الطريق
جريدة الطريق

كل التحقيقات أدانت إسرائيل.. ماذا بعد الاتهام الأممي للاحتلال بقتل شيرين أبو عاقلة؟

شيرين أبو عاقلة
محمد حامد -

في مواجهة موجة من الإدانات الدولية، يحاول الاحتلال الإسرائيلي الهروب من ورطة اغتيال شيرين أبو عاقلة خلال اقتحام مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة.

وفيما يدعى الاحتلال الإسرائيلي أن الرصاصة التي أصابت شيرين من الجانب الفلسطيني، أعلنت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، أمس الجمعة، أن شيرين قتلت بنيران إسرائيلية أثناء تغطيتها لعملية مداهمة قوات الاحتلال منزل أحد المطلوبين في جوار مخيم جنين.

وبحسب المتحدثة باسم المفوضة رافينا شمدساني، فإن جميع المعلومات التي جمعتها المفوضية -بما في ذلك من جيش الاحتلال والنائب العام الفلسطيني- تؤكد حقيقة أن الطلقات التي قتلت شرين أبو عاقلة وجرحت زميلها علي السمودي صدرت عن قوات الأمن الإسرائيلية، وليست طلقات عشوائية صادرة عن فلسطينيين مسلحين كما قالت السلطات الإسرائيلية في البداية.

ورفض جيش الاحتلال الإسرائيلي التحقيق الذي أجرته لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في اغتيال شيرين أبو عاقلة، وخلص إلى اتهام قوات الاحتلال بالوقوف وراء عملية القتل.

يأتي تأكيد الأمم المتحدة بعد أيام من إعلان النيابة العامة الفلسطينية نتائج تحقيقها حول اغتيال شيرين أبو عاقلة والذي خلص إلى أن جنديًا من قوات الاحتلال أطلق الرصاص عمدًا على شيرين أثناء أداء عملها.

وطالبت السلطة الفلسطينية سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتسليم البندقية التي استخدمت في اغتيال شيرين.

نوع الرصاصة

وبحسب المختبر الجنائي فإن الرصاصة التي قتلت شيرين كانت من عيار «5.65» ملم وخرجت من بندقية طراز «إم 4» وتستخدمها قوات الاحتلال، وتشوهت بعد دخولها رأس شيرين وارتطامها بالخوذة التي كانت ترتديها.

وعلى وقع تلك الإدانات، رحب السفير أحمد الديك مستشار وزير الخارجية الفلسطيني بتقرير مفوضة الأمم المتحدة الذي أكد أن شيرين أبو عاقلة قتلت بنيران إسرائيلية، مؤكدا أنه «مهنيا» إلى أبعد الحدود، وتضمن مجموعة من الأدلة والوثاق والشهادات، ولم يبق سوى الانتقال إلى مرحلة التحقيق الدولي.

وقال «الديك»، في تصريحات لموقع «الطريق»، إن تقرير الأمم المتحدة أثبت أن الرصاص الذي أطلق على شيرين كان مصدره القوات الإسرائيلية، وليس مسلحين فلسطينيين كما زعمت إسرائيل، وهو ما يتفق تمام مع ما خلصت إليه نتائج تحقيق النيابة العامة الفلسطينية.

مخاوف فلسطينية

وأعرب مستشار وزير الخارجية الفلسطيني عن مخاوفه من الالتفاف على نتائج تحقيق السلطة فلسطينية من خلال إصرار واشنطن على أن يجري الاحتلال تحقيقا خاصا، مشددا على أن الموقف الفلسطيني سيبقى ثابت ومستعدون للتعاون مع لجنة التحقيق الدولية المنبثقة عن محكمة الجنايات الدولية أو مجلس حقوق الإنسان.

وأكد «الديك»، أن محكمة العدل الدولية مدعوة الآن للضغط على الاحتلال الإسرائيلي وإرسال فريق تحقيق دولي يبحث في تفاصيل اغتيال شيرين أبو عاقلة.

وفي سياق تلك الظروف، قال أنطون أبوعاقلة شقيق شيرين أبو عاقلة، إن الاحتلال الذي اغتال شيرين بدم بارد دون مراعاة كونها مواطنة أمريكية ولا صحفية، نجده اليوم يرفض الانصياع لنتائج التحقيقات التي أجرتها السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة، وآن الأوان لحكومة الرئيس الأمريكي جو بايدن أن تتوقف عن المراوغة وتواجه اغتيال شيرين بشجاعة وتكشف عن هوية قاتلها وتحقيق العدالة.

تحركات أمريكية

وأضاف «أبو عاقلة»، في تصريحات لموقع «الطريق»، أن إسرائيل أدانت نفسها بنفسها، ولم تستطع تقديم دليل واضح على براءتها، وعلى الإدارة الأمريكية الالتزام بدستور الولايات المتحدة الذي يلزم الحكومة والجيش بحماية مواطنيها ورعايتهم في جميع بقاع العالم.

وشدد شقيق شيرين أبو عاقلة، على أن الحكومة الأمريكية مدعوة الآن للتعامل فورا وبصرامة أكبر مع ملف اغتيال شيرين من خلال اعتماد تحقيق دولي للوقوف على القاتل وتقديمه للعدالة.

وطالب 24 عضوا في مجلس الشيوخ الأمريكي، الخميس، الرئيس الأمريكي جو بايدن بالتدخل المباشر من قبل الولايات المتحدة في التحقيق بشأن مقتل الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة.

رسالة إلى بايدن

وقال النواب، في رسالة إلى الرئيس الأمريكي، إنه «منذ مقتل شيرين الشهر الماضي لم يكن هناك تقدم كبير بشأن فتح تحقيق مستقل وشامل وشفاف بخصوص مقتلها».

وأضاف النواب: «من الواضح أن أيا من الطرفين لا يثق بالآخر لإجراء تحقيق موثوق به ومستقل، لذلك، في هذه المرحلة، نعتقد أن السبيل الوحيد لتحقيق هذا الهدف هو أن تشارك الولايات المتحدة بشكل مباشر في التحقيق».

وأشار أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي إلى أن 57 من أعضاء مجلس النواب طالبوا في الشهر الماضي، من وزارة الخارجية ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ببدء تحقيق مستقل تحت رعاية الولايات المتحدة لكشف الحقيقة بشأن مقتل أبو عاقلة.

وقال النواب الديمقراطيون، في رسالتهم، التي لم يوقع عليها أي من الجمهوريين: «نحن ننضم إلى هذا الطلب، الذي أصبح أكثر إلحاحًا بسبب المعلومات الجديدة التي ظهرت في الأسابيع الأخيرة والتي دحضت ادعاء إسرائيل بأن شيرين قتلت برصاص فلسطيني».

اقرأ أيضا: آخر تطورات التحقيق في مقتل شيرين أبو عاقلة