الطريق
جريدة الطريق

خاص.. لماذا يعتبر «الجعران» أشهر رمز فرعوني؟

الجعران
آلاء مباشر -

حجر كريم أم حشرة، ظل الكثيرين في حيرة من أمرهم حول تصنيف «الجعران»، التي تعتبر من أهم وأجمل الرموز الفرعونية التي امتازت بها الجداريات، وزينت بها بعض التوابيت الفرعونية.

ومع احتفالات «طريق الكباش»، يرصد «الطريق» إليكم تفاصيل «الجعران».

وضعوا في صدور الموتى

قال الدكتور أحمد عامر، الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات، إن المصريين القدماء رمزوا إلى «خبر» والتي تعني الجعران بـ «الذي لم يكن»، ثم أصبح هذا الحشره التي عبرت في اللغة المصرية القديمة عن معني «خلق»، كما جعلوا صورتها رمزًا للإله الخالق، الذي إرتبط منذ أقدم العصور بإله هليوبولس «آتوم»، ثم بالإله «رع» الذي عبد في نفس المدينة فيما بعد، وإرتبط الجعران في رمزيته السابقة إرتباطًا وثيقًا بعقيدة إنتشرت بين المصريين، وهيمنت علي حياتهم الدينية، فإتخذوا منه تميمه تحمي صاحبها من الشرور، وحيله يتزين بها الناس.

اقرأ أيضًا: باحث أثري يكشف لـ”الطريق”..حقيقة تزامن عيد الأوبت مع الكباش الجديد

واستكمل عامر، خلال حديثه الخاص لـ«الطريق»، أنهم وضعوه منذ الدولة الوسطي في صدور الموتي بعد تحنيطهم للتبرك به، وفي الغالب كان يتم تصنيعه من الفيانس، أو الأحجار الصلبه، مثل الجرانيت والبازلت، وكذلك من العقيق واللازورد، وغيرها من الأحجار النصف كريمه.

 وقد بدأ المصريون القدماء، في استعمال الجعران كختم منذ آواخر الدولة القديمة، ونقشوا علي باطنه بعض العلامات محفوره ليختموا قطعة من الطين، يقوموا بتثبيتها بخيط سميك، يربطون به غطاء آنيه، أو صندوق، أو ملف بردي فتظهر العلامات فوق سطح الطين للتأكد من سلامته وعدم التلاعب به.

وتابع الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات، أنه منذ الدولة الوسطي بدأ إستعمال الجعران كتميمه، في حين أخذ بعض ملوك الدولة الحديثة في إستعماله لتسجيل بعض المناسبات الرسمية، مثل الزواج الملكي، أو الخروج في مواكب الصيد وغير ذلك، كما فعل الملك «أمنحوتب الثالث»، وغيره من الملوك، وإلي جانب هذا فقد استعمل الجعران لتسجيل نص من كتاب الموتي، ويعرف هذا النوع بإسم «جعران القلب»، إذا كان غالباً يوضع في مكان القلب في الجثه.

واستطرد أن هذه العادة قد ارتبطت منذ أخذ المصري بعقيدة «أوزريس»، وقد عُرف أن القلب هو الشاهد الذي يتولي الحديث عن صاحبه أمام محكمه الموتي، وأن هذا الحديث سوف يُبعث به إلي الجنه أو إلي الهلاك، ويُعد «خبر» في نظر المصريين الإله الذي خلق نفسه بنفسه، لإعتقادهم بأنه ذكر ليس أنثي له ينسل من نفسه، وإسمه مطابق للكلمة المصرية التي معناها «الوجود».

وقد نراه أحيانًا كالصقر ممثلًا بجناحين منشورين رمزًا للشمس، وأخذ صور رب الشمس «رع» في الصباح، والذي لعب دورًا واسعًا في معتقدات، وفي بناء فكر الديانه الشمسية، لإرتباطه بشروق الشمس في الصباح.