الطريق
جريدة الطريق

فضائح إسرئيل لا تنتهي.. ‎جنازة شيرين أبو عاقلة تنقل للعالم همجية الاحتلال

جنازة شيرين أبو عاقلة
أحمد الضبع -

رغم موتها، ما زالت الصحفية شيرين أبو عاقلة تنقل للعالم همجية قوات الاحتلال الإسرائيلي في قمع المدنيين العزل، حيث استطاع جثمانها أنّ يُظهر الوجه القبيح للمحتل الغاشم، عندما لم تتحمل الشرطة الإسرائيلية رؤية موكب البطلة الفلسطينية يشيعه آلاف الفلسطينيين، واعتدت بالضرب على مشيعي الجنازة في القدس بينما كانت وسائل الإعلام تبث الحدث على الهواء مباشرة.

هذا الموقف البشع جعل العالم يفطن إلى حقيقة الاحتلال الإسرائيلي الذي حرصت الصهيونية على إخفائها طوال العقود الماضية، حتى تظهر بمظهر الحمل الوديع الذي يبحث عن أمنه من العرب الذين يريدون القضاء عليه، من أجل استثارة تعاطف الغرب، والحصول على الضوء الأخضر اتمرير جرائمها ضد الفلسطينيين في القدس المحتلة.

استنكار دولي

وعبرت حكومات الدول الأوروبية والعربية عن استنكارها لما ارتكبته إسرائيل في حقل جنازة الصحفية شيرين أبوعاقلة، لتكون تلك المرأة الشجاعة ثاني من يهدم الدعاية الصهيونية لكن هذه المرة وهي ميتة، بعد أن استطاع الراحل أنور السادات أن يصوغ عبارة تاريخية لخصت ما تصبو إليه إسرائيل حين قال في خطاب النصر: «إن الصهيونية بدعواها العنصرية وبمنطق التوسع بالبطش ليس إلا تكرارًا هزيلًا للفاشية والنازية يثير الازدراء ولا يثير الخوف ويبعث على الاحتقار أكثر مما يبعث على الكراهية».

واستنكرت ردود الفعل الدولية الاعتداء غير الإنساني من الشرطة الإسرائيلية بالضرب على مشيعي جنازة شيرين أبوعاقلة في القدس وإصابة 33 شخصًا بينما اعتقل 6 أشخاص، وفق ما ذكر الصليب الأحمر.

مصر ودعم القضية الفلسطينية

وكانت مصر حاضرة كالعادة في مساندة ودعم القضية الفلسطينية، وأدانت وزارة الخارجية المصرية الاعتداءات التي تعرضت لها الجنازة، وصفها المتحدث باسم الوزارة أحمد حافظ في بيان بـ«غير المقبولة أو المبررة»، مضيفًا أنها تمثل انتهاكًا لحقوق الشعب الفلسطيني ولحرمة الموتى.
وأضاف «حافظ» أن مثل هذه الاعتداءات تؤدي إلى زيادة الاحتقان وعدم الاستقرار في الأراضي الفلسطينية وهو ما يؤثر سلبًا على كافة الجهود الرامية لإحلال السلام في المنطقة.

وقال البيت الأبيض إن صور الشرطة الإسرائيلية وهي تهاجم فلسطينيين يحملون نعش شيرين أبو عاقلة مقلقة للغاية وإنه لا يمكنهم تبرير هذه الأفعال.

وقالت السكرتيرة الصحفية لـ بايدن، جين بساكي، في حديث خلال مؤتمر صحفي إن «العنف شوّه ما كان ينبغي أن يكون حدثًا سلميًا».

وأعرب الاتحاد الأوروبي عن شعوره بالصدمة لاستخدام «القوة غير المبررة» في وجه المشيعين.

وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن المشاهد كانت «صادمة جدًا».

مشهد مفزع في جنازة شيرين أبو عاقلة

وفي مشهد مفزع استخدمت شرطة الاحتلال الإسرائيلي الهراوات في وجه المشيعين الذين كانوا يحملون نعش شيرين أبو عاقلة، كما ألقى عناصر من الخيالة قنابل صوتية في الحشد، واتهمت الشرطة فلسطينيين برشق عناصرها بالحجارة.

واقتحمت قوات الاحتلال مستشفى خرج منه جثمان الصحفية في طريقه إلى الدفن، وأظهرت صور بثتها وسائل إعلام النعش، الذي يحمل جثمان الصحفية القتيلة، يكاد يسقط أرضًا، عندما كانت قوات إسرائيلية تنتزع الأعلام الفلسطينية من أيدي المشيعين.

وتمنع السلطات الإسرائيلية رفع الأعلام الفلسطينية في القدس الشرقية المحتلة، وتنتزعها من حامليها في المظاهرات والتجمعات.

وفي وقت لاحق تجمع آلاف من المشيعين لتوديع الصحفية التي دفنت في مقبرة صهيون في البلدة القديمة بالقدس.

التحقيقات الفلسطينية

وأيدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة دعوات لإجراء تحقيق كامل في مقتل أبو عاقلة يوم الأربعاء.

وأكدت النيابة العامة التابعة للسلطة الفلسطينية استمرار اجراءات التحقيق في قتل أبو عاقلة، خلصت التحقيقات الأولية الى أن مصدر إطلاق النار الوحيد في مكان الحادثة كان من القوات الاسرائيلية لحظة إصابة الصحفية.

وأشارت التحقيقات إلى تعمد القوات الاسرائيلية ارتكاب جريمتهم بحسب وصف النيابة.

وتبين من خلال إجراءات الكشف والمعاينة لمسرح الجريمة وجود آثار وعلامات حديثة ومتقاربة على الشجرة التي أصيبت قربها شيرين، ناتجةً عن إطلاق النار بشكلٍ مباشر باتجاه موقع الجريمة. وكانت قوة اسرائيلية تبعد عن شيرين أبو عاقلة عند إصابتها حوالي 150 متر.

وكانت أبو عاقلة ترتدي الزي الصحفي والخوذة الواقية، كما وجد التحقيق أن اطلاق النار تجاه المكان استمر إلى ما بعد إصابتها ما أعاق محاولات الوصول إليها لإسعافها من قبل زملائها والمواطنين.

وأكدت النيابة العامة أن نتائج التقرير الأولي للطب العدلي تشير الى أن سبب الوفاة المباشر هو تهتك الدماغ الناجم عن الاصابة بمقذوف ناري ذي سرعة عالية نافذ الى داخل تجويف الجمجمة.

وأمرت النيابة بإحالة جثمان أبو عاقلة على المختبر الجنائي لإعداد تقرير فني مفصل بالشأن، على أن تعلن النيابة العامة عبر مؤتمر صحفي كافة النتائج النهائية لتحقيقاتها فور الانتهاء منها.

ورفضت السلطة الفلسطينية إجراء تحقيق مشترك مع الاحتلال محملة إياه المسؤولية الكاملة في مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة.

اشتباكات جديدة في جنين

واندلعت صباح اليوم اشتباكات بين مسلحين فلسطينيين وقوات إسرائيلية خلال اقتحامها للمخيم الذي يقع في شمالي الضفة الغربية.

وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية إصابة 13 شخصًا من بينهم إصابات خطيرة في البطن والصدر خلال الاشتباكات.

وحازت قضية مقتل شيرين على تضامن واسع في الأوساط العربية ولدى منظمات صحفية دولية، فيما نظم صحفيون ونشطاء في تونس والأردن والعراق ولبنان احتجاجات واعتصامات تنديدا بقتلها.

1760 صحفيًا مصريًا يدينون الاحتلال

ووقع أكثر من 1760 صحفيًا مصريًا من أعضاء نقابة الصحفيين على بيان، يدينون فيه جريمة الاحتلال الصهيوني باستهداف شيرين أبو عاقلة ويطالبون بتحقيق دولي في جرائم الحرب ضد الصحفيين بفلسطين.

اقرأ أيضًا: لماذا اختفت الأعلام الإسرائيلية في جنازة «شيرين أبو عاقلة»؟