الطريق
جريدة الطريق

كنيسة إمبابة تعود للحياة بعد 72 ساعة من الحريق

اتفضل قهوة.. قصة جديدة عن جدعنة المصريين في ترميم كنيسة أبوسيفين

 ترميم كنيسة أبوسيفين
أحمد الضبع - آية عتريس -

تجولت كاميرا «الطريق» في مكان وقوع حادثة حريق كنيسة أبوسيفين في حي إمبابة بالجيزة، والتي أدت إلى وفاة 41 شخصًا وإصابة 16 آخرين.

بمجرد وصول فريق تقارير الطريق إلى موقع الحريق بدت أعمال ترميم كنيسة أبوسيفين تجري على قدم وساق، فبجوار بوابة الكنيسة الرئيسية يجهز العمال الرمال التي تستخدم في أعمال النقاشة، وحينما نظرنا إلى الأعلى وجدنا شاب يافع يتسلق السقالات المعلقة والملتصقة بالجدران الخارجية للمبني لعمل النقاشات والبياض.

أعمال هندسية

وعلى بعد خطوات من هذا المشهد يجلس المهندس المسؤول عن تنفيذ أعمال الترميم، ويمسك بين يديه مخطط يحتوي على التصميمات المقرر تنفيذها على أرض الواقع، ويشير إلى المقاول لتركيب الحاملات الحديدية في مكان التكييف الخارجي الذي أدى إلى ماس كهربائي أشعل الحريق، وذلك من أجل تثبيت مكيف آخر جديد.

بدا المشهد كأننا أمام خلية نحل، فالجميع يعمل دون كلل أو ملل، وبأقصى جهد ممكن، وخلال هذه العملية، استوقفنا أحد العمال الذي عبر عن حماسه بترميم الكنيسة معتبرا أنه عملا وطنيا واجب تأديته على أكمل وجه.

يرفض العودة إلى منزله قبل انتهاء الترميم

حكى لنا العامل أنه رفض العودة إلى منزله وفضل هو وفريق العمل البقاء في الموقع واستكمال الأعمال آناء الليل وأطراف النهار، لإنهاء المهمة المكلفين بها في الموعد المحدد بالضبط.

الناظر إلى الكنيسة بعد مرور نحو 72 ساعة على الحريق الهائل الذي التهم المبنى وخلف عشرات الضحايا والمصابين، يعتقد أنه أمام موقع معماري جديد وليس مبنى اشتعلت فيه النيران الكثيفة.

المسؤولون عن عملية الترميم أبلغونا أنه من المتوقع أن تنتهي عملية ترميم كنيسة أبو سيفين خلال الساعات المقبلة، لأنه جرى الآن وضع اللمسات الأخيرة في أعمال التشطيبات، ويتبقى وضع الأساس.

اتفضل قهوة

من أكثر المشاهد التي تجسد الوحدة الوطنية بين الشعب المصري الأصيل أننا رأينا الأهالي المسلمين المقيمين بجوار الكنيسة، يحملون صَوانٍ عليها شاي وقهوة ويقدمونها إلى العاملين في ترميم الكنيسة: «اتفضل قهوة» فيرد «العامل تسلم يا مجدع».

تفقدنا الشارع الذي تقع فيه كنيسة أبو سيفين، فوجدنا البيوت تفتح أبوابها أمام العاملين والضيوف، لتقديم المأكل والمشرب والاستعداد لبذل أي شيء للمساعدة في إتمام عملية الترميم ولو بكوب شاي وفنجان قهوة فهذه جدعنة المصريين أولاد البلد.

اقرأ أيضا: ما هي عقوبات حرمان الطفل من حق الرؤية؟.. قانوني يجيب