”دلتا”.. كل ما يجب معرفته عن سلالة كورونا الجديدة

تواصل سلالة "دلتا" المتحور الجديد من فيروس كورونا المستجد نشر الرعب فى العالم، خاصة فى الهند وبريطانيا اللتين عانتا بشكل كبير من تداعيات الوباء وطفراته، لا سيما بعد اكتشاف الأطباء علاقة بين هذا المتحور والإصابة بأمراض أخرى خطيرة.

حيث يُعتقد أن السلالة الجديدة "دلتا" أو كما يطلق عليها أيضًا "B.1.617"، يُمكنها أن تُسبب ضررا كبيرا للبنكرياس، ما يؤدي إلى ظهور مرض السكري المفاجئ وارتفاع مستويات الجلوكوز فى الدم، ما يتسبب بالتالي فى تفشي عدوي "الفطر الأسود"، وفقًا لما أكده أطباء هنود لصحيفة "التليجراف" البريطانية.

ومن جانبه، كشف وزير الصحة البريطاني مات هانكوك أمس الأحد، أن "الدلتا" السلالة المتحولة لفيروس كورونا تهدد برفع القيود المتبقية فى المملكة المتحدة، نظرًا لأنه ينتقل بنسبة 40٪ أكثر من طافرة ألفا التي كانت موجودة ومنتشرة فى البلاد.

اقرأ أيضًا: بعد مخاوف من علاقته بلقاح أسترازينيكا.. ما هي أعراض وأسباب تجلط الدم؟

وأوضح وزير الصحة البريطاني لشبكة "بي بي سي" البريطانية، نقلا عن بحث لمجموعة علمية تنصح الحكومة، أن أفضل تقدير للزيادة هو حوالي 40٪.

كما كشف الوزير البريطاني عن أنه على الرغم من زيادة عدد الإصابات الجديدة بفيروس كوفيد -19 فى الأيام الأخيرة، والتي تراوحت بين 5 آلاف و 6 آلاف حالة فى اليوم، فإن عدد المرضى فى المستشفيات لا يزال مستقراً، مؤكداً أن غالبية حالات الاستشفاء ترتبط بأشخاص لم يتم تطعيمهم.

ويذكر أن بريطانيا هي الدولة الأكثر تضررًا فى أوروبا، حيث سجلت ما يقرب من 128 ألف حالة وفاة، وقامت بتطعيم 40 مليون مقيم بجرعة واحدة على الأقل من اللقاح، بينما تلقى أكثر من 27 مليون شخص جرعة ثانية.

ومع ذلك، فإن وصول طفرة الدلتا المتحورة الجديدة، التي جرى اكتشافها لأول مرة فى أبريل فى الهند، وهي منتشرة الآن فى المملكة المتحدة، وفقًا للتقديرات، فقد ألقى بظلال من الشكوك حول إمكانية رفع القيود الأخيرة فى 21 يونيو.

وبحلول ذلك التاريخ، سيجري تحصين نحو ثلاثة أخماس البالغين بشكل كامل، كما قال مات هانكوك، فى حين أن عدد الأشخاص المحصنين حاليًا يبلغ 52٪.

إضافة إلى ذلك، أشارت بعض الصحف البريطانية إلى أن الحكومة تعتزم تأجيل موعد القيود الأخيرة لمدة أسبوعين، فيما يتوقع الإعلان عن هذا القرار فى 14 يونيو.

من المتوقع أن تكون اللقاحات أقل فعالية ضد دلتا

وبحسب ما نشره موقع "silive"، أشارت هيئة الصحة العامة فى إنجلترا إلى أن هناك أدلة على أن اللقاحات تظهر فعالية منخفضة ضد دلتا.

وقال علماء الصحة العامة فى إنجلترا: "هناك الآن تحليلات من إنجلترا واسكتلندا تدعم الحد من فعالية لقاح دلتا مقارنة بألفا"، مما يزيد من الحاجة إلى تكثيف جهود التطعيم من أجل الحد من الزيادة المحتملة.

كما تظهر الأبحاث الإنجليزية والاسكتلندية المبكرة أن جرعتين من لقاحات mRNA لهما فعالية أعلى مقارنة بجرعة واحدة ضد دلتا.

وعلى وجه التحديد، كان لجرعة واحدة من لقاح فايزر فعالية 33.5٪ ضد دلتا مقارنة بـ 51.1٪ ضد ألفا، ومع ذلك، قفزت جرعة ثانية من الفعالية ضد ألفا إلى 93.4٪، بينما انخفضت فعالية التحصين ضد دلتا إلى 87.9٪.

وقالت الدكتورة ماري رامزي، رئيسة قسم التحصين فى هيئة الصحة العامة بإنجلترا: "توفر هذه الدراسة الطمأنينة بأن جرعتين من أي لقاح توفر مستويات عالية من الحماية ضد أعراض المرض من متغير B.1.617.2".

هناك أدلة مبكرة تشير إلى أنه قد يكون هناك خطر متزايد من الاستشفاء من متغير دلتا؛ ومع ذلك، قالت هيئة الصحة العامة فى إنجلترا، إن هناك حاجة إلى مزيد من البيانات للثقة في هذه النتيجة.

تفشي سلالة دلتا فى جميع أنحاء العالم

ومع ذلك، تأتي الزيادة في انتشار متغير دلتا في الوقت الذي شهد فيه العالم انخفاضًا عامًا في الحالات الجديدة.

وقالت منظمة الصحة العالمية: "نواصل ملاحظة زيادة انتقال العدوى بشكل ملحوظ وعدد متزايد من البلدان التي أبلغت عن تفشي المرض المرتبط بهذا النوع"، مضيفة أن إجراء مزيد من الدراسة كان ذا أولوية قصوى.