الطريق
جريدة الطريق

«فاطمة» أول سيدة تدشن منصة «نور الصمت» للتوعية بآثار التحرش

فاطمة إبراهيم
سمية عبد الهادي -

بعد ازدياد حالات التحرش، وتعرض السيدات والأطفال لوقائع مختلفة، اتجه بعض الأشخاص إلى تدشين حملات ومبادرات من أجل مواجهة هذا العمل غير الأخلاقي، ولعل الفكرة التي قامت بها فاطمة إبراهيم، كانت خارج الصندوق، إذ دشنت منصة للتعريف بالآثار التابعة للتحرش الذي حدث في مرحلة الطفولة، واستمرت مع التقدم في السن.

فاطمة إبراهيم، ٤٢ سنة، من محافظة القاهرة، حاصلة على ليسانس حقوق جامعة القاهرة وجامعة السوربون، قالت لـ "الطريق" إن فكرة إنشاء منصة تدعم النساء اللواتي تعرضن للتحرش في الصغر جاءت من رغبتها في توصيل المعلومات لكل فئات المجتمع، فهي لديها دائما اهتمام بتبسيط عملية الحصول على المعلومة، بحيث يستطيع كل الناس التوصل لها بسهولة دون تعقيد، كما تسعى ألا تكون حكرا على طبقة أو فئة معينة، وبذلك يمكن للأشخاص الذين لم يستطيعوا القراءة أو الذين لايملكون مهارة تعلم اللغات الأخرى، أن يحصلوا عليها بشكل مباشر.

أضافت أن موضوع آثار التحرش الذي حدث في الطفولة للسيدات البالغات، طرق معالجته على المنصات العربية قليلة جدا، على الرغم من كونه موضوع أكثر أهمية، فضلاً عن تعرض عدد كبير من السيدات له، بل وتعيش أسيرة لآثاره منذ سنوات، وتتمكن منها مشاعر الخوف الشديد في مواقف كثيرة، دون إدراك منها أن السبب هو ما تعرضت له في الصغر.

هدف "نور الصمت"

وتابعت: "المنصة بدأت في شهر مارس الماضي، وهي مبنية على تلخيص المعلومات، وعرضها في صورة فيديوهات، مصدرها كتب أجنبية ومواضيع متنوعة عن أثر تحرش الطفولة، حتى الآن تشهد المنصة نشر ١٩ فيديو تضمنوا التعريف بالصدمة، وأثرها على الصحة النفسية والمشاعر، وكيفية اكتشاف ثمة ضرر، فضلاً عن أهمية كسر حاجز الصمت، بالإضافة إلى تدريبات مختلفة تساعد على الخروج من هذه الحالة".

أضافت، أنها ليست معالجة، بل هي مناصرة لهذا الأمر، وفي حاجة إلى نشر الوعي عنه بمختلف الطرق، وفي خطتها المقبلة القيام بعمل فني لتمكين السيدات من التعبير عما حدث لهم، مع الاحتفاظ التام بالسرية والخصوصية.

المشجعون

قام بتشجيعها على تنفيذ الفكرة أشقائها وأصدقائها، بينما كان أحد الأشخاص يعارضها وقال لها إنها غير مؤهلة لكونها ليست طبيبة، وفي المقابل أوضحت أنها في حاجة لعرض محتوى سهل الحصول عليه، ويمكن فهمه وإدراكه بسهولة، فضلاً عن تعزيز الشعور بالأمل لدى كل السيدات، وإشعارها بأنها ليست الوحيدة التي تعرضت لهذا الأذى، بل هناك سيدات مثلها.

مبادرات

أشارت إلى، أن هناك مجهودات ومبادرات من صفحات أخرى، ومن معالجين أيضا، بخصوص تقديم المساعدة بشأن الصدمات النفسية التي تعرضن لها السيدات، قائلة:"هناك من قصت لي تجربتها مع التحرش في الطفولة، ولكن من منطلق الصداقة، وليس للنشر، وذلك لأن السيدات يخافن جدا من التحدث في هذه الأمور، وهناك مشاعر بالحرج والخزي تسكن بداخلهن".

الصعوبات

أكدت أنها لم تتعرض لصعوبات خلال مشوارها في تنفيذ فكرتها وترجمتها إلى واقع، لكونها لم تدعي العلاج أو لأنها تقوم بالنشر، وإنما تسعى للتوعية.

لاحظت "فاطمة" أن جزء من السيدات شعرن بالراحة، لكون هناك من يفهم ما يحدث بداخلهم، وما يشعرون به.

الخطة المستقبلية

وعن الخطة المستقبلية، قالت: "لم أتخذ قرارا بنشر قصص السيدات، على المنصة، لكني أفكر في القيام بعمل فني، يتحدث عن معاناتهم بسبب وقائع التحرش في الطفولة، لأن هناك ضوابط كثيرة ينبغي مراعاتها، أهمها السرية والصحة النفسية لهن، على الرغم من وجود منصات متخصصة في ذلك بأمريكا، ولكن السرية عامل مهم جدا، لأن هناك وقائع المتسببين بها لا يزالون على قيد الحياة، ولديهم أسر، لذلك من الصعب نشرها، وإنما يمكن تناولها بشكل أكثر احترافية في الأعمال الفنية".

كما تسعى للتوسع في عملية التوعية، وجذب الاهتمام نحو السيدات، فضلاً عن تشجيع مبادرات قد تكون غير معروفة على الظهور.

اقرأ أيضا: المركز الأول على مستوى العالم في مسابقة للرسم.. من هو عبد الله الجمل؟