الطريق
جريدة الطريق

كل يوم حديث في رمضان… فضل التوكل على الله

صورة أرشيفية
أسماء ماهر البدوي -

خلق الله عز وجل الإنسان، وخلق معه رزقه، هل سيكون شقي أم سعيد، غني أم فقير، كل ذلك مُقَّدر عند الله، يتطلب من الإنسان أن يؤمن بالله، ويؤمن تمامًا بأن كل شيء بيد الله، ومن ثَمَّ سيطمئن قلبه ويتوكل على الله.

وفي هذا السياق تستكمل "الطريق"، سلسلة حلقاتها التي تعرضها على حضراتكم، كل يوم في شهر رمضان المبارك، تحت عنوان "كل يوم حديث في رمضان"، وموضوعنا اليوم عن "فضل التوكل على الله".

نص الحديث

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لو أنَّكُم تَوَكَّلون على اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِه، لَرُزِقْتُم كما يُرْزَقُ الطيرُ، تَغْدو خِماصًا، وَتَروحُ بِطانًا".

معاني الكلمات الواردة في الحديث

"تغدو"، أي تذهب بُكْرَة في أول نهارها. "خِماصًا"، أي جياعًا وبطونها فارغة. "تَرُوحُ"، أي تأتي في آخر النهار إلى بياتها، "بِطانًا"، أي وقد مُلِئت بطونها بالطعام.

تفسير الحديث

حث الشرع على التوكل على الله تعالى، والأخذ بالأسباب، وأن يكون المسلم مستعينًا بالله تعالى، معترفًا بأن الله بيده كل شيء، وأنه هو الذي يقَدِّر الأشياء، فلو حققتم معنى التوكل على الله، واعتمدتم عليه بصدق، وأخذتم بما تيسر لكم من أسباب، وعلمتم أن الله بيده العطاء والمنع.

اقرأ أيضا: كل يوم حديث في رمضان.. سبعون ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب

وأن تكسبكم وسعيكم من أسباب الله، وليست قوتكم هي الرازقة لكم، لرزقكم الله ويسر لكم الأسباب، كما يأتي بالرزق إلى الطير، عندما تخرج في الصباح الباكر جائعة وبطونها فارغة، ثم تأتي في آخر النهار إلى بياتها، وقد شبعت وملئت بطونها بالطعام.

وهذا نوع من أنواع الأسباب في السعي؛ لطلب الرزق دون التواكل والتكاسل والجلوس والزهد الكاذب في الدنيا، لكن ينبغي على العبد الأخذ بأسباب الرزق مع اليقين في الله وعدم الانشغال بالدنيا عن الآخرة.

الدروس المستفادة من الحديث

إن الطيور وغيرها من مخلوقات الله، تعرف الله كما قال الله تعالى: "تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا " فالطيور تعرف الله تعالى، وتطير تطلب الرزق كما علمها الله تعالى، وتغدو إلى أوكارها في آخر النهار بطونها ملأى وهذا يتكرر كل يوم، والله عز وجل يرزقها وييسر لها الرزق. وأنه ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها، حتى الطير في جو السماء لا يمسكه إلا الله، ولا يرزقه إلا الله تعالى.

وأن الإنسان إذا توكل على الله حق التوكل، فليفعل الأسباب متوكلًا على الله عز وجل؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم، "كما يرزق الطير تغدو خِماصًا"، تذهب لتطلب الرزق