الطريق
جريدة الطريق

والله بعودة| كيف استطلع المصريون هلال رمضان خلال العقود الماضية؟

رؤية هلال شهر رمضان المبارك
آلاء مباشر -

مظاهر مميزة وروحانيات رائعة لقدوم شهر رمضان في مصر، حيث يحتفل المصريون بقدومه منذ الإعلان عن موعد رؤية هلال الشهر الكريم بإعداد الزينة والفوانيس والاحتفالات الشعبية التي عرفها الشعب على مدار عقود مضت مرورا بالسحور ومدفع الإفطار، ويرصد "الطريق" مظاهر وعادات وتقاليد الاحتفال بالشهر الكريم ضمن سلسلة "والله بعودة"، التي يطرحها لمتابعيه، ومن بينها مراحل استطلاع رؤية الهلال والاستعداد للصوم عبر العقود الماضية.

هلال الفاطميين

قديما، في أيام الدولة الفاطمية، كان قاضى البلاد يخرج لرؤية هلال رمضان بصحبة عدد من القضاة، وينطلقون إلى قمة جبل المقطم يجلسون على دكة مرتفعة تعرف بدكة القضاة لرؤية هلال رمضان، وإعلام الناس لبدء صيام الفريضة وأحد أركان الإسلام الخمسة.

وبحسب روايات تاريخية، فإن القاضي غوث كان من أول القضاة الذين أكدوا على رؤية هلال رمضان بنفسه وسمع البينة وكذلك قاضى مصر الفقيه المالكي أبو الذكر محمد بن يحيى الأسواني.

بعد انتهاء عصر الدولة الفاطمية، أصبحت الاحتفالات برؤية هلال رمضان باقية يحتفل بها الكبير والصغير ففي آخر ليالي شعبان يوفد إلى الصحراء عددًا من الرجال لمحاولة رؤية الهلال ويسير موكب المحتسب من القلعة إلى بيت القاضي ويمكثون عند بيت القاضي حتى يعود أحد ممن أوفدوا لمشاهدة الهلال أو يتقدم ممن يؤكد رؤيته بعدها ينطلق الموكب فيتفرق إلى جماعات تجوب المدينة.

وبعد التأكد من رؤيته، تجوب مجموعات المدينة مرددة: "يا أمة خير الأنام غداً صيام صيام.. حكم من شيخ الإسلام".

اقرأ أيضًا: والله بعودة| أغاني رمضان تبعث البهجة في قلوب الصائمين

مدرسة السلطان قلوون

ارتبطت مئذنة مدرسة السلطان قلاوون برؤية هلال رمضان في العصر المملوكي، على مدار سنوات طويلة ففي أخر أيام شهر شعبان توجه القضاة إلى رؤية هلال رمضان بالقبة المنصورية على العادة، وبعد رؤية الهلال نودي في الناس أن غداً بداية شهر رمضان وأرسلوا ليعلموا بذلك السلطان.

وبعدها يتم إعداد موكب ملوكي وتحمل الفوانيس على البغال أمام وخلف ركب الملوك حين يسيرون في ليالي رمضان لإعلام الناس ببداية الشهر الكريم ويتواصل إعداد تلك المواكب للاحتفال بليالي شهر الصيام.

الخديوي والمحكمة الشرعية

مع بداية القرن العشرين وتحديدا في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، انتقل إثبات رؤية الهلال إلى المحكمة الشرعية بباب الخلق، حيث كانت مواكب الرؤية تخرج إلى المحكمة الشرعية: موكب لأرباب الحرف على عربات مجملة بالزهور والزينة، والأعلام وعدد من الأناشيد الدينية احتفالا بشهر رمضان الكريم.

وظل الأمر هكذا حتى أصبتحت دار الإفتاء المصرية، الجهة المسئولة عن استطلاع هلال شهر رمضان من خلال لجانها الشرعية المنتشرة بمحافظات الجمهورية، وذلك باستخدام التليسكوبات والتقنيات الحديثة.