آخرها مصرع 12 شخصا في المنوفية وسوهاج
حوادث الطرق.. ما زال نزيف الأسفلت مستمرا

أصبحت حلقات مسلسل الرعب المعروف بحوادث الطرق في عرض مستمر لا ينتهي نزيف الدم السائل فيه على الأسفلت الأسود، حاصدا أرواح المئات من المصريين سنويا، إلى أن وصل الحد بالبعض أن يقول بإن ما فقدته مصر من ضحايا في حوادث الطرق، يفوق اضعاف ما فقدته في كل حروبها التي خاضتها في العصر الحديث.
وتتنوع مسببات حوادث الطرق بين وجود الشبورة المائية، بخاصة في فصل الشتاء، والتي تحجب الرؤية عن السائقين، أو إصابة ميكانيكا السيارة بخلل، كعطل الفرامل، أو سوء الطرق التي لا تصلح للسير فيها، وأخيرا السرعة الجنونية المسئولة عن أغلب هذه الحوادث.
وتستعرض "الطريق" في هذا التقرير عددا من حوادث السير التي جرت على مدار الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى أعداد الضحايا الذين لقوا مصرعهم في هذه الحوادث.
و شهد عام 2018 نحو 8 آلاف و500 حادث سير، كان أبشعها وفاة شاب بعد 6 شهور فقط من زواجه، عندما اصطدمت سيارته بسارة مقطورة على طريق السويس.
ولقي ثلاثة عال مصرعهم، وأصيب 25 آخرين، في حادث انقلاب سيارة نقل محملة بالعمالة الزراعية، بالطريق الصحراوي السريع، في محافظة البحيرة، ولم تخلُ الحوادث من نصيب لأفراد الشرطة الذين اصيب منهم 13 مجندا من قوات الأمن المركزي، إثر انقلاب السيارة التي كانت تنقلهم فوق كوبري "تحيا مصر" بالإسماعيلية، كما لقي أمين شرطة مصرعه، وأصيب شخصان آخرين، بعد تصادم سيارة ملاكي، بسيارة نجدة، بطريق المحلة.
كما أصيب أصيب 10 أشخاص، في حادث تصادم سيارة نقل بأخرى أجرة ميكروباص، بطريق بني سويف/ الفيوم، وكانت المأساة أن لقي طفل مصرعه وأصيب 14 آخرين، في حادث انقلاب سيارة على الطريق الإقليمي بمحافظة مطروح.
وختمت الكوارث بالحادث المؤسف الذي وقع اليوم (الأربعاء) وأودى بحياة 12 شخصا في حادثي تصادم بمحافظتي سوهاج والمنوفية.
وتعد المحاور العشرة الملقبة بمحاور الموت من أخطر الطرق التي يتعرض فيها السائقون للحوادث المؤسفة، وهي محاور: صفط اللبن، وطريق الغردقة الدائري، والطريق الدائري، وطريق القاهرة/ الإسكندرية الزراعي، وطريق القاهرة/ الإسكندرية الصحراوي، والطريق الصحراوي الغربي/ أسيوط، وطريق الواحات، وطريق الفيوم/ القاهرة، وطريق ، الزعفرانة، وأخيرا طريق وادي النطرون الذي شهد بالأخص عددا كبير من الحوادث.
وكشف الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، فى بيان صادر عنه قبل عام من الآن، أن التكلفة الاقتصادية لحوادث الطرق فى مصر بلغت نحو 28.9 مليار جنيه خلال عام 2017 فقط، بواقع 3747 حالة وفاة في العام، قبل أن يصدر الجهاز تقريرا أكثر بشارة بانخفاض عدد حوادث الطرق في عام 2018، إلى 24 حادثا يوميا في عام 2018، مقابل 32 حادثا في 2017.
وحمَّل جهاز التعبئة العامة والإحصاء وقوع حوادث السير إلى مسئولية العامل البشري بالدرجة الأولى، وقال في تقرير له إن نسبة الحوادث التي وقعت بسبب أخطاء بشرية تصل إلى نحو 75% من إجمالي الحوادث.