الطريق
جريدة الطريق

لماذا يسري التريند في جسد المجتمع المصري أسرع من الدم؟

متابعة مواقع التواصل- تعبيرية
أحمد الضبع -

انشغل المجتمع المصري خلال الآونة الأخيرة بموضوعات أثارت جدلا واسعا رغم أنها لم تقدم محتوى مفيدا للجمهور بقدر ما كانت عبارة عن محاولات لتصدر التريند وجني التفاعلات والمشاهدات التي تحقق أرباح مالية على حساب الرسالة من وراء طرحها أمام ملايين المشاهدين والقراء.

خالف تعرف.. كان الشعار الأكثر استحواذا على المنصات الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة، فالغرابة والخروج عن المألوف المتعارف عليهما لدى القائم بالاتصال سواء الكاتب الصحفي أو المذيع الإعلامي تحولت بشكل تدريجي إلى استفزاز للجماهير.

هل يشترك الجمهور في صناعة التريند؟

لكن الغريب في الأمر هو اشتراك هذا الجمهور في لعبة التريند فهو الذي يشاهد المحتوى الذي يستفزه عاطفيا ويساعد على انتشاره بشكل أسرع، وربما يشاركه مع أصدقائه ويعلق عليه ما يجعله ضمن الأكثر تداولا خلال ساعات قليلة.

بات التريند يسري في جسد المجتمع دون أن يشعر به وربما أصبح أكثر من نسبة الدماء، ذاك كان رأي إيناس علي، أخصائية نفسية، في سيكولوجية الجماهير المصرية وتفاعلها مع المحتوى الذي يتسم بالغرابة دون رسالة واضحة.

طبيعة فطرية

وقالت إيناس علي، في تصريحات خاصة لموقع الطريق، إنّ التفاعل السلبي مع المحتوى الرائج يرجع إلى حرص الكثيرين على معرفة ما هو جديد وتتبع آثاره، وهذه طبيعة فطرية تميز المصريون عن غيرهم.

وأوضحت أن البعد الاجتماعي وانشغال الناس بأحوال غيرهم يعتبر من أهم الأسباب التي تدفهم إلى التفاعل مع أي محتوى غير رصين ولا يهدف إلى رسالة، ولكن الأمر أحيانا يخرج عن إطار المألوف وتتسع دائرة الاهتمام لتشمل كل شيء وتدفع البعض للتدخل فيما لا يعنيه ولا يهمه.

واستطردت أن هناك ميولا لدى البعض للانشغال في مشاكل الغير في محاولة للتغاضي عن همومهم الخاصة، ولهذا تزيد عمليات البحث عن آخر الأحداث المثيرة للجدل والسخرية.

البحث عن الشهرة

ولفتت إلى أن انتشار الأخبار والأحداث بات مصدرا للشهرة لصاحب الحدث سلبية كان أو إيجابية، وهو ما دفع الكثيرين للبحث عن وقائع تشهرهم حتى وإن خالفت عاداتهم وتقاليدهم وما يؤمنون به ويعتقدون فيه.

وأكدت أن هناك من يتربع على ما يعرف بالتريند ولذا يسعى لتصدره بحثا عن ربح سهل لا عناء فيه، ولا تعنيه الآثار السلبية التي تنعكس على المجتمع من بعده.

اقرأ أيضًا: بعد زلزال اليوم.. لماذا لا يشعر المصريون بالهزات الأرضية؟