الطريق
جريدة الطريق

محمد عبد الجليل يكتب: حق سلامة وانفراد كامل

رئيس التحرير
-

ما حدث في واقعة مؤسسة الأهرام خيرُ دليلٍ على صراع الحق والباطل، الشرف والفساد، الشجاعة والخذلان، المروَّة والنذالة، الخير والشر، الأبيض والأسود..

سرقة أرشيف الأهرام العريقة؛ المؤسسة الوطنية وذاكرة مصر الأهم، وبيعه للكيان الصهيوني، مقابل حفنة من الدولارات -من وجهة نظري- خيانةٌ عظمى وقضية أمن قومي، والحمد لله إذ فضَح الفاسدين وكشف ستر المتورطين في الجريمة بعد مرور 7 سنوات.

ففي النهاية لا يصح إلا الصحيح، ولا ظلم يدوم.. أو فساد يمر دون فضيحة!

لقد أثبتت الواقعة شهامة وشجاعة الزميل محمود كامل، الصحفي بجريدة الاخبار وعضو مجلس نقابة الصحفيين، الذي فجَّر الفضيحة، ووطنية وإصرار الصحفي حسام السويفي الذي تابع القضية، وكتب عنها وحرص على ألا يطويها النسيان، كما أنها رفعت الظلم الذي طال الأستاذ الكبير عبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة الأهرام الذي لحقته الاتهامات بالتورط في المهزلة، على الرغم من وقوعها قبل استلامه مهام منصبه، لكن لم تكفّ الشائعات والمنتفعون عن مطاردته، حتى رفع الرجل يده ولم يعد يدافع عن نفسه وترك التحقيقات تقول كلمتها، حتى ظهر الحق، وأُثبت أن الواقعة حدثت بالفعل قبل توليه المسؤولية.

في النهاية تكللت الجهود الساعية إلى كشف الأطراف المشاركة في هذه المهزلة، بصدور قرار بإحالة بعض العاملين السابقين في مؤسسة الأهرام المتهمين في القضية إلى النيابة العامة، وفُتحِ القوس لضم مزيدٍ من المتورطين إذا ثبت ذلك.

فتحية تقدير لمحمود كامل الذي أثار القضية، وتحية للمهندس عبد الصادق الشوربجي، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة الذي أصدر أوامره بالتحقيق في الأمر بمنتهى الشفافية وظل على قائمة أولوياته حتى وصلنا إلى هذه النتيجة، وتحية للأستاذ عبد المحسن سلامة الذي تحمَّل سخافات لا حصر لها حتى سقط المتهمون الحقيقيون.

وحفظ الله مصر وتاريخها وذاكرتها ولعن الله المُفرِّطين!

اقرأ أيضًا: محمد عبد الجليل يكتب: خالد ميري الذي أعرف