الطريق
الأحد 19 مايو 2024 06:22 صـ 11 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

بعد إحالة أعضاء ”العدالة والتنمية”للتأديب.. خبراء لـ”الطريق”: أردوغان ديكتاتور ينفرد بالسلطة

الرئيس رجب طيب أردوغان
الرئيس رجب طيب أردوغان
أعلنت اللجنة التنفيذية وبالإجماع إحالة أربعة أعضاء من حزب العدالة والتنمية التركي إلى اللجنة التأديبية، ذلك القرار الذي أعلن عنه بموافقة من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ويعد أبرز ما في هذا القرار هو أن من ضمن من تم تحويلهم للتأديب رئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو، الذي كان واحدا من المقربين للرئيس التركي، وهو ما يطرح تساؤلا هاما، ترى هل الأنقسامات التي يشهدها حاليا حزب الحرية والعدالة التركي تعني أن أردوغان يقترب من حافة الهاوية؟، وترى هل بات من المتوقع سقوط النظام التركي الحالي؟، خلال السطور المقبلة يكشف "الطريق" أبرز التفاصيل التي تتعلق بهذه النقاط الهامة.
قال الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، في إنه لابد من الإلتفات، أن ما قررته اللجنة التنفيذية بإحالة أربعة من أعضاء حزب العدالة والتنمية التركي للتأديب، يعد دليلا على أن الحزب يشهد حالة من الانقسام الشديد، لمن هذا لا يعني أن حزب العدالة والتنمية على وشك الانهيار، لأن الجزم بذلك سابق لأوانه، لكنه مشيرا إلى نقطة هامة.
نوه نافعة في تصريحات خاصة لـ"الطريق"، أن أردوغان يبذل جهودا لكي ينفرد حزب الحرية والعدالة بالسلطة، وللأسف لم ينتبه إلى أنه لا يوجد حزب مهما كانت قوته قادر على الانفراد بالحكم لفترة طويلة، مضيفا أن قرار اللجنة التنفيذية يدل على عدة أمور أهمها تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية، والأهم تدني شعبية أردوغان نفسه، والسبب في ذلك أنه عمل على تغير النظام التركي من نظام دستوري إلى نظام رئاسي، أي أنه بذل جهودا لكي لا يتم اللجوء للبرلمان، حتى تتاح له الفرصة أن ينفرد بالسلطة وبإتخاذ القرارات وحده. 
من جانبها، نوهت الدكتورة منى سليمان، الباحثة المتخصصة في العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، أنه وفيما يتعلق بقرار إحالة أحمد داود أوغلو للتأديب، فإن ذلك لا يعد مفاجأة، لأنه وببساطة لم يعد داود أوغلو من المقربين لأردوغان كما كان في السابق، فقد وجه العديد من الإنتقادات ضده أكثر من مرة، فبات من المغضوب عليهم، مشيرة إلى أن هناك توقعات بأن يشكل داود أغلو حزب جديد، لذلك كان لابد من سؤالها عن الموقف المرتقب من أردوغان خلال المرحلة المقبلة.
ترى سليمان، أن أردوغان وبسبب الأزمات التي يواجهها حاليا في الداخل، فلن يكون أمامه سوى اللجوء لإنتخابات مبكرة، والتي من المتوقع أن تتم مع نهاية العام المقبل، مشيرة إلى أنه يتخذ إجراءات تساعده على الفوز في هذه الانتخابات وبالتالي يعزز من سلطته في الداخل، منوهة أنه لابد من الإلتفات إلى المعارضة القوية التي يواجهها في الداخل، وأبرز من يمثل هذه المعارضة هو التيار الإسلامي، الذي يمثله :"داود أوغلو و علي باباجان وعبد الله جولدن"، وهؤلاء كانوا من أهم أعضاء حزب العدالة والتنمية وأنشقوا كونهم لم يرضوا عن التصرفات التي يقوم بها "حزب العدالة والتنمية"، وهناك معارضة أخرى، التي وصفتها بـ "المعارضة التقليدية، التي أبرز من يمثلها الحزب الجمهوري، مؤكدة أنه من الصعب إغفال المعارضة الكردية.
فيما يتعلق بالمعارضة الكردية، أكدت الدكتورة منى سليمان، أنهم من الطبيعي أن يقفوا في وجه أردوغان، فهو يشن حرب ممنهجة ضدهم، تحديدا في جنوب شرق تركيا، وهي المنطقة التي تضم نسبة كبيرة جدا من الأكراد، وهي تعاني من الحصار الذي فُرض عليها منذ عام 2016، لذلك يواجه الرئيس التركي العديد من الجبهات المعارضة التي تشكل خطورة على مستقبله السياسي خلال المرحلة المقبلة.
عند النظر للرؤية التي قدمتها الدكتورة منى سليمان، سنجد أن الرئيس التركي من المتوقع أن يختفي قريبا عن الساحة السياسية، ليس فقط بسبب كم الأزمات التي يواجهها في الداخل، لكن الأهم من ذلك هو موقف الولايات المتحدة ودول الأتحاد الأوروبي منه، فإذا وجدوا من يتمكن من تولي شئون تركيا وفي نفس الوقت يساعدهم على تحقيق مصالحهم بالتأكيد سيعملوا على الإطاحة بأردوغان في أقرب وقت، وأوضحت أنه وعلى الرغم من الإختلاف مع السياسة التي يتبعها الرئيس التركي، إلا أن الإطاحة به سيشكل خطورة على منطقة الشرق الأوسط، لأن ذلك سيؤدي إلى سقوط تركيا نفسها، وهي الدولة التي تضم 3 مليون لاجيء سوري، كما أنها تقع في موقع استراتيجي خطير، فهي على الحدود مع العراق وإيران وسوريا، لذلك وجد "الطريق" ضرورة الإلتفات إلى الرئيس التركي والسؤال هو ما يستوجب منه القيام به لكي يحافظ على وجوده على الساحة السياسية.
أكدت الدكتورة منى سليمان أن الرئيس التركي بات على حافة الهاوية، إلا إذا تمكن من القيام بإصلاحات سريعة في البلاد، خاصة الإصلاحات الإقتصادية، وإصلاحات داخل حزب العدالة والتنمية، مع العمل على استقطاب شخصيات جديدة تتمتع بالثقة من قبل مختلف فئات الشعب، فعلى سبيل المثال، شكل أردوغان ومنذ 2006 تحالف مع حزب الحركة القومية، الذي يتمتع بكراهية شديدة من قبل الشعب التركي، ونسبة تصويته في الانتخابات ضعيفة جدا لا تتعدى الـ 12%، لذلك ليس أمامه سوى القيام بإصلاحات شاملة في البلاد، وأن يعالج الفساد الذي يعاني منه حزبه، وتحالفات جديدة.
وذكرت الدكتورة منى نقطة هامة جدا، أكدت أنها ستكون داعم قوي جدا لأردوغان لكي يتمكن من البقاء في السلطة، وهي أن يشكل حكومة أئتلافية في الانتخابات الجديدة، تتكون من: "حزب الشعب الجمهوري والعدالة والتنمية والحزب الجديد الذي سيتم تشكيله من قبل دواود أوغلو".