الطفلة جوليا.. سباحة كفيفة تحصد الميداليات الذهبية في بطولة كأس مصر وتحلم بالمونديال
من وسط السباحين الماهرين في بطولة كأس مصر البارالمبية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لم يمنع كف البصر الطفلة «جوليا رامي» من اقتناص ذهبيتين وفضية في منافسة شرسة من أجل الوصول إلى حلم التأهل لمونديال باريس 2024.
بروح بطولية لا تقبل الهزيمة، انطلقت جوليا البالغة من العمر 13 عامًا فقط وتعاني من فقدان البصر، تشق طريقها عبر الحمام الأوليمبي المغطى في العاصمة الإدرية خلال بطولة كأس مصر.
واستطاعت ابنة مركز شباب الجزيرة بقيادة مدربها ك.د. «إسلام كراكيري» تحقيق 3 انتصارات عظيمة خلال بطولة كأس مصر للسباحة البارالمبية المؤهلة لبطولة مصر الدولية للسباحة المقرر تنظيمها في العاصمة الإدارية خلال شهر نوفمبر المقبل وهي أحدي مراحل التأهيل لدورة باريس البارالمبية 2024.
معاناة منذ الولادة
ولدت جوليا وسط أبوين محبين، لم يلحظا إصابتها بفقدان البصر سوى في عمر الـ3 أشهر، مما دفعهم للركض والتنقل في دوامة الأطباء والعلاجات القاسية التي تحتاج تخديرًا كليًا في كل مرة.
اقرأ أيضًا: علاج بـ مليون و850 ألف جنيه.. حملة لإنقاذ «عليوة» من الشلل الرباعي
كانت والدتها «مارلين» تتألم لحال ابنتها، فلم تثبت العلاجات فاعلية كبيرة سوى المحافظة على درجة رؤية طفيفة من درجة اس12، فلا ترى جوليا إلا الأشياء القريبة جدًا وخيالات الأشخاص.
كبرت جوليا وسط حب ودعم من والديها، فلم يستسلم والدها لإصابتها وشرع يعلمها كل شئ ويصف لها العالم من حولها وكأنها تعيش فيه، بل حتى أنه كان يأخذها إلى حديقة الحيوانات ويعبر السياج من أجل أن تتحسسهم وتسمع أصواتهم.
مراكز وبطولات
لم تكن الإصابة عائقًا للطفلة الكفيفة جوليا، فقد دفعها إصرارها في كل مرة تسمع جملة "مش هتقدري" على تحقيق أعلى المراكز في السباحة وما يقرب من 20 ميدالية ذهبية وغيرها من الميداليات الفضية والبرونزية، كما حصلت على كأس مصر كأفضل سباحة خلال عام 2020.