الطريق
جريدة الطريق

«حصاد 2022».. ماذا حدث في قطاع الدواجن بمصر خلال العام؟

أزمة الأعلاف-صورة من ياندكس
محمود معروف -

ساعات قليلات وينتهي عام 2022 الذي شهد على أحداث وأزمات اقتصادية، خلفتها الحرب الروسية – الأوكرانية، الأزمات ضربت بلدان العالم كافة وزادت من تداعيات التأثر السلبي لقطاع مهم مثل قطاع الدواجن.

بداية الأزمة الروسية

الأزمة الروسية – الأوكرانية بدأت في أكتوبر 2021 بعد طلب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي طلب الانضمام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" -الذي يضم 30 دولة- وذلك بعد توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن وثيقة ضم مناطق "لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابارويجيا" لبلاده.

تأثير الحرب على قطاع الأعلاف

الحرب الروسية – الأوكرانية أثرت وألقت بظلالها على قطاع استراتيجي مهم في الدولة المصرية خاصة، بداية من وقف الاستيراد والتصدير حتى ارتفاع الأسعار وتزايد الأزمات في الخامات ومن بينها "الذرة" الأوكرانية.

الأزمة طالت عدد من الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تعمل بمجال صناعة الأعلاف، حيث قررت وقف الإنتاج لأجل غير مسمى حتى استقرار الأسعار، والتى شهدت زيادات شبه يومية تتراوح ما بين 150 إلى 250 جنيهًا في الطن، الأمر الذي أثر بالطبع أيضا على أصحاب معامل تفريخ الكتاكيت وصغار مربي الدواجن وبالتالي ركد البيع والشراء.

وزارة الزراعة لـ الطريق

محمد القرش المتحدث باسم وزارة الزراعة أعلن في تصريحه لـ "الطريق" أن رئيس الحكومة أصدر تعليمات -خلال اجتماعه مع وزير الزراعة ومسئولي اتحاد منتجي الدواجن وصغار المربين- بضرورة التعامل الفوري مع الأزمة، عبر الإفراج الجمركي الأسبوعي عن دفعات من الأعلاف بالجمارك.

المتحدث باسم وزارة الزراعة لفت أيضا إلى أن الموضوع لا يعد أزمة بشكل كبير كما صدرها البعض على منصات التواصل الاجتماعي، لكن هناك إجراءات تتم من قبل الحكومة في شأن الصادرات وفق نظام توزيع الكميات المفرج عنها، مشيرا إلى أن الحكةومة أفرجت عن 122 ألف طن فول صويا خلال أكتوبر 2022.

الدولار وتأثيره على قطاع الدواجن

مصر تحتاج لنحو 950 ألف طن من علف الدواجن المنوع بين الذرة والصويا، وعدم تدبير الدولار كان سببا في حجز كميات عالية من الأعلاف في الموانئ، خاصة وأن مصر تستورد الأعلاف بنسبة تزيد على 80% من أمريكا والبرازيل وأوكرانيا، علاوة على إقرار البنك المركزي المصري وقف التعامل بمستندات التحصيل في جميع العمليات الاستيرادية والعمل بالاعتمادات المستندية عدا بعض السلع.

إعدام الكتاكيت

الكارثة انتقلت لقطاع التفريخ أيضا، ففي أكتوبر من عام 2022 ظهرت المئات من الفيديوهات والصور على منصات التواصل الاجتماعي لصغار مربي الدواجن وأصحاب معامل التفريخ يقومون بإعدامها؛ وذلك بسبب عدم وجود أعلاف وارتفاع أسعارها في السوق السوداء، مما أثار جدلا واسعا بين المدونين ونشطاء السوشيال ميديا.

خبير اقتصاد زراعي يتحدث عن حلول الأزمة

من جهته، صرح الدكتور يحي متولي خبير الاقتصاد الزراعي أن الحكومة ممثلة في وزارة الزراعة تحتاج إلى اتخاذ إجراءات عاجلة في موسم زراعة الذرة والفول الصويا، وزيادة المساحات المزروعة منهم لسد العجز في مثل تلك الأزمات.

الخبير الاقتصادي أضاف في تصريح لـ "الطريق" أننا يمكن أن نضع حلولا جذرية لمثل تلك الأزمات التي نوضع فيها، من خلال التعاون بين وزارة الزراعة ومركز البحوث الزراعية لإجراء التجارب وطرح الحلول والمقترحات.

ونوه "متولي": "مشكلة الأعلاف تزامنت مع التغيرات المناخية التي تعتبر تهديدا للتربة الزراعية أيضا، علاوة على احتكار التجار "داخليا وخارجيا" المنتجات، مختتما تصريحه أن الحكومة تستورد الذرة بنحو 307 ملايين دولار، و40% من الاستهلاك بالنسبة للغلال، مطالبا بضرورة إنشاء مجففات تجهيز الذرة للدخول في قطاع العلف؛ لتقليل حجم الاستيراد مع التوسع في زراعته.

تعليق رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن

وفي هذا السياق، تحدث الدكتور محمد الشافعي رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن عن الأزمة قائلا: "نعلم حجم الأزمة وتداعياتها على القطاع وحل أزمة الدولار هي السبيل الوحيد للخروج منها، وقطاع الدواجن والتفريخ من القطاعات الاستراتيجية ذات الأولوية المتعلقة بالأمن الغذائي.

نهاية الأزمة ونهاية العام

وانتهت 2022 بالتزامن مع انتهاء أزمة البضائع المتراكمة في الجمارك، وذلك من خلال استلام مصر أولى شرائح قرض صندوق النقد الدولي البالغ قيمته نحو 3 مليارات دولار يسدد على 46 شهرا، فقد أعلنت حكومة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء عن الإفراج عن بضائع بقيمة نحو 5 مليارات دولار في أثناء 23 يوما منذ مطلع ديسمبر 2022.

اقرأ أيضا: المفتي عن قانون الأحوال الشخصية الجديد: ضرورة مجتمعية وليس ترفا