الطريق
جريدة الطريق

«هؤلاء قومي».. فلسطيني هدم منزله لإنقاذ أرواح جيرانه من تحت الأنقاض

الفلسطيني أشرف القيسي
محمد حامد -

في موقف إنساني نادر، طلب مواطن فلسطيني من السلطات في غزة هدم منزله لتمكن آليات الدفاع المدني من العبور لإنقاذ جرحى من تحت الأنقاض، وانتشال جثامين العديد من الشهداء.

الغَزِّيّ أشرف القيسي، يعمل في بيع الخبزِ على بسطةٍ متنقلة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، قُصِفَ بيتُ جاره، والضحايا تحت الأنقاض، ولأنّ بيته يمنع من وصول المعدات وانتشال الضحايا، وافق على هدم منزله قائلاً: «هؤلاء قومي أنت لسه بتستشيرني يلّا هِدّ!».

تضحية القيسي

وقال القيسي في تصريحات لموقع «الطريق»، إنه «بعد ساعات من محاولة فرق الإنقاذ انتشال الضحايا قررت أن أقترح عليهم هدم بيتي، ما يهمني هو أرواح الناس وإنقاذ المصابين من تحت الركام، فحياة الناس أهم من بيتي».

وأضاف القيسي الذي يعيل عائلة مكونة من 8 أفراد في ظل ظروف اقتصادية صعبة يعيشها أبناء قطاع غزة، وهو يجلس على ركام منزله: «حين سألوني أتأذن لنا؟ أجبت على الفور، تفضلوا بالهدم فجيراني تحت الأنقاض، ولا مساحة للتفكير سوى في الأرواح، ولم أشاور زوجتي أو أهل بيتي ولم أفكر أين سأذهب بأسرتي؟ كل ما جاء في خاطري أنني فداء لهذه الأرواح، ولا مجال للتفكير سوى في الوقوف بجانب مآسي الناس، فنحن في حرب».

وفي سؤال إلى أين ستذهب بأسرتك؟ أجاب القيسي: «إلى حيث يذهب من قصفت بيوتهم، أنا وأسرتي لسنا بأفضل منهم، الحرب علينا جميعًا».

وختم «القيسي» والحزن يسيطر على ملامحه: «بيتي فداء للوطن وللشهداء، البيت يعوّض لكن الأرواح ثمينة، روحي فداء للوطن».

وتعرضت منطقة حيّ الشعوث المكتظ التي يسكن فيه «القيسي» للقصف الإسرائيلي خلال العدوان الأخير على قطاع غزة دون إنذار للعائلات التي تسكن فيه.

مكافأة القيسي

وبدوره، أكد وائل أبو محسن، المنسق الإعلامي لدائرة المؤسسات الخيرية في غزة، تقديم بدل إيجار ولمدة عام للمواطن القيسي بعد أن قدّم منزله فداء من أجل وصول آليات الإنقاذ لجيرانه.

وأشاد أبو محسن في تصريحات لموقع «الطريق»، بصمود القيسي وما قدمه من تضحية من أجل إنقاذ أروح جيرانه رغم عدم غناه أو امتلاكه منزلاً آخر يأويه هو وعائلته.

وبعد 3 أيام من القصف، انتهت الجولة الجديدة من حروب غزة عبر الوساطة المصرية، ودفن الغزيون مزيداً من الضحايا، ووصلت الرسائل الإسرائيلية ممهورة بالدماء والدمار.

دمار في غزة

ودخل اتفاق وقف التصعيد وإطلاق النيران بوساطة مصرية في غزة ليل أمس الساعة 11:30 بتوقيت فلسطين، لينهي نزيف الدم في صفوف الفلسطينيين، بعد أن قتل أكثر من 40 شخصا.

وتهدف هذه الهدنة إلى وقف التصعيد المتبادل في قطاع غزة ومنع تجدد الاشتباكات بين الفصائل الفلسطينية، وجيش الاحتلال الإسرائيلي.

واستيقظ سكان غزة صباح أول يوم من الهدنة ليعاينوا الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على حقيقته في جميع أزقة المدينة الجريحة.

ومنذ يوم الجمعة الماضي وحتى بدء سريان الهدنة، نفذت إسرائيل ضربات جوية وبالمدفعية الثقيلة استهدفت بشكل أساسي مواقع في غزة لحركة الجهاد الإسلامي التي ردت بإطلاق مئات الصواريخ.

وأسفرت الغارات الجوية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى بينهم نساء وأطفال.

وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، بلغ عدد شهداء العدوان الإسرائيلي إلى 44 شهيدًا بينهم 15 طفلًا و4 نساء وإصابة 360 آخرين بجراح مختلفة.

اقرأ أيضا: الأمم المتحدة ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في غزة