الطريق
جريدة الطريق

أحداث رمضان التاريخية| ذكري غزوة بدر الكبرى

مروة خلف -

يعتبر شهر رمضان الكريم، أهم شهور السنة الهجرية وأبرزها، وأعلاها مكانة عند كافة المسلمين، حيث تزداد به الجرعات الإيمانية والدينية، ويختلف به روتين الحياة، حيث العظمة الروحانية الموجودة خلال الشهر المبارك.

ويمتاز شهر رمضان بطقوس خاصة تميزه عن غيره من أشهر السنة، كما شهد أيضا علي مر العصور، العديد من الأحداث التاريخية الهامة، والتي تركت علامة بارزة في ذاكرة المصريين، وذاكرة العالم أجمع.

وفي هذا السياق يقدم لكم "الطريق"، سلسلة من الحلقات لرواية أهم الأحداث التاريخية التي حدثت في شهر رمضان المبارك، وحلقة اليوم عن "غزوة بدر الكبرى".

اقرأ أيضًا: قصص صحابة الرسول| كيف كان عبدالرحمن بن عوف يتاجر مع الله؟

غزوة بدر الكبري أو "غزوة الفرقان" كما يطلق عليها، نسبة الي منطقة بدر التي وقعت بها المعركة، وبدر هي بئر مشهورة تقع بين مكة المكرمة والمدينة المنورة.

وبدأت طبول الحرب، عقب هجرة رسول الله -صلي الله عليه وسلم- إلي المدينة المنورة، حيث أنشأ الدولة الإسلامية مع الحرص علي ضمان الاستقرار التام للمسلمين، الموجودين داخل المدينة أو خارجها، من خلال عقد اتفاقيات ومعاهدات مع بعض القبائل المحيطة بالمدينة، ولكن لم ينجح الأمر ولم يتحقق الاستقرار.

وعاش اليهود وبعض المشركين بالله بينهم، وسادت علاقة قوية بينهم وبين القبائل المجاورة، وفي هذا الوقت كان القتال غير مصرح به للمسلمين، وليس لهم صلاحية سوي بالإعراض عن الكافرين والمشركين، الي أن نزل قول الله تعالي:" أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّـهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ"، فأصبح القتال مباح للمسلمين وغير ممنوع عليهم، ولكن في حالة أن يكون القتال في سبيل الله عز وجل فقط وليس لأي سبب آخر، وقام رسول الله -صلي الله عليه وسلم- بالتأكيد علي ذلك من خلال الاعداد التربوي والتأهيل النفسي لأصحابه، لرفع روح الجهاد لديهم.

ووقعت غزوة بدر في اليوم السابع عشر من شهر رمضان المبارك، في العام الثاني من الهجرة 1437 هجريا، بين المسلمين بقيادة حمزة بن عبد المطلب، وابو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعلي بن ابي طالب، وعلي رأسهم رسول الله صلي الله عليه وسلم، والطرف الآخر قبيلة قريش بقيادة أبو جهل، وعتبة بن ربيعة، وأمية بن خلف، وعدد من القبائل المحالفة لهم بقيادة عمرو بن هشام المخزومي القرشي.

وكان عدد المسلمين في غزوة بدر ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، بالإضافة الي فرسان، وسبعون جملا، وفي المقابل كان عدد رجال قبيلة قريش ألف رجلا بالإضافة إلى مئتا فرس، أي ما يقارب ثلاثة أضعاف تعداد المسلمين.

اقرأ أيضًا: ماذا قال الفقهاء عن ثواب إفطار الصائم؟

وانتهت غزوة بدر الكبرى بهزيمة قريش وانتصار المسلمين عليهم، وكان قتلى قريش سبعين رجلاً، قائدهم عمرو بن هشام، وأُسر منهم سبعون آخرون، وكان أكثرهم من قادة قريش وزعمائهم، ولم يقتل من المسلمين إلا اربعة عشر رجلا، 6 منهم من المهاجرين، و 8 من الأنصار.