الطريق
جريدة الطريق

رئيس جهاز تحسين الأراضي: الزيادة السكانية والتغيرات المناخية أبرز تحديات الدولة

د/السعيد حماد رئيس قطاع تحسين الأراضي بوزارة الزراعة
مي مصطفى -

تعد الزراعة هى العمود الفقري للاقتصاد في جميع دول العالم وعلى الأخص الدول النامية ومنها الدولة المصرية، فطالما كانت الزراعة مصدرًا أساسيًا للغذاء، فضلا إسهام الزراعة بشكل كبير في دعم الاقتصاد القومي، حيث توفر الزراعة فرص عمل لحوالي 25% من إجمالي القوى العاملة في مصر، بما يعادل الفرص التي يوفرها قطاعا مثل الصناعة والبناء معاً؛ مما يعنى أن هذا التأثر قد يصيب هذا القطاع بشكل مباشر على الأمن القومي للدولة، خاصة في ظل الأزمات العالمية التي نشهدها من الوباء، وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، مما يجعلها قضية تستحق كل العناية والجهد من الحكومة.

وفي هذا الشأن يحاور «موقع الطريق» الدكتور السعيد حماد، رئيس قطاع تحسين الأراضي والمشرف على لجنة تطوير الري بوزارة الزراعة، عن أهم التحديات التي تواجه الوزارة فيما يتعلق بمشكلات الأراضي وتطوير منظومة الري في مصر فالي نص الحوار:

• ما أكثر التحديات اللي تواجهها مصر في قطاع الزراعة ؟

أكثر التحديات التي تقابلها مصر وقوعها في المنطقة شبه جافة، وهذا يعني أن سقوط الأمطار لا يتعدى الـ150 مللي في السنة، وبالتالي تعاني أراضي مصر من محدودية الموارد المائية، حيث نعتمد بنسبة 99% على نهر النيل، بالإضافة إلى الزيادة السكانية التي تعد من ضمن التحديات الكبرى التي تواجهها مصر؛ نتيجة اعتماد هذه الكثافة على مياه نهر النيل كمورد أساسي للمياه بنسبة 2.5 من عشرة في السنة فقط، وبالتالي هذا يؤثر بشكل مباشر على منظومة الزراعة والري في مصر، ولا ننسى التغيرات المناخية المفاجأة والحادة، التي تعد من أكبر التحديات والتي تؤثر بالسلب على الإنتاج الزراعي والتنوع البيولوجي، سواء كان على الزراعة عموما أو الاستهلاك المائي.

• كيف تتعامل الوزارة مع مشكلة ندرة الموارد المائية ؟

يشترك في هذا الأمر ثلاث وزارات أساسية، هم: "وزارة الموارد المائية والري، ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ووزارة الإسكان"، ومن أجل حل هذا المشكلة تم وضع عدة محاور أساسية لترشيد استخدام المياه وتم تقديمها إلى الرئيس وجاءت هذا المحاور كما يلي:

المحور الأول: التحول من الري بالغمر إلى الري بالطرق الحديثة، مثل التنقيط والرش في الأراضي القديمة والحديثة.

المحور الثاني: إعادة استخدام المياه الغير صالحة للزراعة بعد معالجتها معالجة ثلاثية، وهو ما تم تطبيق على سبيل المثال في "محطة بحر البقر"، حيث يتم رفع المياه من "أدكو" في محافظة البحيرة غربا من أجل إعادة استخدامها بمعدل 7 ونصف مليون م م من الماء في اليوم، لزيادة الرقعة الزراعية.

المحور الثالث: استنباط أصناف قصيرة العمر وموفرة للمياه، تتحمل الظروف المعاكسة الصعبة التي تتمثل في ارتفاع درجات الحرارة العالية والجفاف. ‏

المحور الرابع: استخدام تكنولوجيا الزراعة الحديثة في العملية الزراعية مثل «التسوية بالليزر» في الأراضي القديمة، و«الزراعة على مصاطب»، وزراعة «بذرة جافة في أرض جافة»، فيما يتعلق «زراعة الأرز بالتسوية بالليزر أيضا، والري التبادلي بالنسبة لمحصول الذرة الذي يصل مساحته ل٢.٥ مليون فدان»، وهذا المشروع استطاعت الوزارة من خلاله توفير 20٪ من استخدام الماء وزيادة الإنتاجية لحوالي 3:4 أردب من المحصول.

• ما أهم المشكلات التي استطاعت مصر مواجهتها بقطاع الزراعة؟

علينا أن نوضح أولا إن هناك فجوة بين المساحة المنزرعة وبين الاحتياجات الغذائية الضرورية، حيث أن المساحة المنزرعة في مصر حوالي 3.4 من عشرة مليون فدان، وهذا نسبة ضئيلة جدا مقابل الكثافة السكانية، لذلك تسعى مصر بكل طاقتها لتقليل الفجوة، لذلك نجد أن أراضي مثل الدلتا والوادي تعد أراضي طينية ثقيلة منقولة مع نهر النيل من ملايين السنين وتعد من الأراضي الخصبة جدا ولكن مشكلتها أن الري السائد فيها هو الري بالغمر، ولكي يتم حل مشكلتها ورفع كفاءتها بمتوسط 45% إلى 55%، لا بد أن يتم تغيير نظام الري وتحويل إلى نظم راي حديث وهو الري بالرش أو الري بالتنقيط حسب نوع المحصول والتركيب المحصول من أجل رفع الكفاء الري بالتنقيط 90% والري بالرش 75% ل 85% تتفاوت، على حسب الرياح ودرجة الحرارة، وهذه الآلية هى المحور الذي تعمل عليه وزارة الموارد المائية والري ووزارة الزراعة في التحول من الري بالغمر إلى الري بالطرق الحديثة، وقد استطاعت مصر تحقيق هذا الإنجاز.

‏• لماذا تسعى الدولة المصرية لتحويل نظم الري بالغمر للطرق الحديثة وإنفاق مليارات الدولارات على هذه العملية؟

بلا شك الدولة تعي جيدا أهمية تحويل الري القديم الذي يهدر ملايين المتر مكعبة من الماء، ونحن في حاجة لكل قطرة ماء مهدرة، بالإضافة لرفع كفاءة الري لما يعود على الفلاح من فوائد كثيرة، منها:

- الزيادة الإنتاجية لنحو 30%.

- ‏الاستفادة من السماد.

- توفير التشغيل والأيدي العاملة.

- ‏ توفير مساحات واسعة من الأراضي.

وأكد حماد، في نهاية حواره لـ"الطريق"، على أن كل ما سبق سينعكس على كفاءة الإنتاج، وسعة المحاصيل الزراعية وزيادة الإنتاج المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وزيادة صادرات مصر.

اقرأ أيضا:استشاري صحة نفسية يعلق على تغيير منهج حضانة