الطريق
جريدة الطريق

هل يجب على المرأة الإنفاق من راتبها على بيت الزوجية؟.. مفتي الجمهورية يجيب

أرشيفية
محمد علي -

قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، إن دعم المرأة لزوجها وبيتها يعد لونا من ألوان التضحية والعطاء تستقر به الأسرة، ويطلب منها ذلك على جهة طيب الخاطر وحسن الإيثار وابتغاء ثواب الله تعالى لها على ذلك وهذا ما تؤمن به المرأة المصرية على مرِ العصور.

اقرأ أيضًا:

كيف تتعامل دار الإفتاء مع حالات الطلاق؟.. شوقي علام يوضح

وأضاف علام، في تصريحات صحفية، أنه برغم الذمة المالية المستقلة للمرأة وحريتها في التصرف فهذا لا يمنع دعم المرأة لزوجها وبيتها، مؤكدا أنه ليس هناك مانع شرعي من اتفاق الزوجين على أمور يلتزم كل منهما بها ما لم تتعارض مع الشرع الشريف.

وأشار مفتي الجمهورية، إلى ضرورة تغليب جانب الفضل والإحسان والإيثار وعدم الوقوف أو الاقتصار على المطالبة بالحقوق والواجبات فقط.

شيخ الأزهر: للمرأة المسلمة شخصيتها وذمتها المالية المستقلة عن زوجها

وفي ذات السياق، أوضح الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، خلال فتوى سابقة، أنه من المقرر شرعًا أن للمرأة المسلمة شخصيتها وذمتها المالية المستقلة عن ذمة زوجها وشخصيته، فلا شأن للزوجة بما يكسبه زوجها، وكذا لا شأن للزوج بثروة زوجته ودخلها، فهما في شؤون الملكية والثروة والدخل منفصلان تمامًا، وبالتالي للزوجة الأهلية الشرعية في التملك والتعاقد والتمتع بكامل الأهلية في تحمل الالتزامات وإجراء مختلف العقود مستقلة عن زوجها في ذلك.

وأستند إلى قوله تعالى: ﴿وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ [النساء: 32].

وبناءً على ما سبق وفي واقعة السؤال: لا يجوز للزوج أن يُرغم زوجته، ولا أن يسيء معاملتها من أجل أن تنفق من راتبها أو دخلها الخاص بها على منزل الزوجية؛ لأن للزوجة ذمتها المالية المستقلة بها، ولأن النفقة واجبة على الزوج بمقتضى عقد الزواج الصحيح، وعلى الزوجين أن يتقيا الله ويحافظا على كيان أسرتهما، وأن يتعاونا على إقامة حياة كريمة بينهما تسودها المودة والرحمة.

وفي سياق آخر، أصدر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف توجيهات لبيت الزكاة والصدقات المصري، بإرسال المساعدات الطبية والغذائية للسودان الشقيق؛ وذلك إثر تعرض البلاد لأمطار وسيول غزيرة، نتج عنها قرابة الـ100 قتيل، علاوة على تدمير الآلاف من المنازل التي نزح سكانها لناطق آمنة.

وأشار بيان الأزهر الشريف إلى أن المشيخة قامت على مدار الأسابيع الماضية بالتنسيق مع سفارة مصر في الخرطوم، بإرسال المؤن والمساعدات للأشقاء اللذين تضررت بيوتهم.

وأضاف بيان مشيخة الأزهر أن المساعدات المرسلة للسودان، تضم عشرات الأطنان من المواد الغذائية والأدوية، والتي تنوعت بين "الدقيق والمكرونة والسكر والمواد الغذائية المعلبة والمراتب والبطاطين والأدوية.. وغيرها من مواد الإغاثة".