الطريق
جريدة الطريق

«معالم رمضانية 19».. الإمام «صالح الجعفري» شيخ الجامع الأزهر ومؤسس الجعفرية

الأمام صالح الجعفري
رانيا زينهم أبو بكر -

حملت أرض مصر معظم الأنبياء، مكثوا فيها مع أسرهم، وأشتهرت مصر ببناء الأضرحة لأولياء الله الصالحين، وقيل عن أهل مصر أنهم أهل كرم ومحبة، فقالت عنهم السيدة زينب: "أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة مخرجًا ومن كل ضيق فرجًا".

ونستعرض معكم اليوم ضمن سلسلة معالم رمضانية، محطات من حياة أحد أولياء الله الصالحين، وهو الإمام صالح الجعفري.

شخصية اليوم... الإمام صالح الجعفري

الإمام "صالح الجعفري" هو صالح بن محمد بن صالح بن محمد بن رفاعي، يتصل نسبه بسيدنا جعفر الصادق بن سيدنا محمد الباقر بن سيدنا علي زين العابدين بن مولانا الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب، جدته الكبرى هي السيدة فاطمة الزهراء بنت سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم).
ولد الشيخ صالح الجعفرى عام 1328 هجريا، بمدينة "دنقلا" بالسودان، حفظ القرآن الكريم وأتقنه فى مسجد مدينته "دنقلا" العتيق.

يذكر أن "الجعفري" قال عن نفسه أنه قبل السفر للأزهر للتعلم، جاءه أحد أهل البلد بأول جزء من شرح النووي على صحيح مسلم، فأخذه منه وذاكره، وفي منامه رأى الشيخ عبد العالي الإدريسي- رضي الله عنه، كان مسافرا للأزهر، فذهب ليسلم عليه، فقال له الإدريسي:"العلم يؤخذ من صدور الرجال لا من الكتب" وكررها، وقتها استيقظ من منامه قائلا: لقد ألهمني ربي السفر إلى الأزهر.

كما وصف الإمام الجعفري صورة ليومٍ من أيامه في الأزهر، فيقول أن الشيخ يوسف الدجوي" كان يبدأ قراءة الدرس في الأزهر بعد صلاة الفجر حتى الساعة السابعة والنصف صباحا، وبعدها يذهبوا إلى مسجد سيدنا الحسين، فيجلسون بين يدي الشيخ "محمد السمالوطي" يسمعون لدرسه حتى الثامنة، ثم يعودوا مرة أخرى إلى الأزهر حيث تبدأ دروس الفقه، وفي فترة الإجازة كان يحضر دروس الشيخ السمالوطي باستمرار.

يذكر أن الإمام "الجعفري" لم يقتصر على واجبات وظيفته، وإنما كان يقدم الدروس والوعظ بالأزهر الشريف، فكان الطلاب يقبلون على علمه النافع، ونصحه الخالص لوجه الله، إلى أن جاءت مناسبة أظهرت جدارة الشيخ العلمية، واستحقاقه لهذه المكانة العظيمة.