الطريق
جريدة الطريق

خوذة وكاميرا أرعبت الاحتلال وأعادت مشهد الدُرة للأذهان.. وداعًا ”شيرين أبو عاقلة”

أحمد أبو السعود
-

جاء خبر اغتيال الصحفية الفلسطينية المُخضرمة شيرين أبو عاقلة كالصاعقة على الجميع ليس فى فلسطين والعالم العربي فقط بل فى جميع أنحاء العالم، وعند مشاهدتك لصور وفيديوهات اللحظات الأخيرة فى حياتها والتي أقل ما توصف بأنها "مروعة" لا يمكنك السيطرة على دموعك المنهمرة تلقائياً من عينيك.

شيرين قبل لحظة اغتيالها لم تكن تملك سوى أدوات هي أبسط ما يكون من وجهة نظر الكثيرين "خوذة وسُترة وكاميرا"، لكن من وجهة نظر الاحتلال الصهيوني الغاشم فهي أدوات تعني الكثير والكثير.

فهي أدوات لطالما نقلت بها شيرين صوت وعين الحقيقة، وكشفت من خلالها العديد والعديد من الاعتداءات الغاشمة للكيان المُحتل والتي كان آخرها اقتحام جنين، وهو نفس المكان الذي لفظت فيه الصحفية المثابرة أنفاسها الأخيرة، بالتزامن مع الذكرى الأولى لأحداث القدس وحي الشيخ جرَّاح العام الماضي، والتي لعبت فيها تغطية شيرين أبو عاقلة أحد أبرز أدوار البطولة والرباط أيضًا.

وسواء كنت قريباً أو بعيدًا عن شيرين، إلا أن قصصها البطولية التي سيخلدها التاريخ كفيلة بأن تجعلك تشعر بالفقد مثل شعورك عند فقدان شخص عزيز لديك قد يصل إلى والديك أو صديقك المقرب.

شيرين والدُرة.. "الجدار"

فى اللحظة الأولي التي تشاهد فيها لقطات استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة بدم بارد وتسمع الصراخ والنداءات التي تنطلق في كل مكان من أجل إسعافها، يتبادر إلي الأذهان مباشرة مشهد الصرخات التي انطلقت لحظة إطلاق الرصاص علي الشهيد الطفل محمد الدرة عام 2000، فيمكن رؤية الجدار الذي ارتكنت إليه زميلتها الصحفية للاحتماء من وابل الرصاصات الغاشمة تجاهها رغم سقوط زميلتها شيرين قتيلة أمام أعينها، هو يشبه ذات الجدار الذي اتخذ منه والد الطفل محمد الدرة سبيلاً لذات السبب قبل أن يفارق إبنه الحياة أمام عينيه.

لم ينته الأمر عند ذلك فحسب، بل استمرت شيرين فى رعب الاحتلال الغاشم حتى بعد وفاتها، فكلنا شاهدنا لحظات تشييع جثمانها إلى مثواه الأخير، والذي واجهته قوات الاحتلال بالاعتداء حتى كاد نعشها يسقط أرضًا لولا تشبُّث أكتُف الصابرين المرابطين به.

وفي النهاية لا أجد أفضل من كلمات الشهيدة بإذن ربها للختام.. "لم يكسرنا الاحتلال.. فلا تفعلوا أنتم".

اقرأ أيضًا: محمد عبد الجليل يكتب: شايفة يا شيرين إسرائيل مرعوبة رغم صمتك ازاى؟!