قتل بن لادن والعبيدي.. رصد التنظيمات ومواجهة الإرهاب خلال 2019

ساعات وينتهي عام 2019، ويعد أبرز ما شهده هذا العام فيما يتعلق بصور مواجهة الإرهاب والتطرف في المنطقة ما أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أكتوبر الماضي، وهو مقتل زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي في العملية التي نفذتها القوات الأمريكية الخاصة في سوريا، وحينها أكد أنه وبذلك يكون قد انتهت فصول الحرب على الإرهاب في 2019.

أحمد العبيدي

شهد عام 2019 وقبل مقتل البغدادي، مقتل واحد لا يقل أهمية عن "البغدادي" وهو أحمد العبيدي، الملقب بأبو دجانة الزر، وهو أيضا معروف بـ "مخطط المجازر في داعش"، والذي لقي مصرعه في فبراير.

ووفقا لصحيفتي "جارديان و ذا صن" البريطانيتان فإن "العبيدي" كان من أهم العناصر في التنظيم وعرف بدمويته وعنفه، ولم يتضح تحديدا كيف لقي أبو دجانة مصرعه، إلا أن الترجيحات أكدت أنه قتل بنيران عناصر قوات سوريا الديمقراطية المعروفة بـ "قسد".

واستمر استهداف واشنطن للتنظيمات الإرهابية، ففي الأيام الأولى من شهر ديسمبر الجاري، استخدمت القوات الأمريكية صاروخ هيلفاير، المعروف بقدراته، وأنه من الممكن أن يفتك أي شيء أمامه، وبالفعل وجه لاستهداف قيادي حركة تحرير الشام أبو أحمد المهاجر.

ووفقا لصحيفة "تليجراف" البريطانية، فإن المهاجر تم تدريبه في الأكاديمية العسكرية المركزية التابعة لـ"هيئة تحرير الشام" التي تصنفها الولايات المتحدة بأنها منظمة إرهابية، وقدرت الصحيفة أنه وبمقتله يكون التنظيم قد واجه ضربة قوية تضعف كافة الجهود التي قام بها.

حمزة بن لادن

تلقى تنظيم القاعدة ضربة قوية، بعد أن قتل حمزة بن لادن في سبتمبر الماضي، والذي حدث في عملية لمكافحة الإرهاب نفذتها الولايات المتحدة في منطقة تقع بين أفغانستان وباكستان.

وعقب البيت الأبيض وقتها على هذه الحادثة، وأكد إن حمزة "كان مسؤولا عن التخطيط والتعامل مع باقي المجموعات الإرهابية"، بحسب الوصف الذي عُرف به، وأشار إلى أن مقتله سوف يقلل من قدرة القاعدة على إدارة عملياتها ويحرمها من مهارات قيادية.

داعش يستغل الإنترنت

شهد عام 2019 نقل فكر "داعش" لكي يتمكن من تحقيق أهدافه، فقد أعتمد أنصاره على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، لتجنيد العديد من الشباب وإقناعهم بأفكاره.

قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وعميد معهد الدراسات العربية الدكتور أحمد يوسف، إن "داعش" لم يتوقف أهدافه عند مجرد توجيه عمليات عنف ضد المدنيين، لكنه أراد إسقاط المنطقة العربية واستهدف أنظمة بعينها، وهو ما حدث بالفعل عام 2014، حيث سقطت العديد من المناطق والمحافظات في العراق وباتت تحت وطأة هذا التنظيم، وتأسس ما يعرف بـ "دولة الخلافة"، منوها أن مخططات "داعش لم تتوقف عند العراق فقد أمتدت إلى سوريا أيضا.

وأضاف "يوسف" في تصريحات لـ"الطريق"، أن هناك حقيقة يستلزم الاعتراف بها ولابد من إيجاد وسيلة لمواجهاتها، وهي أن هذا التنظيم يتمتع بالذكاء الشديد، فلم يكن يرمي شباكه على أي مناطق، فقد أستهدف مناطق فيها العديد من الحقول النفطية، وأستولى على عملات الدول التي فرضت سيطرتها عليها، كما أن مسلحيه كانوا يفرضون ضرائب على الناس، مما يدل على أن نظرته وأفكاره أبعد ما تكون من مجرد توجيه هجمات إرهابية أو عمليات عنف.

ويرى أستاذ العلوم السياسية، أن الحكم الذي سبق وأصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد أن أعلن عن مقتل أبو بكر البغدادي، حينما قال: " هزمنا داعش" يعد حكم سطحي، لأنه ووفقا لرؤيته لم تكن الأرض هي العنصر الأساسي الدال على قوة إرهاب "داعش"، لكن العنصر الأساسي هو الفكرة، فداعش حكمت الأرض ولكنها ستهزم هزيمة نهائية عندما تهدم الفكرة تماما، ومن الصعب الآن الإدعاء أو الترويج بأن الفكرة الرئيسية التي بني عليها تنظيم داعش انتهت بالفعل.

ونوه "يوسف" أن تنظيم "داعش" يستهدف وبشكل مقصود الشباب الذي يسيطر عليه الشعور بالقهر والتهميش وضعاف الثقافة، مؤكدا أنه وطالما يوجد نسبة كبيرة من الشباب يشعرون بالقهر والظلم والتهميش فسيكون من السهل خداعهم وفرض سيطرة هذا التنظيم على تفكيرهم، وهذا يعني أن الخطر قائم، فعلى الرغم من الهزائم التي تلاقها التنظيم في العراق وسوريا، التي تثبت أنه سقط في هاتين الدولتين علاوة على ليبيا ولبنان، لكنه ما زال يفكر في العودة من جديد بكافة السبل، وهذا هو التحدي الأكبر الذي لابد وأن نفكر في مواجهته، خاصة وأنهم يحاولون أن يعيدوا أمجادهم مرة أخرى عبر التسلل من مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت الذي بات ضرورة من ضروريات الحياة لدى الشباب.

تجفيف منابع الإرهاب

في 2019 بات جليا أن العمليات العسكرية لن تكون كافية ضد التنظيمات المتطرفة، طالما استمرت في الحصول على التمويل المالي للقيام بأنشطتها، تلك الخطوة التي كانت من أجل تحديد هوية مرتكبي الإرهاب في جميع أنحاء العالم ومعاقبتهم وردعهم، بحسب ما أعلنت واشنطن.