الطريق
جريدة الطريق

مستشار وزير البيئة السابق يكشف جهود مصر لمواجهة التغيرات المناخية ومنع غرق عدة مناطق.. حوار

الدكتور صالح عزب استشاري التنمية المستدامة
إبراهيم السقا -

التغيرات المناخية أصبحت واحدة من أخطر الظواهر التي تشغل بال العالم خلال القرن الحالي، نظرا لخطورتها والتداعيات التي تفرضها من كوارث حقيقية تهدد العالم بالفناء، ويسعى العالم مؤخرًا للتوصل لاتفاق للتقليل من حدة تلك التغيرات وذلك من خلال عقد العديد من المؤتمرات العالمية للوصول لاتفاق ملزم بشأن مواجهة التغيرات المناخية، وبدأت بعض الدول بالفعل ومنها مصر في أخذ العديد من القرارات التي تقلل من حدة تلك التغيرات مثل ترشيد الكهرباء والطاقة، فضلًا عن تنفيذ العديد من المشروعات للحد من خطورة تغيرات المناخ خلال السنوات المقبلة، والبعض الآخر وأغلبها الدول الصناعية لا تبذل أي جهد يذكر لمواجهة تلك الظاهرة بل تسعى بوضع العراقيل لعدم التواصل لاتفاق نظرًا للخسارات الاقتصادية التي سوف تتعرض لها حال التوصل لاتفاق وذلك لاعتمادها بشكل كبير على الطاقة المتأتية من الفحم.


"الطريق" أجرت حوار مع الدكتور صالح عزب، استشاري التنمية المستدامة، ومستشار وزير البيئة السابق، للوقوف على خطورة التغيرات المناخية وتأثيرها على مصر، ولماذا تصر بعض الدول لوضع العراقيل لعدم التوصل لاتفاق بشأن التغيرات المناخية.

وإليكم نص الحوار...


في البداية دكتور صالح لماذا لم يتم التواصل لاتفاق حتى الآن بشأن التغيرات المناخية؟

تضارب المصالح بين الدول هو السبب حتى الآن في عدم التوصل لحلول لمواجهة التغيرات المناخية، وأمريكا واحدة من الدول التي تطلق انبعاثات تتعدى الـ 22 % من حجم الانبعاثات العالمية، وفي نفس الوقت هي من قامت بالانسحاب من اتفاقية باريس لتغير المناخ.

أمريكا والصين من أكثر الدولة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري فلماذا يصران على عدم التوافق ؟

الاتفاقية تتضمن التقليل من كمية الوقود الأحفوري والذي يتسبب في خروج تلك الانبعاثات، وتقليل استخراج الوقود الأحفوري يقلل الطلب على المواد البترولية وبالتالي ينتج عن ذلك خسارات كبيرة لشركات الطاقة والعديد من الدول ذات الاقتصاديات الكبرى والتي تعتمد على البترول مصدر من مصادر الدخل القومي.

ما هي خطورة التغيرات المناخية على مصر؟

مصر ليست متسببة في تلك الظاهرة حيث إن نصيب مصر من الانبعاثات 3% ورغم ذلك مصر تعتبر من الدول الثلاثة الأولى تأثرًا بالتغيرات المناخية ففي حالة ارتفاع درجات الحرارة عن 1.5 درجة مئوية خلال الـ 10 سنوات المقبلة، ويترتب على ذلك ذوبان جبال الجليد في القطب الشمالي وبدوره سيؤدي ذلك لارتفاع منسوب المياه في البحار والمحيطات ينتج عن ذلك غرق العديد من الأراضي المنخفضة مثل الفيضانات التي حدثت في باكستان والسودان، وبذلك تكون جميع الأراضي المنخفضة مهددة بالغرق، ومنطقة أبو قير في الإسكندرية من الأراضي المعرضة للغرق حال ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع منسوب مياه البحار وهناك 6 ملايين أراضيهم معرضة للهلاك بسبب التغيرات المناخية ولابد من تهجيرهم.

هل هناك أي أضرار أخرى على مصر؟

نعم هناك أيضا بعض الأضرار الأخرى حال ارتفاع درجات الحرارة هي زيادة تبخر مياه النيل، وزيادة احتياج النباتات للمياه.

لماذا تعد الدول الإفريقية هي الأكثر تأثرًا بالتغيرات المناخية؟

الدول الإفريقية هي الأكثر تأثرًا بالتغيرات المناخية نتيجة ارتفاع درجات الحرارة بها وبالتالي حال ارتفاع درجات الحرارة عن نسبتها الطبيعية يحدث زيادة في التصحر وتفقد الأراضي خصوبتها، فضلًا عن نقص التنوع الحيوي نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وبالتالي سوف يؤدي ذلك لظهور العديد من الأمراض والفيروسات الجديدة مثل كورونا وإنفلونزا الخنازير وغيرها.

هل تتوقع أن يشهد مؤتمر شرم الشيخ لتغير المناخي انفراجة بين الدول للتعاون على مواجهة التغيرات المناخية؟


نتمنى ذلك وأملنا في الله كبير، رغم صعوبة الموقف في الوصول للاتفاق نظرًا للمصالح الشخصية لبعض الدولة والتي سوف تتأثر اقتصاديًا حال الوصول لاتفاق.

اقرأ أيضًا: بعد اختياره بلجنة الحوار الوطني.. رئيس زراعة النواب: «سنعمل على الارتقاء بالقطاع الزراعي»


جهود الدولة في مواجهة التغيرات المناخية.. كيف تراها؟

كل الدول لابد أن تتكيف مع التغيرات المناخية، والدولة بدأت في تنفيذ العديد من المشروعات لمواجهة التغيرات المناخية مثل إنتاج الهيدروجين الأخضر بالتعاون مع الهند كذلك إنتاج الطاقة الشمسية بمساحات واسعة جدًا حيث تعد مصر من أوائل الدول توسعًا في إنتاج الطاقة الشمسية، كذلك قامت الدولة بطرح مجموعة من السندات الخضراء وبيع 70 مليار دولار لتمويل المشروعات الخضراء صديقة البيئة مثل مشروعات الطاقة والنقل والمياه، كذلك قامت الدولة بإنتاج السيارة الكهربائية، وطرح 70 أتوبيس كهربائي، بجانب تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي لتقليل الانبعاثات، فالعالم بأكمله يتضافر مع مصر في تنفيذ تلك المشروعات.