الطريق
جريدة الطريق

محمد رجب: «خيري شلبي صوت المهمشين»

محمد صالح رجب
إيهاب مسعد -

قال الكاتب محمد صالح رجب، إن خيري شلبي كاتب وروائي متفرد جمع بين الكم والكيف، إنتاجه الأدبي الغزير والذي تجاوز 75 كتابا ما بين القصة والرواية والمسرح والدراسات النقدية وغيرها من فنون الأدب لم يأت على حساب الكيف.

وأضاف "صالح رجب" في تصريحات خاصة لـ "الطريق"، أن خيري شلبي قدم أعمالا إبداعية متنوعة لاقت استحسان المتلقي قبل النقاد، وتُرجم الكثير منها إلى لغات شتى، وحصد من خلالها الكثير من الجوائز منها جائزة الدولة التشجيعية في الآداب العام 1980- 1981، وجائزة نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن رواية وكالة عطية العام 2003، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب 2005، ورشحته مؤسسة "إمباسادورز" الكندية للحصول على جائزة نوبل للآداب، كما قدمت السينما والتليفزيون العديد من أعماله.

تجارب إنسانية متنوعة

وأشار إلى أن تجربة خيري شلبي من القرية إلى المدينة والمهن العديدة التي عمل بها، وشغفه بالقراءة لاسيما في التراث الشعبي، ومخالطة الناس بمختلف مستوياتهم المادية والثقافية لاسيما المهمشين من الفلاحين وعمال التراحيل والحدادين والنجارين والخياطين وغيرهم من الحرفيين، كل هذا أكسبه تجارب إنسانية متنوعة شكلت مخزونا هائلا استخدمه ببراعة في إنتاج هذا الكم وبهذه الكيفية التي جعلت منه أحد أهم الحكائين.

خيري شلبي صوت المهمشين

وتابع أن خيري شلبي كتب الشعر والرواية والقصة القصيرة والمسرحية، والنقد الأدبي، وكان صوت المهمشين سواء في القرية أو أولئك الذين طحنتهم أضراس المدينة فعانوا الفقر والتهميش، خيري شلبي الذي امتدح القرية وقسا على المدينة كان مؤهلا لتناول الحياة في الريف كما المدينة، هو ابن القرية الذي سكن المدينة التي تسمح بكل شيء وتتيح كل شيء، هو شاهد عيان على حياة القرية والمدينة، هو من خالط الفلاحين وضعفاء القرية كما كبراءها، كما عايش المدينة بأضوائها وظلها، بضجيجها وتنوعها وقسوتها.

وأوضح أن خيري شلبي وقف على "السور" الفاصل بين مجتمعين أحدهما مَثَّل طبقة الأثرياء، والآخر مَثَّل المهمشين وقد انتصر لهم وعبر عن أوجاعهم باللغة التي يفهمونها، خيري شلبي سليل عائلة ثرية لم يتبق من أمجادها غير بعض الصور على الحوائط، هو من عاصر تآكل الطبقة الوسطى وشَاهدَ سكانها وقد قفز بعضهم باتجاه الثروة عبر وسائل غير مشروعة والبعض الآخر وقد جرفه التيار واستقر به في عالم المهمشين، عالم المهمشين المحاط بـ"سور" مُقَيِّد يفصله عن الأغنياء فلا يجرؤ أحدهم على اجتيازه وان فعل استوجب العقاب ولَوم المقربين وفي مقدمتهم الأب الذي يعترف أنه لم يحسن التربية.

وأضاف، ذكرى رحيله التي توافق 9 سبتمبر هناك قصة طريفة له مع المقابر ذكرها هو نفسه في أحد اللقاءات وأيضا تحدثت عنها ابنته "ريم " في لقاء صحفي مماثل، والقصة مفادها أن سيارة خيري شلبي تعطلت بالقرب من المقابر وهو في طريق عودته من عمله بالتليفزيون إلى بيته، واستغلالا للوقت شرع في الكتابة ريثما يتم إصلاح السيارة، وحين استحسن هدوء المقابر مقارنة بضجيج المدينة واظب على الكتابة بالمقابر ويقال إنه استأجر حوش وظل يمارس الكتابة منه لسنوات طويلة.

وأكد أن خيري شلبي يجسد مقولة " الأجساد ترحل وتبقى الأعمال"، وأعمال خيري شلبي باقية شاهدا على قدرة هذا الكاتب المتفرد..

يذكر أن اليوم الجمعة 9 سبتمبر، يوافق ذكرى وفاة الكاتب والروائي، خيري شلبي، والذي يعد أحد أوائل من كتبوا الواقعية السحرية.

اقرأ أيضا.. موسى: «خير شلبي خليفة نجيب محفوظ الذي أخطأته الجوائز»