الطريق
جريدة الطريق

هل اختفت المودة والرحمة؟.. حفلات الطلاق ”تقليعة” المصريين الجديدة

حفلة طلاق
آية عتريس -

انتشرت ظاهرة مؤخرا على صفحات التواصل الاجتماعي أثارت السخرية من المتابعين، تمثلت في نشر صور وفيديوهات احتفالات الطلاق التي فتحت النقاش والجدال حول فكرة الزواج والطلاق، البعض رحب بتصرف الاحتفال والتخلص من شريك حياته باعتباره تخلص من الزوج والزوجة المزعجين، وكان رد الفعل من رواد التواصل الاجتماعي السخرية من كليهما لإنكارهم المودة والرحمة التي كانت بينهم في يوم ما.

ونشر أحد مستخدمي التواصل الاجتماعي "فيس بوك" صور زوج يحتفل بطلاقه من زوجته، وهي الواقعة التي اعتبرها البعض غريبة على المجتمع الصعيدي، فلم تسجل الأقصر حفلات مشابهة لذلك سواء من جانب الزوج أو الزوجة من قبل طلاق تعد ضمن محافظات الصعيد التي تحكمها العادات والتقاليد.

""محدش يتسرع في الزواج"، بهذه الكلمات قدم الشاب محمد العمدة نصيحة للشباب، بعد أن حصل على حكم لصالحه في دعوى تبديد أقامتها ضده طليقته من أول جلسة، احتفل بطلاقه رسميا، حيث ظهر بـ"تورتة" من داخل مكتب المحامي الذي أوكله المرافعة في القضية وسط أجواء تسودها الفرحة وذلك أثناء بث فيديو مباشر على صفحته الشخصية

خائن.. مفرحش ليه إني اتطلقت؟

ومن جانبها، أكدت "دعاء" التي تبلغ من العمر 35 عاما، أنها أقامت حفل طلاق احتفالاً بالتخلص من زوجها، لافتةً لإلى أنها كانت تعاني من سوء المعاملة والعشرة معه، التي دامت أكثر من 10 سنوات، قائلة: "انا شوفت المر في الـ10 سنين ومفيش يوم عدل معه من يوم الفرح".

وتابعت في حديثها لـ"الطريق"، أنه خانها مع أقرب صديقة لها وكانت صدمة بالنسبة كبيرة من زوج خائن للعشرة وصديقتها التي استأمنتها على منزلها: "اتصدمت صدمة عمري في صاحبتي وجوزي كان خاين مفرحش ليه إني اتخلصت منه؟".

وقالت "دعاء" إنها كانت على علم بهذه العلاقة وطلبت الطلاق من زوجها، ولكن اعتراض الأهالي بسبب خراب البيت "أسوأ كلمة ممكن تتقال استحملي عشان بيتك"، مضيفة أنها لا تستطيع أن تتحمل كثيرا وأصرت على الطلاق.

واختتمت حديثها بأنها أقامت حفلا داخل منزلها بعد الطلاق، لتعبر عن السعادة التي تشعر بها بعدما نفذت قرار الطلاق من زوجها الخائن، قائلة: "أنا كدا استريحت بدل ما أعيش مع راجل خاين للعشره"، مؤكدة الحالة النفسية المستقرة التي تشعر بها الآن.

الجواز مش رومانسية فقط

الدكتور محمد هاني استشاري العلاقات الأسرية، قال إن وجود تكيف بين الطرفين لتمكين استكمال الحياة، وإدراك أن الحياة الزوجية ليست رومانسية فقط فحسب، لذلك لابد على كل فرد أن يؤهل نفسه جيدا قبل الإقدام على تلك الخطوة، مشيرا إلى أن نسبة الطلاق والعنوسة ارتفعت بسبب صعوبة تحقيق المعادلة بين الطرفين.

اقرأ أيضًا: ”في بيوتنا كلنا”.. صورة طفلين تشعل السوشيال ميديا

وأضاف في حديثة لـ"الطريق"، أن الزواج ليس صفقة، وإنما مشاركة وحب لاستكمال الحياة مع شريك يبقى طوال العمر، وانتشار هذه الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تعرض سلبيات العلاقات الزوجية قد تؤدي إلي إفساد المجتمع، لافتا إلى أن من يقبل على الزواج لابد أن يعي أهميته، وأهمية التعايش وليس كيفية اصطياد أخطاء كل منهما، ولابد من التعامل بالمودة والرحمة حتى تستقر الحياة بشكل صحيح.

البرامج النسائية تدمر حياة الشباب

من جانبها، قالت الدكتورة، سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن البرامج النسائية التي تعرض على شاشات التلفاز تفتح أبواب الصراع بين الذكور والإناث، لافتة إلى أنه بهذا الشكل يشعر الرجل أن عرشه يهتز لذلك يقوم الشباب بإثبات أنفسهم بطرق الصراع والبحث عن المتاعب.

وتابعت في حديثها لـ"الطريق "، أن الزوجة أصبحت الآن تبحث عن أخطاء زوجها ولا تغفر له، فلابد من احترام حقوق كلهما الآخر، مضيفة أنه على الزوج احترام وجود زوجته في حياته وينظر ليها كما أمرنا الله

وأضافت أستاذ علم الاجتماع، أن هذا الصراع ينشر الكراهية وعدم السلام داخل الأسرة، ولابد من تدخل الدول لحل هذه الصراع بوضع القوانين لضمان حق الطرفين، مشيرة إلى أنه على المؤسسات التعليمة والدينية توعية الشباب قبل إقبالهم على مرحلة الزواج.