الطريق
جريدة الطريق

«ثريا» تبدع في عمل الأطعمة الكورية الحلال.. «أكل وصنعة مافيش زيها»

ثريا جمال.  المصدر الحساب الشخصي بموقع فيس بوك
سمية عبد الهادي -

انتشرت في السنوات الأخيرة ثقافات جديدة تداخلت مع نظيرتها المصرية في إعداد الأطعمة، على رأسها المأكولات الصينية التي تعتمد بالأساس على اللحوم النيئة، والسورية المعدة بشرائح اللحوم المطبوخة بالتوابل، ما خلق فرصة لأن يكون هناك مناخا جيدا لانتشار المأكولات الكورية على يد إحدى الفتيات في القاهرة.

ثريا جمال، صاحبة الـ29 عاما، والحاصلة على بكالوريوس تجارة جامعة القاهرة، قالت خلال حديثها لـ"الطريق" إنها تجيد فن طهي المأكولات الكورية، واكتشفت موهبتها منذ أن كانت في الصف الأول الثانوي، إذ كانت تقف مع والدتها في "المطبخ" وهي تقوم بإعداد الطعام، وتراقب طريقتها حتى الانتهاء منه.

وأضافت أنها كانت أيضا تساعد والدها في إعداد الطعام، إذ كان يرغب في بعض الأحيان في القيام بذلك بدلاً من والدتها، وكانت تقوم أحيانا تحت إشراف والدها بإعداد الأطعمة الرئيسية، الأمر الذي تطور مع الوقت فأصبحت جيدة في القيام بذلك بمفردها.

بداية صنع الأكلات الكورية

بدأت بالفعل في إعداد الأكلات الكورية عندما كانت في الصف الثالث الثانوي، لكونها كانت ترى الكوريين و اليابانيين في الإمارات، عندما كانت تعيش هناك، وهم يعدون الطعام، وكان يعجبها كثيرا مظهر الطعام.

وذكرت أنها بدأت دراسة ثقافتهم في كافة الجوانب، من خلال متابعة أعمالهم الفنية والدرامية، ووجدت أنهم يأكلون طعام "الرامين" باستمتاع كبير، ومن هنا بدأت في محاولات إعداد الطعام الكوري، ومع البحث وجدت أن هناك أطعمة سهلة الإعداد يمكنها البدء في تنفيذها أولاً.

وقالت إنها كانت تحاول تعلم كيفية إعداد الأصناف الأخرى من الأكلات الكورية، من بينها أنوع "الصوص"، لذلك قامت بالتعرف على واحدة من كوريا، وبالفعل كانت تقوم بشراء هذه الأطعمة برفقة صديقتها الجديدة، من مصروفها الشخصي للتعرف على طعمها وكيفية إعدادها.

أضافت أنها كانت تقوم بتجربة الإعداد عدة مرات للوصول إلى النتيجة المرغوبة، وبعد أن تخرجت من الجامعة، أصبحت أكثرها تفرغا وبدا الأمر يسيرا، وأتقنت إعداد عدة أصناف، ومن هنا جاءت لها فكرة إقامة مطعم صغير للمأكولات الكورية.

وأشارت إلى أن والدها هو من كان يقدم لها الدعم، ويعينها على الاستمرار، إذ يتذوق الأطعمة الكورية معها، خاصة بعد ما بدأت في إعدادها، فكان يعطي لها رأيه فيها، استمر هذا الحال لعامين بعد التخرج من الجامعة، حتى كانت تقوم بعمل "عزومات" لصديقتها أيضا للتعرف على رأيهم.

محطات صعبة في حياة "ثريا"

قالت ثريا جمال، إنها مرت بفترة صعبة عام ٢٠١٧ بعد تشخيص والدها بمرض السرطان، هذه الفترة انقطعت عن مواصلة رحلتها في تعلم إعداد الأطعمة الكورية، وفي عام ٢٠١٨ كان والدها يرى أنها حزينة فقدم لها اقتراحا بأن تقوم ببيع الأطعمة الكورية التي تعدها.

وأكدت أن أخيها الأكبر صمم لها حساب على موقع فيس بوك، وبدأت في إعداد وبيع الأطعمة الكورية، الأمر الذي كان يشعرها بالسعادة، وبعد فترة قامت بإدخال أصناف أخرى إلى قائمة الأطعمة الكورية.

وقامت بعمل قناة على موقع الفيديوهات "يوتيوب" لتعليم الناس كيفية إعداد الأطباق الكورية.

وأشارت إلى أن هناك وصفات قد لا تكون حلال، لوجود كحول و لحم الخنزير، لذلك كانت حريصة على تعلم الوصفات الحلال، الصحية وذات ألوان مصرح بها، كما اعتمدت على مصدر لتطوير هذه الوصفات، وهو كتاب maangchi، الذي اشترته من أحد المواقع الشهيرة.

أبرز الأطعمة

قالت إن أكثر أعمالها المفضلة لديها هي طبق الجابتشي الكوري أو japchea، وهو طبق مكون من "نودلز شفافة"، مع الخضروات المتنوعة، بالإضافة إلى اللحم المتبل وزيت السمسم السمسم المحمص، موضحة أنها تقوم بالترويج لوصفاتها ومشروعها عن طريق اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي.

وأضافت أنها اشتركت في مسابقات ليست كورية فقط، بل صينية أيضا عن طريق المواقع المخصصة في ذلك على الانترنت، بالإضافة إلى مسابقة "كيمتشي الربيع" التابعة للمركز الثقافي الكوري.

واشتركت "ثريا" في مسابقة "أنا شيف الصين" وحصلت على المركز الثاني في مصر، أما الآن فهي بصدد مشاركتها في مسابقة تسمى "الهانبوك"، ومسابقة الكيمتشي العالمية التي تضم العديد من الدول حول العالم.

كانت "ثريا" تتلقى تشجيع كبير من والدها وأصدقائها، فضلاً عن زوجها الذي كان يساعدها في تغليف الأطعمة، وتسعى الآن إلى إنشاء مطعم يوفر كافة الأطعمة الكورية والأسيوية، مع مراعاة إعدادها بمكونات حلال.

اقرأ أيضا: بـ 40 شجرة.. «أبو محمد» يبدأ مشروعه لزراعة الفواكه النادرة على سطح منزله