الطريق
جريدة الطريق

عضو فتوى الأزهر: الرسول نهى عن معاملة الزوجة مثل العبيد…خاص

فتحي عثمان الفيقي عضو  لجنة فتوى الأزهر الشريف
مي مصطفى -

أثارت عروس الإسماعيلية، جدلا واسعة بين رواد التواصل الاجتماعي، بين مؤيد لها ومتعاطف معها ومستهزئ بها، بعد تحريرها محضرا رسميا بقسم شرطة ثان الإسماعيلية، ضد زوجها، بتهمة الاعتداء عليها بالضرب المبرح وإحداث إصابات في أماكن متفرقة بالجسم.

وجاء من ضمن ردود الأفعال، من يرى أن تحمل الزوجة أذى زوجها، فيه من الطاعة المأمورة بها في الإسلام، وهو وما حث عليه الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف، «لَو كنت آمرًا أحدا أن يسجُدَ لغيرِ اللَّه لَأمرتُ المرأَة أن تسجد لزوجها».

واستنكر الدكتورة فتحي عثمان، عضو هيئة كبار العلماء، وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، ما تم تداوله بشأن تحمل المرأة لضرب زوجها، أنه مما أمر بيه الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف، أو أنه يدخل ضمن طاعتها له الذي أمرت بها الشريعة الإسلامية، متسائلا: "هل أمر النبي عليه الصلاة والسلام بضرب النساء؟

وأشار عثمان، في تصريح خاص لموقع الطريق مساء اليوم الأحد، قائلا: "الذي يريد أن يكون زوجا صالحا، ينظر كيف كان النبي عليه السلام يعامل زوجاته، لم يضرب الرسول يوما زوجة من زوجاته"، لافتا إلى قوله تعالى: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة، لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر".

وأوضح عضو كبار العلماء، أن الضرب الذي ذكر في القرآن الكريم في الآية الكريمة، «...وَاللّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا»، وهنا جاء الوعظ والهجر مقدما، إذا غلب على ظنه أنه سيفيد أو لن يفيد، أما عن الضرب فلا يأتي بيه إلا إذا غلب على ظنه أنه سيأتي بنتيجة، وإذا غلب على ظنه أنه لن يأتي بنتيجة، وقام بضرب زوجته يكون آثما.

وفسر عثمان ماهية الضرب في الآية الكريمة يكون بالسواك، أو ما يماثله مثل قلم الرصاص، ويضرب بيه بما لا يكسر عظما أو يشين لحما، وبالتالي الضرب يكون غير مبرح مطلقا.

وعلق عضو فتوى الأزهر، على حادثة عروس الإسماعيلية، قائلا:" إن ما يفعل بالنساء هذه الأيام ما أنزل الله بيه من سلطان، ولا يليق بشريعة الإسلام، الذي حث على الرفق بالنساء فقال الرسول عليه السلام: « ما أكرم النساء إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم»، كما أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته على النساء فقال «استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج وإن أعوج ما في الضلع أعلاه»، فليس من الخير أبدا ضرب الزوجات".

وأنهى عثمان تصريحه للطريق، قائلا:«ليست من طاعة الزوجة لزوجها تحملها للضرب والمهانة، وقد نهي الرسول عليه السلام معاملة الزوجة معاملة العبيد، ثم يعاشرها في آخر اليوم، فقال: "لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثم يجامعها في آخر اليوم"، لافتا إلى أن الزواج لم يخلق لإهانة المرأة، ولكنه يحدث هذه الأيام بسبب سوء فهم من أغلق على عقولهم».

اقرأ أيضا: ”إدمان الهواتف المحمولة”.. كيف تتجنب إدمان أطفالك للهواتف المحمولة؟