الطريق
الأحد 19 مايو 2024 02:08 مـ 11 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

ثروات ليبيا النفطية.. غنائم حرب لتركيا وفرنسا تقلب الطاولة

ماكرون وأردوغان
ماكرون وأردوغان

تسببت الانتهاكات التركية في ليبيا ومنطقة البحر المتوسط في إثارة موجة من الغضب في فرنسا التي قررت أن تتصدى لمحاولات الجانب العثماني من خلال حلف الناتو.

سياسة عدوانية

اعتبرت فرنسا أن ما تقوم به تركيا في ليبيا من نشر للميليشيات المسلحة، ونشر 7 سفن بحرية قبالة السواحل الليبية على البحر المتوسط، يؤكد أنها تمارس سياسة عدوانية، وانتهاك مقصود للاتفاقيات التي أبرمت من أجل منع توريد السلاح إلى ليبيا.

وأشارت السلطات الفرنسية، إلى أن تركيا تستغل حلف الناتو في مثل هذه التصرفات مما يتوجب تدخلا فوريا منه، كونه بات شبه متورط في مثل هذه الاعتداءات، مما سيجعله منخرطا بشكل أساسي في الأزمة الليبية وتصاعد حدة التوتر هناك.

وتعرضت سفينة حربية فرنسية تابعة لحلف الناتو لمناورة عنيفة في البحر المتوسط من قبل الفرقاطات التركية، بينما كانت تسعى لتحديد هوية سفينة شحن يشتبه في أنها تنقل أسلحة إلى ليبيا.

اقرأ أيضا: الجيش الليبي يكشف انتهاكات ميليشيا الوفاق الحقوقية (فيديو)

خرق عملية إيريني

الهجوم الفرنسي ضد تركيا، جاء في ظل خرق تركي لبنود عملية "إيريني"، حيث أعلن الاتحاد الأوروبي، أن سفن تركية تعمدت منع إتمام المهمة الأوروبية "إيرني" من مراقبة عملها بحظر الأسلحة المفروض على ليبيا في البحر المتوسط.

وأوضح الاتحاد الأوروبي، أن السفن التركية كانت محملة بالعتاد والأسلحة موجه إلى الميليشيات المسلحة في ليبيا، وهو ما يزيد من حدة الصراع واستمرار الأزمة الليبية.

العلاقات الفرنسية التركية

اللواء عبد الرافع درويش الخبير الإستراتيجي، أكد أن الأوضاع متوترة بين فرنسا وتركيا منذ فترة طويلة، موضحا أن فرنسا تؤيد حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا وهو القرار الذي تم الاتفاق عليه في مؤتمر برلين، لكن تركيا أصرت على التحدي، وبدأت في عمليات التنقيب عن البترول ناحية قبرص.

وأشار درويش في تصريحات لـ "الطريق" إلى أنه في ظل الرفض اليوناني والقبرصي لهذه التصرفات، بدأت أنقرة تتحرش بكلا الدولتين أعضاء "الناتو"، وهو ما دفع فرنسا للتأكيد على ضرورة المواجهة ضد أنقرة ومنعها من الاستمرار في مثل هذه الانتهاكات، مع العمل على تطبيق عملية "إيريني".

موقف البحرية التركية

وأضاف درويش أن تركيا كل يوم تثبت انتهاكاتها ضد جميع الاتفاقيات الدولية، والدليل على ذلك رفض البحرية التركية إجراء تفتيش لإحدى السفن التابعة لها التي ثبت فيما بعد أنها كانت موجهة إلى ليبيا بالسلاح.

وأكد أن تركيا الآن تواجه تكتلا أوروبيا خطيرا ضدها، مما جعلها تتحالف مع روسيا وتعقد معها صفقات لاقتسام الغنائم في ليبيا.

اقرأ أيضا: تحذير أممي من انتهاكات أردوغان في ليبيا

وتابع: أن نقطة الخلاف الحالية بين تركيا وروسيا هي مدينة "سرت" التي تعد المفتاح الذي سيساعد على استغلال النفط، مشيرا إلى أنها تفتعل الأزمات على السواحل الليبية في البحر الأبيض المتوسط عبر نشر سفنها في المنطقة، بهدف الدخول إلى سرت وفرض سيطرتها على النفط الليبي، معتمجة في ذلك على الولايات المتحدة.

ونوه الخبير العسكري، أن واشنطن تلعب على الحبلين، فقد أكدت أنها مع المبادرة المصرية، لكنها في حقيقة الأمر تريد أن تتمكن تركيا من تحقيق أطماعها في ليبيا للإضرار بمصالح روسيا.
 

معادة تركيا

في حين أفادت دكتورة سارة كيرة الباحثة المتخصصة في العلاقات الدولية، بأن تركيا تعادي مختلف دول أوروبا وبشكل قوي وواضح جدا، وذلك كان واضحا في نوفمبر عام 2011، حينما وجهت أنقرة اتهامات ضد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وقالت إنه يرعى الإرهاب، مشيرة إلى أن الآن الرئيس الفرنسي يوجه أنظار العالم لانتهاكات تركيا وإصرارها على الوقوف أمام قرارات حظر الأسلحة إلى ليبيا.

وأشارت كيرة في تصريحات لـ"الطريق" إلى أن تركيا تصدت لإحدى السفن التابعة لحلف الناتو في البحر المتوسط والتي كانت تعمل على منع توريد أسلحة إلى ليبيا، بل ووجهت 7 سفن تركية على ساحل طرابلس، مؤكدة أن تركيا وبهذه الخطوة تتحدى وبقوة حلف الناتو.

توريط الناتو

وأكدت الدكتورة سارة كيرة، أن فرنسا تعتبر أن تركيا تحاول توريط حلف الناتو بالكامل في حرب داخل ليبيا لتحقيق مصالحها، موضحة أن الناتو بالفعل يواجه خلافات مع روسيا بسبب تدخلاتها في الشأن الليبي عام 2011، وموسكو من الأساس من مصلحتها توسيع نفوذها في ليبيا ومنطقة الشرق الأوسط.

وتابعت: "دول أوروبا تريد أن تنتهي الأزمة الليبية دون التدخل في الأمر، على أن يعتمد الأمر على ميزان القوة، فالقوي هو من سيتمكن من الفوز في النهاية"، مؤكدة أن هناك يقين بأن المشير حفتر هو من سيفوز في النهاية.

ولفتت إلى أن الرأي العام في أوروبا كان رافضا وبشدة تدخل حلف الناتو في الشأن الليبي في 2011، واستمرار التدخل التركي في الشان الليبي سوف يساعد على تفاقم الأزمة أكثر وهو ما لا تريده أيا من دول أوروبا، حتى لا تخسر علاقاتها مع حلفائها في الإقليم.

اقرأ أيضا: عاجل| فرنسا تدعو الناتو إلى كبح عدوان تركيا على ليبيا

العقوبات ضد تركيا

واختتمت خبيرة العلاقات الدولية بالتأكيد على أن السر وراء الأطماع التركية في ليبيا والإصرار على نهب ثرواتها، هو ما دفع أردوغان إلى انتهاج سياسة "لوي الذراع والبلطجة" والدخول في مناوشات مع مختلف دول أوروبا والتحرش باليونان والتهديد بتدفق اللاجئين.