الطريق
جريدة الطريق

بعد وقف روسيا تصدير الغاز لـ «أوروبا».. مساعد وزير الخارجية الأسبق لـ «الطريق»: القارة العجوز في ورطة

عواصم أوروبا قد تكون مهددة بالظلام الشتاء المقبل
أحمد حماد -

قرار مفاجئ من شركة «غازبروم» الروسية يزيد الصورة قتامة، وقد يطيل أمد الحرب التي أنهكت الجيمع، إذ أعلنت وقت تصدير الغاز إلى أوروبا، مشيرة إلى وجود عطل في «توربين» السيل الشمالي لا يسمح بتشغيل آمن للخط، الأمر الذي اعتبره محللون وخبراء سيؤثر على اقتصاديات العالم، والقارة العجوز، خصوصا مع اقتراب فصل الشتاء.

روسيا ترد بطريقتها

الطريق تحدثت مع السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، والذي قال إن قرار وقف امتداد الغاز سياسي في المقام الأول وجاء ردًا على العقوبات التي فرضتها أمريكا، ودول الاتحاد الأوربي، على روسيا خلال الفترة الماضية بهدف إجبار الرئيس فلاديمير بوتين، على الرجوع عن قراره بالغزو.

وبين أنه من الطبيعي أن يكون هناك ردًا من روسيا بالمثل، وعلى نفس المستوى، إذ تسعى أوروبا من خلال عقوباتها على إحداث أكبر ضرر ممكن للاقتصاد الروسي، بما يجعل مساعى بوتين لضم أجزاء من "أوكرانيا" عالية الكلفة.

شريان حياة يتوقف

ويرى مساعد وزير الخارجية الأسبق، بحسب تصريحاته لـ «الطريق» أن الغاز الروسي هو شريان حياة للدول الأوروبية، وقرار «غازبروم»، يؤثر بشكل مباشر على الشعوب نفسها التي قد تشكل ضغطا على حكوماتها بل وتنقلب عليها، خلال الأيام المقبلة، خصوصا مع اقتراب الشتاء والحاجة الماسة إلى الغاز، ولعل المشاهد المتداولة تلك الأيام في بريطانيا، خير دليل.

وأشار إلى أن روسيا بدأت خفض الغاز بشكل تدريجي منذ اندلاع الحرب، وإعلان الشركة اليوم أن إيقاف التصدير لعطل فني، يحتاج لوقت طويل لإصلاحه، ما هو إلا مبرر، للهدف الأسمى لـ «موسكو».

وأوضح أن الناتج الإجمالي للبلدان الأوروبية سيتأثر بشكل مباشر، خصوصا وأن روسيا اعتمدت الروبل مقابل شراء الغاز، ما يعني أن تلك الدول ستواجه أزمة اقتصادية كبرى، إذ سيؤدى ذلك إلى خفض إنتاج المصانع بشكل ملحوظ.

أوروبا في أزمة

وقال السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية الأسبق: "القرار سيزيد الأعباء على الدول الأوروبية، التي عليها أن تسرع خطواتها الآن في البحث عن بدائل للغاز الروسي، وهو ما سيجعل بعض الدول مضطرة لاستخدام الفحم، الأمر الذى سيؤثر بشكل كبير على البيئة، ويزيد من خطورة التغير المناخي.

الطاقة النووية بديلا مكلفا

وبين أن بعض الدول الأوروبية ستلجأ إلى استخدام الطاقة النووية، لتخطى تلك الأزمة، وهو ما أعلنت عنه «فرنسا» اليوم في أول تعليق لها على القرار الروسي، مؤكدة أنها ستبدأ تشغيل 56 مفاعلا نوويا.

واعتبر «القويسني» أن هذا التصرف، وبرغم إلحاقه الضرر الكبير بالبيئة، إلى أنه مكلف للغاية على الدول الأوروبية التي ستلجأ إليه للتعويض عن واردات روسيا.

وقال: العمل من خلال محطات الطاقة النووية، مكلف للاقتصاد، إذ يحتاج إلى تأهيل العمالة التي لا تمتلك خبرة في هذا الصدد، وزيادة خطوط الإنتاج، الأمر الذي لن تقدر عليه بعض الدول.

أزمة اقتصادية جديدة

واختتم مساعد وزير الخارجية الأسبق تصريحاته لـ «الطريق»، مؤكدًا أن العالم الآن ـ وخصوصا أوروبا ـ أمام موجة تسونامي ستطال الكل اقتصاديا، ومتوقع أن يرتقع التضخم، وانخفاض الناتج المحلي، ومن ثم زيادة البطالة، وارتفاع الأسعار، وحدوث شبه شلل في حركة الاستيراد والتصدير، بسسب المصانع التي ستتوقف على إثر قرار منع الغازة، وبكل تأكيد «روسيا تعاقب أوروبا بتلك الخطوة».

اقرأ أيضا| المفوضية الأوربية تكذب روسيا بشأن عطل «غازبروم».. وفرنسا وألمانيا: «موسكو لا يعتمد عليها»