العسكري والاستخباراتي للسعودية، لأن ذلك سوف يوفر له كافة المعلومات التي سيحتاج لها عن المواقع المدنية التي يجب تجنبها وعدم ضربها، لذلك إذا انخفض هذا الدعم، فقد تزيد الخسائر في صفوف المدنيين.


مبيعات الأسلحة للخليج

 

وأضاف خبير البنتاجون أنه على الأرجح لن توقف واشنطن مبيعات الأسلحة لدول الخليج العربي، منوها بأنها سوف تمضي في هذه القضية بشكل حذر.

وبحسب ديروش فإن قضية مبيعات الأسلحة لدول الخليج في أخر اهتمامات الرئيس الأمريكي جو بايدن، لأنه ليس من المرجح أن تكون هناك طلبات كبيرة على الأسلحة تثير الجدل من أياً من دول الخليج في الأشهر الستة الأولى من حكمه، وهناك توقعات أن تقوم السلطة التنفيذية بتعليق عمليات تحويل الأسلحة لكن هذه ستكون جهوداً قصيرة الأجل.

اقرأ أيضا : الأمم المتحدة: الأوضاع في اليمن مقلقة

واختتم الخبير الاستراتيجي بوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، بالتأكيد على أن وزارة الدفاع الأمريكية في النهاية هي المحرك الرئيسي لكل ما يتعلق بمبيعات الأسلحة من الناحية العملية، وأن الجنرال لويد أوستن، المرشح لمنصب وزير الدفاع، على اطلاع كبير بالخليج، وإذا تمكن من تولي المنصب، فإن الأمر سيستغرق منه بعض الوقت حتى يشكّل فريقه ويحدد أولوياته، ومن المرجح أن يكون إرساء استراتيجية عالمية جديدة مع فريق جديد هو القضية الأكثر إلحاحًا لبعض الوقت وليس مبيعات الأسلحة.