الطريق
الإثنين 6 مايو 2024 04:37 صـ 27 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

أسرار جديدة حول انقلاب تركيا المزعوم.. ”شبح كوبرا” كلمة السر

رجب طيب أردوغان
رجب طيب أردوغان

لا يزال النظام التركي يمارس أبشع عمليات القمع والتعذيب واختلاق الأكاذيب، وترويج مزاعم عن نظرية المؤامرة التي يواجهها حول الانقلاب المزعوم عام 2016، آخرهم تعذيب طيار مقاتل للاعتراف بكذبة الرئيس العثماني.

الرائد رافت كاليجي

اتهمت السلطات التركية الرائد طيار مقاتل رأفت كاليجي البالغ من العمر43 عاما الحاصل على العديد من الجوائز والمزايا في عمليات مكافحة الإرهاب، بتعمد إطلاق النار على عدة مواقع في تركيا عبر مروحية "شبح كوبرا".

ووصل "كاليجي" إلى أزمير مسقط رأسه عام 2016 من أجل قضاء إجازته مع والديه الذي يعيشان في نفس المنطقة، وجعلت منه السلطات كبش فداء، واتهمته بأنه ساعد في اندلاع الانقلاب الفاشل عام 2016 من خلال إطلاق النار على عدة مواقع من مروحية هليوكبتر حربية، عجز المحققون عن الكشف عن هويتها مثل رقم الذيل، وفقا لموقع "نوردك مونيتور" السويدي.

وأشار الموقع إلى أن كاليجي رفض التوقيع على إفادة بتجريمه بعد أسبوع من التعذيب الوحشي والانتهاكات التي أجبرته على إجراء عملية جراحية في المستشفى، واختلق المحققون الأدلة التي تم الكشف عنها لاحقًا أثناء إجراءات المحاكمة عندما طعن الدفاع بها.

اقرأ أيضا: أردوغان يلتقى السراج اليوم فى إسطنبول

عملية مدبرة

وأوضحت الوثائق، أن ما تعرض هذا الطيار الذي وصل إلى مقاطعة إزمير قبل أيام فقط من الانقلاب لقضاء وقت طيب مع عائلته أثبت كل ما قيل بأن محاولة الانقلاب التي كانت في 2016 كانت مخططا دبره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومخابراته وقياداته العسكرية لتوطيد المزيد من السلطة في أيدي الائتلاف الحاكم من الإسلاميين القوميين الجدد.

وأشار الموقع السويدي إلى أنه عندما بدأت أولى خطوات الانقلاب خلال ساعات ليل الجمعة 15 يوليو، كان الرائد "كاليجي" في مركز تسوق A-CITY ويقوم ببعض المهام، كمساعدة أهل زوجته في إصلاح منزلهم، وبعدها ذهب إلى متجر لأجهزة التقاط بعض العناصر، وبعد أن أنهى مهامه ظل عالقا في حركة المرور لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات، وأغلقت مركبات الشرطة والجيش بعض الطرق في المدينة، وعندما أدرك "كاليجي" أن الازدحام المروري لن يفتح في أي وقت قريب ، عاد إلى منزل والديه في "ديميتيفيلر" الذي لا يبعد كثيرا عن المركز التجاري وظل يتابع الأخبار طوال الليل.

أوامر بقطع الأجازة

في صباح اليوم التالي تلقى رأفت كاليجي اتصالا هاتفيا من رئيسه في القاعدة الرائد كاليسي الذي أمره بقطع إجازته والعودة سريعا إلى القاعدة في أزمير، فنفذ الأمر وعاد مع زوجته وأطفاله وبدأ في استئناف مهامه، لكنه فوجئ بقدوم رجال الشرطة لمكتبه، وأكدوا له أن أقواله ضرورية على الرغم من أن قانون الإجراءات الجنائية يشترط أن يتم احتجاز الضباط العاملين فقط من قبل الشرطة العسكرية تحت القيادة المركزية، وليس من قبل الشرطة، ومع ذلك تم جره إلى مركز الشرطة.

اقرأ أيضا: ”الإفتاء”: أردوغان يستغل الدين لتحقيق مطامعه الاستعمارية

وبعد اتهام كاليجي بأنه شارك لاشعال الانقلاب ضد النظام وأن هناك أدلة على ذلك، أكد أنه حدث تلاعب في هذه الأدلة وأنها ليست صحيحة على الإطلاق والأهم من ذلك أنه قدم دليل على أنه كان في مركز التسوق لأداء مهام بعينها، إلا أن أحد أنصار النظام أدعى أنه شاهده وهو يوجه الطلقات النارية عبر مروحية هليوكبتر شبح.

لجنة أوروبية في تركيا

في المقابل أرسلت اللجنة الأوروبية لمنع التعذيب وفدا لمنع التعذيب أو العقوبة اللاإنسانية أو المهينة إلى تركيا ووقتها قابل الوفيد الرائد كاليجي الذي روي ما حدث له وكيف تم اعتقاله دون ذنب وإجباره على الاعتراف بالمشاركة في قلب نظام الحكم من خلال التعذيب المبرح، قائلا: "تم تسجيل التعذيب الذي تعرضت له في 3 سبتمبر 2016 أثناء زيارة اللجنة الأوروبية لمنع التعذيب إلى السجن لتقييم مزاعم التعذيب في بلادنا".

اقرأ أيضا: بعد إحالة أعضاء 'العدالة والتنمية'للتأديب.. خبراء لـ'الطريق': أردوغان ديكتاتور ينفرد بالسلطة

جاءت زيارة وفد اللجنة الأوروبية لمنع التعذيب وسط مزاعم واسعة النطاق أثارتها منظمة العفو الدولية لأول مرة، والتي ذكرت أنها جمعت أدلة موثوقة على تعرض المعتقلين في تركيا للضرب والتعذيب والاغتصاب في بعض الحالات في مراكز الاعتقال الرسمية وغير الرسمية في جميع أنحاء البلاد.

ومع ذلك لم يتم الإعلان عن تفاصيل تقرير لجنة مكافحة التعذيب لأن تركيا استخدمت حق النقض ضد نشر التقرير ولم ترفع اعتراضها منذ عام 2016.

كما صرح رئيس اللجنة ميكولا جناتوفسكي في عام 2017 أنه على الرغم من أنه رغب في مناقشة النتائج، لكنه لم يستطع التعليق على التقرير بسبب قرار أنقرة.