الطريق
الأحد 19 مايو 2024 06:24 صـ 11 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

أزمة سد النهضة| مصر تضرب إثيوبيا عربيا وتضعها أمام مرحلة الحسم

سد النهضة
سد النهضة

اتخذت مصر مسلكا جديدا، من أجل الوصول إلى حل يساعد في إنهاء أزمة سد النهضة، خاصة بعد تنصل إثيوبيا من التزاماتها حول الاتفاق الثلاثي الذي ترعاه الولايات المتحدة الأمريكية، ما دفع القيادة المصرية إلى توجيه تحذيرا شديد اللهجة لمن يعتدي على سيادة البلاد وحقوقها المشروعة من ناحية، ومحاولة استصدار قرار عربي يدعم موقفها.

وكانت مصر قد تقدمت، أمس الأربعاء، بتفاصيل حول المفاوضات الجارية بشأن السد، وقدمت مشروع قرار جرى إقراره، وذلك خلال استضافة القاهرة اجتماع الدورة العادية 153 على مستوى وزراء الخارجية العرب.

تأييد عربي

الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، قال: إن "مجلس الوزراء العرب أقر قرارا مهما قدمته مصر بشأن سد النهضة يؤكد حقوق مصر التاريخية في مياه النيل، ويرفض أي إجراءات أحادية إثيوبية".

كما أعرب وزراء الخارجية العرب، عن دعمهم لموقف مصر في مفاوضاتها مع أديس أبابا بشأن سد النهضة، داعين إلى استئناف المفاوضات حول سد النهضة.

اقرأ أيضا: عاجل| ”وزراء الخارجية العرب” يؤكد رفضه للمساس بحقوق مصر في مياه النيل

الدعم العربي الذي حصلت مصر عليه في قضيتها تجاه سد النهضة الإثيوبي، لاقى ترحابا كبيرا، وهو ما وضع أديس أبابا في خانة الاتهامات جراء تعنتها في إهدار الحقوق المائية لدول المصب.

رفض أمريكي

ويبدو أن الرفض العربي لخطوات الجانب الإثيوبي، لم تكن الأولى، خاصة أن الإدارة الأمريكية، أعربت في وقت سابق، عن خيبة أملها بسبب تخلف إثيوبيا عن المشاركة في الاجتماعات الأخيرة حول سد النهضة والتي كان مقررا فيه التوقيع على اتفاق حول ملء وتشغل السد.

إشادة أمريكية

فيما أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالموقف المصري والتوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق الشامل والعادل، ما دفع مصر إلى توجيه الشكرإلى واشنطن لجهودها في الوساطة الدولية للتوصل لاتفاق بشأن سد النهضة.


واشنطن

استنكار إثيوبي

الترحيب الأمريكي بصدق نوايا مصر حول أزمة سد النهضة، دفع إثيوبيا للإعراب عن خيبة أملها من من بيان الولايات المتحدة، مؤكدة أن السد عبارة عن خطوة مهمة جدا في عملية تزويد الكهرباء وعملية التنمية.

وزير الخارجية الإثيوبي جيدو اندارجاتشو، أكد في هذا الصدد، أن بلاده سوف تستمر في المحادثات التي ستجري بوساطة أمريكية، محذرا واشنطن من تسريع العملية أو محاولة التأثير على نتائجها.

وزير الخارجية الإثيوبي

دعم إيجابي

السفير عادل العدوي مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال: إن "قرار الجامعة العربية هام وإيجابي، ويدعم مصر في قضيتها حول سد النهضة"، موضحا أن الولايات المتحدة أصبحت مسؤولة عن رعاية الاتفاق وإلزام الجانب الإثيوبي ببنوده.

أهمية سياسية

وأضاف العدوي في تصريحات خاصة لـ"الطريق"، أن قرار الجامعة العربية يعد ذات أهمية سياسية كبيرة بالنسبة لمصر، كونه يدعم حقها في مياه نهر النيل، ولا سبيل سوى الدفاع عنه.

وتابع: "لم يتبق الآن سوى انتظار النتائج التي ستؤول لها الوساطة الدولية من قبل الولايات المتحدة، رغم صعوبة التنبؤ برد فعل إثيوبيا، خاصة بعد الدعم العربي لمصر، إلا أنها ملتزمة بالقرارات الدولية".


عادل العدوي

قوة مصر عربيا

من جانبه أكد السفير أحمد القويسني مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الدعم العربي لمصر يحسم الخلاف بينها وبين إثيوبيا حول قضية سد النهضة، خاصة أن هذه المساندة العربية جاءت بأغلبية كبيرة.

مخاوف إثيوبيا

وأشار القويسني، في تصريحات خاصة لـ"الطريق" إلى أن كثير من الدول العربية لها استثمارات في أديس أبابا، وإثيوبيا حريصة على استمرار هذه المصالح.

وتابع: "مصر لديها استثمارات تقدر بـ5 مليارات جنيه، كذلك الإمارات والمملكة السعودية".

اقرأ أيضا: عاجل| خارجية إثيوبيا تنتقد البيان المصري: ”لا تستطيع قوة أن تمنع بناء سد النهضة”


أحمد القويسني

ورقة رابحة لمصر

ويرى مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن قرار الجامعة العربية حول سد النهضة، يعد ورقة قوية يمكن اللجوء لها في حال تطورت الأمور للأسوأ، كما أنها ستمكن مصر من الوقوف أمام أي محاولة للجانب الإثيوبي لخرق بنود القانون الدولي، باعتبار أن النيل نهرا دوليا عابرا للحدود، موضحا أن القانون الدولي مع هذه الحالة يضع مصالح دول المصب بنفس الاعتبار.

وأشار إلى أن القرار العربي، يذكر إثيوبيا بأن مصر لديها تأييد واسع، وأنه في حال تم عرض الأمر على المنظمات الدولية، فإن مصر ستذهب معتمدة على التأييد الكبير الذي حظيت، عربيا ودوليا، وإفريقيا.

واختتم الدبلوماسي الأسبق، تصريحاته بالتأكيد على أن الدول التي صوتت لصالح مصر، سيدفع إثيوبيا للجوء إلى القانون الدولي ومعالجة بنود الاتفاق.