الطريق
جريدة الطريق

«فورين بوليسي»: الضمانات الإيرانية تعوق إحياء الاتفاق النووي

أرشيفية
تقرير - محمد يحيى -

• المطالب الإيرانية بشأن حتمية أن يكون الاتفاق النووي ملزم لجميع الإدارات الأمريكية المقبلة، وكذلك رفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، تمثل عائقًا أمام التوصل إلى اتفاق.

• تصنيف الحرس الثوري كجماعة إرهابية لم يحد من هجماته العدائية بل على العكس؛ فقد أدى إلى تحفيزه للقيام بمزيد من الهجمات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط.

• الطريقة الوحيدة لإضعاف النظام الإيراني، تكمن في أن يكتسب المعتدلون الإيرانيون درجة أكبر من النفوذ داخل البلاد، وهو أمر يصعب تحقيقه في ظل تمتع الحرس الثوري بقاعدة شعبية كبيرة في الداخل.

على ضوء مصير الاتفاق النووي الإيراني في ظل حالة عدم اليقين التي ترتبط بمسار المباحثات، تحولت تصريحات الدبلوماسيين المنخرطين في المفاوضات من تأكيد قرب التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران إلى الاعتراف بأنه من غير المؤكد ما إذا كان سيتم التوصل لاتفاق أم لا في ظل رفض واشنطن الاستجابة للضمانات التي طالبت بها إيران.

وأشار التقرير إلى أن الضمانات التي طالبت بها إيران ترتبط بحتمية أن يكون هذا الاتفاق ملزمًا لجميع الإدارات الأمريكية المقبلة، وهو الأمر الذي قُوبل بالرفض من الإدارة الأمريكية، وكذلك رفْع الحرس الثوري الإيراني (IRGC) من قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية" (FTO) التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية، الأمر الذي يمثل عائقًا أمام التوصل إلى اتفاق.

وفي هذا السياق، يرى التقرير أن استجابة واشنطن للمطلب الإيراني الخاص برفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية" لا يعد تنازلًا كبيرًا، وذلك بالنظر إلى أن تصنيفه كجماعة إرهابية لم يكن له أي تأثير في الحد من هجماته العدائية، بل على العكس؛ فقد أدى إلى تحفيزه للقيام بمزيد من الهجمات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط.

وأشار التقرير إلى أنه لا يتعين على الغرب الثقة في الوعود الإيرانية التي تخص التزامها بوقف التصعيد في المنطقة مقابل تنحية الحرس الثوري الإيراني ككيان إرهابي، مؤكدًا أن الطريق الوحيد لرفع الحرس الثوري من قوائم الإرهاب يجب أن يبدأ بإعلان إيران منع جميع الميليشيات التابعة لها من القيام بأي أعمال عدائية من شأنها أن تهدد أمن وسلامة دول المنطقة.

وفي هذا الإطار، أوضح التقرير أنه إذا كان حذف الحرس الثوري الإيراني من قوائم الإرهاب مرتبطًا بالتزامات جديدة من قِبل الجانب الإيراني -على سبيل المثال الالتزام بوقف أنشطتها العدائية في المنطقة- فيجب توضيحها للعلن، حتى لا تحاول طهران التنصل من التزاماتها مستقبلًا.

ولفت التقرير الانتباه إلى أن المطلب الإيراني بحذف الحرس الثوري من قائمة الإرهاب أمر يتعلق برغبة الرئيس الإيراني "إبراهيم رئيسي" في إرضاء حلفائه في الداخل، لا سيما وأن هذه الخطوة حال تحقيقها ستؤدي إلى تعزيز نفوذه في الداخل الإيراني، وربما ستزيد من فرص فوزه بولاية رئاسية ثانية.

وختامًا، أكّد التقرير أن الطريقة الوحيدة لإضعاف النظام الإيراني الحالي، تكمن في أن يكتسب المعتدلون الإيرانيون درجة أكبر من النفوذ داخل البلاد، وهو أمر يصعب تحقيقه في ظل تمتع الحرس الثوري الإيراني بقاعدة شعبية كبيرة في البلاد، تحول دون إجراء أي تغييرات في المستقبل القريب، الأمر الذي يفرض على واشنطن أن تكون أكثر حذرًا في تقديم أي تنازلات لإيران للتوصل إلى اتفاق نووي، لا سيما وأن طهران تستغل مطالبها في الضغط على الغرب.

اقرأ أيضا: عاجل | بعد إعلان لبنان.. اقتصاديون يكشفون معنى إفلاس الدولة والحلول