الطريق
جريدة الطريق

”قايمة” عروس الدقهلية حائرة بين العرف والدين.. نشطاء: ”ضيع حق بنته”.. وأزهري يحسم الجدل

صورة أرشيفية
آلاء مباشر -

"من يؤتمن علي العرض لا يسأل عن المال، إتقي الله في كريمتنا"، كلمات بسيطة، ولكن مغزاها عظيم، تحتوي على تفاصيل كثيرة من الطمأنينة والصدق والإئتمان، والعمر الذي أفنى في تربية فتاة لتصبح مكرمة عند أبيها، استخدم والد العروسة "مريم ناصر عبد اللطيف مخلوف"، هذه الجملة في قائمتها، بدلًا من كتابة مشتريات ومنقولات زوجية.

وكان فعل الأب، رده عظيم ومبهج على عريس نجلته الذي يدعى "محمد علي المعداوي"، الذي قال "يارب أكون قد ثقة الوالد وكده مش هاقدر أتكلم معاك أبدا"، وانتهت تلك المبادرة بتوقيع الزوج على القائمة التي هي بمثابة أمانة في رقبتة وثقة غالية.

إحدى الفتيات: القلوب بتتغير ومفيش حاجة تأمن المستقبل

وبعد هذا الحدث، عبر الشباب والفتيات عن رأيهم، حيث انقسموا إلى اتجاهين، الأول مؤيد لهذا الفعل الجميل، والآخر معارض، ويرصد "الطريق" خلال التقرير التالي ردود الأفعال والآرارء:

قالت مريم عماد، إحدى فتيات محافظة الشرقية في حديثها لـ"الطريق" ، إنه في الكثير من الأحيان ينظر الآباء إلى تدين الشخص المتقدم لزواج ابنته فقط، مدعين بذلك أنه سوف يصونها ويحفظها ويتبع الدين في معاملتة معها، وأيضًا في زواج الأقارب، يرى الاب أن الدم المشترك لن يخون في يوم من الأيام.

اقرأ أيضًا:”اتق الله في بنتي”.. قايمة عروسة بلا محتويات تثير الجدل بالدقهلية

ومن جانبها، قالت "أمنية عصمت"، إنها رافضة لفعل الأب، لأنه من الممكن أن تتغير الأوضاع بعد الزواج، ويتم نسيان المعروف، وسيصبح هذا الجميل ما هو إلا ذكرى فقط، نظرًا لتقلب القلوب وتغيرها، ولا يوجد دليل لضمان المستقبل.

بينما أيدت "فاطمة عطاالله"، فعلة الأب وإنه ليس من المحبب كتابة قائمة، لأن النفوس هانت، والأب يقدم كريمتة لعريسها، فهل من الطبيعي أن يحاسبه على بعض منقولات ومشتريات؟.

وفي ظل تلك الآراء، ظهر دور ورأي شاب مقدم على الزواج، يدعى "عمرو لكشة"، قائلًا: "لو في يوم زهق منك، وحصل بينكوا مشاكل، ومطلعش انسان كويس، ماالذي يضمن حقك؟".

وتابع "محمود الغمري"، قائلًا: "لو بحبها عمري مهسيبها في أي حالة سواء كتبت قائمة أو لا، بس دا حقها، ولازم تضمنه".

وأضافت "س.م"، أنه في حالة رغبة الفتاه في الزواج من شخص بعينه والوقوع في حبه، ولكن ظروفه غير سامحه بسبب الإمكانيات المادية، فإنه من الممكن إقناع الأب بالتنازل عن قائمة نقل المنقولات الزوجية.

أزهري: قائمة المنقولات عبارة عن عرف صحيح

وقال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، في تصريح سابق له، إن الشرع دائما منصف للمرأة ويأتي في صفها، فهى من حقها كل ما تم الاتفاق عليه، وفي حالة الإخلال بالإتفاق فإن النكاح يكون باطلًا، مؤكدًا أن قائمة المنقولات عبارة عن عرف صحيح تعارف عليه المصريون، لأن المهر إما نقودًا أو عينيًا أو منافع مثلما حدث مع سيدنا موسى، عليه السلام، عندما اشتغل عند شعيب والد زوجته 10 سنوات، كمهر لها: "قَالَ إِنِّى أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِى ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ".

الإفتاء: القائمة تحفظ حقوق الزوجة

وفي سياق متصل، أكدت دار الإفتاء المصرية، أن القائمة إذا استخدمت في موضعها الصحيح ولم تستخدم للإساءة ليست أمرًا قبيحًا، بل هي أمر حسن يحفظ حقوق الزوجة ولا يضر الزوج، ولا تصادم نصًا شرعيًا، ولا قاعدة فقهية، وإنما هي متسقة مع الوسائل التي استحبها الشرع في العقود بعامة، كاستحباب كتابةِ العقود، واستحباب الإشهاد عليها، وقال الله سبحانة وتعالى: "وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا".