الطريق
جريدة الطريق

محمد عبد الجليل يكتب: خالد ميري الذي أعرف

محمد-عبد-الجليل
محمد عبد الجليل -

الكتابة عن خالد ميري مغامرة!

من ناحية لأن تاريخه المهني أكبر من أن يُحاط به، سواء كرئيس تحرير جريدة الأخبار الذي أحدث نقلةً نوعيةً في المحتوى وطريقةَ الكتابة والتعاطي مع مختلف القضايا، أو وكيل نقابة الصحفيين الذي يلجأ إليه الجميع من أجل المشورة وحلِّ المشكلات، أو الأمين العام للصحفيين العرب الذي يحفظ على المهنة اتساقها واستمرارها، وينافح عن قضاياها مصريًا وعربيًا.

ومن ناحية أخرى لأن مواقفه الإنسانية، سواء المُعلن عنها أو التي تجري في الخفاء، لم تترك لقائل من قول!

لكن أهم ما يتمتع به ميري على الإطلاق، الثبات على المبدأ، ففي أثناء علاقتي به التي امتدت عبر سنوات طويلة، لم أره مرة يُغيِّر مواقفه لنوال عطية ما، أو يحابي صاحب نفوذ اتِّقاء لبطشه، فضميره وحده مُرشده، وقناعاته إمامُه، ورغبته في الارتقاء بالمهنة وممارسيها رسالته في الحياة.

حتى في الأيام المُلتبسة التي لا تكون الأمور واضحة كفاية فيها، ولا الوسائل التقليدية ناجعة في فك طلاسمها، لا تجد ميري إلا مصرًا على فعل ما يراه صوابًا، ولو اجتمع ضده من اجتمع.

وعندما أوكلت إليه مهمة تقديم برنامج "كلمة السر" على قناة صدى البلد، انحاز ميري لمناقشة أهم القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تهم المشاهدين، وقدَّم مجموعة من الحوارات المختلفة والانفرادات التي تجعل من طرحه مختلفًا وجديرًا بالمتابعة، وهو ما ظهر منذ الحلقة الأولى التي استضاف فيها المستشار عمر مروان، وزير العدل، إثر تحقيق المرأة انتصارًا جديدًا بعملها في النيابة العامة ومجلس الدولة.

 

الكاتب الصحفي خالد ميري

وانطلق ميري مناقشًا الأخطاء الطبية التي لم يعد من الممكن السكوت عنها، والأوفر برايس الذي حوَّل شراء سيارة إلى مقامرة وتصدي جهاز حماية المستهلك له، ومتحورات كورونا التي أصبحت تهدد حياة الناس وطرق الوقاية، كما أتاح الفرصة في برنامجه لشكاوى المواطنين ومعاناتهم، وقدم كل ما يستطيع من دعم.

ومن ملف الدعم ومستحقيه، إلى جهود وزارة التضامن في رعاية المسنين، مرورا بتفضيلات الشباب الحديثة في الأغاني والتبعات النفسية والاجتماعية لذلك، وصولا إلى مناقشة كيفية عودة مصر إلى زراعة القطن وتصديره للعالم كله من جديد.

إن "كلمة السر"، هو كلمة السر بحق في كيف يجب للإعلام أن يسير جنبا إلى جنب مع قضايا المواطن، ويعمل على خدمته، وإيصال صوته للقيادات، عبر تناول ذكي، محسوب، يضرب حين يجب أن يضرب ويهادن حين يجب أن يفعل ذلك.

إن وجود كل ميري في مختلف مؤسسات مصر، هو ما يحمل الأمل، ويضمن، طال الليل أم قصر، أن تظهر شمس، ويصل الأكفاء إلى ما يستحقون، وتسترد البلد عافيتها وقدرتها على المضي قدمًا إلى الأمام.

شكرًا يا خالد.

اقرأ أيضًا:محمد عبد الجليل يكتب: الحدث الجلل