الطريق
جريدة الطريق

”سر التوجيه 41”.. كيف حولت ورقة صغيرة في جيب الجنود الهزيمة إلى نصر؟

الفريق سعد الدين الشاذلي
مصطفى عناني -

دأب الفريق الشاذلي طوال حياته على الاهتمام بالتفاصيل "كما يذكر في مذكراته"، ما أكسبه قدرة كبيرة على رؤية ما لم يره غيره، تسبب ذلك في تركيز الفريق الشاذلي في كل تفصيلة من تفصيلات الحرب، وكل مُهمة ولو دقيقة جدًا من مهام الجنود على الجبهة.

يقول الفريق الشاذلي في وثائقي "شاهد على العصر"، أن الجنود في أرض المعركة في الـيوم الأول لم يكونوا يحتاجون لأي توجيهات أو أوامر، فمن كثرة التدريب على الخطة وتنفيذها، أصبح الأمر اعتياديًا كأنه يوم تدريب عادي.

سر التوجيه 41

عند التخطيط للحرب، وضع الشاذلي توجيهًا عسكريًا لكل جندي مُقاتل في القوات المسلحة في مظروفٍ صغير، وأسماه التوجيه 41، به كل تفصيلة سيقوم بها الجندي خلال الـ 24 ساعة الأولى من بدء الحرب.

يوضح لنا اللواء سمير فرج ما تضمنه التوجيه 41 من توجيهات أهمها الأتي:

- اندفاع 12 موجة بشرية تجاه خط بارليف لتفكيكه وفتح ثغرات خلاله في غضون 5 - 7 ساعات.

- نصب الكباري المائية في غضون 6 - 8 ساعات.

- مُحدد في التوجيه عدد الجنود في كل قارب مائي سيمر خلال مياه القناة إلى خط بارليف.

- مُحدد مُهمة كل جُندي في القارب، بل ومكان جلوسه بهِ.

- يجلس في مُقدمة القارب "حكمدار الجماعة" أو قائد القارب.

- يمين قائد القارب يجلس حامل الأربجيه "RBG".

- خلفه يجلس حامل الرشاشات الآلية.

- خلف حامل الرشاشات يجلس حامل قذائف الأربجيه الاحتياطية.

- وفي المؤخرة يجلس 2 من حاملي الألغام.

وصنع الفريق الشاذلي "جاكيت" قتال يرتديه الجنود ويحملون فيه تموينهم ليومين بجانب ذخائ الرصاص.

كل تلك التفاصيل وأكثر جعلت الحرب بالنسبة للجنود مهمة واضحة، ومساحة الخطأ البشري فيها محدودة للغاية، وهو ما كان يرمي إليه الفريق الشاذلي رحمه الله

متى علم القادة والجنود بموعد حرب أُكتوبر المجيدة

يقول الفريق سعدالدين الشاذلي في وثائقي "شاهد على العصر"، إن موعد حرب أكتوبر لم يكن يعلمه أحد، إلا أنه وقبل الحرب بشهر تم إبلاغ قادة الجيوش بذلك الموعد عن طريق شفرة سرية مُعقدة.

أما فيما يخُص الجنود، فكل الجنود أتموا تدريبتهم العنيفة والمُحددة والدقيقة للغاية خلال عام ونصف قبل الحرب، ولكن لم يعلم أحد منهم بموعد الحرب إلا في صبيحة يوم السادس من أُكتوبر.

اقرأ أيضًا: ”أيام ما قبل الحرب”.. كيف استعد جيش مصر لاستعادة الأرض؟