الطريق
الإثنين 6 مايو 2024 12:50 مـ 27 شوال 1445 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

القرية المصرية شوارع وحيطان ما قبل التاريخ.. ”العركي” أقدم قرى العالم و”سمهود” البلدة التي لا يأكل زراعتها الفأر

قرى مصر
قرى مصر

وصلت عدد القرى في مصر إلى 5655 قرية على مستوى الجمهورية، حسبما ذكر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، إلا أن الكثير منها يضرب بجذوره في عمق التاريخ وخاصة في صعيد مصر ونرصد بعضا من تلك القرى وأبرز المعالم التي توجد فيها.

أعلنت الحكومة في عام 2018 عن اكتشاف واحدة من أقدم القرى المصرية، التي عثر عليها في دلتا النيل، وبها بقايا يعود تاريخها إلى عصور ما قبل الفراعنة.

وقد اكتشفت البعثة العديد من صوامع التخزين التي احتوت على كمية وفيرة من العظام الحيوانية والبقايا النباتية، وأدوات تخزين الجبن والذي حفظ بحالة جيدة، كما توصلت إلى الفخار والأدوات الحجرية التي تؤكد على وجود مجتمعات مستقرة في أرض الدلتا الرطبة منذ خمس الآف قبل الميلاد.

وكانت قد ذكرت وزارة الآثار، أن البعثة عثرت على هذا الكشف أثناء أعمال التنقيب بمنطقة تل السمارة بمحافظة الدقهلية، شمالي القاهرة.

قرية العركي

تشتهر قرية "العركي" التابعة لمركز "فرشوط" شمالي قنا، بأنها من أقدم قرى التاريخ في العالم أجمع، وتقع بحاجر الجبل الغربي جنوب غرب مدينة "فرشوط" بحوالي 6 كم في مواجهة وادي الحول، وهو المدخل الرئيسي لطريق درب الأربعين في هذه المنطقة، كما تتواجد بها قلعة همام شيخ العرب مؤسس جمهورية الصعيد في عصر المماليك.

بينما يولي موقع قرية "العركى" أهمية كبيرة كمدخل لمدينة "فرشوط" من ناحية درب الأربعين خلال العصور المتلاحقة، وهى من توابع مدينة "فرشوط" ثم فصلت عنها في سنة 1259هـ.

ولقرية "العركى" تاريخ حافل عبر العصور الإسلامية منذ دخول الإسلام وحتى عصر أسرة محمد على، حيث شهدت وقائع العديد من المعارك الحربية أيام الفتوحات الإسلامية، وقد بني بها الأمير يوسف كمال مصلحة تعرف باسم (مصلحة العركى) كما تتواجد بها قلعة همام شيخ العرب الأثرية كما أكد المؤرخون.

ويضم متحف اللوفر بفرنسا سكين جبل "العركي" ينتمي لفترة نقادة المتأخرة "عصرالتوحيد"، وهو المقبض المصنوع من عاج منقوش، والشفرات من سيليكون مصقول، وتم اكتشافه في عام 1914م، والسكينُ بمقبضه يعد خاصةً من الأعمال الفنية الفريدة القليلة التي وصلت إلينا من فترة عصر ما قبل الأسرات أو عصر التوحيد.

بينما تميزت قلعة همام شيخ العرب بجدران فقد بنيت بطريقة هندسية، حيث بنيت بارتفاع حوالي 6 أمتار أما سمك وعر الجدران فقد بلغت ما بين 80و100م وعند قمتها 50و60سم، وهو أمر يشهد ببراعة العمارة، ومعرفة أسرار صنعتها، مضيفًا أن هذا البناء يوجد شبيه له في قلعة النحل التي شيدها السلطان الغوري ببلدة نحل بدرب الحج المصري على بعد 80 ميلا من السويس.

ولم يقم همام شيخ العرب باستخدام الخشب في بناء قلاعه والاكتفاء بالأقبية والقباب النصف كروية في تغطية حجرات القلعة وممراتها، حيث المنطقة الجبلية التي توجد بها القلاع تعيش بها آفة القرضة التي كانت تأكل الخشب بينما همام ذاته استخدم الخشب في مسجده فقط.

وتهدمت معظم مباني القلعة على يد محمد بك أبو الدهب عقب هزيمة همام فى حرب 1183هـ حيث نهبت بالكامل، وتم تخريبها لتنته حياة ثائر من الصعيد أراد الوقوف ضد السلطة المملوكية الغاشمة.

قرية سمهود

“سمهود” واحدة من أكبر وأقدم قرى مركز أبوتشت بمحافظة قنا من حيث التعداد، وهي القرية المشهورة بأنه «لا يأكل زراعتها الفأر».

قرية «سمهود» هي قرية قديمة بعيدة عن شاطئ النيل الغربي، واسمها الفرعوني يعنى «اتحاد العرش»، بسبب اتساعها وكثرة نجوعها وسكانها، قُسمت عام 1832 إلى خمس نواح، وهي سمهود، والبحري سمهود، والقبلي سمهود، والأوسط سمهود، والشرقي سمهود.

بينما وصفها علي مبارك في الخطط التوفيقية، بأنها قرية كبيرة من قسم فرشوط بمديرية قنا، تقع قرب الجبل الغربي وفي شرقيها الباطن المعروف بأبي حمار، وأنها بلدة كبيرة ذات أبنية أعلى من أبنية الأرياف، وفيها أشراف وعلماء ولها سوق كل أسبوع ، وفيها مساجد عامرة ومكاتب أهلية وأبراج حمام وعصارات.

كان للمسجد العمري، بالقرية دوره البارز، في إنتاج العديد من العلماء عن طريق دروس العلم، فلم يكن في القرية مدارس.

المقريزي ذكرها في خططه بأنها من البلدان التي ينسب إليها عدد كبير من العلماء، منهم أحمد بن موسى بن يغور، الذى تولى الغربية وتفى في المحلة في جمادى الأولى عام 733 هـ.

وأوضح مدير عام الشؤون الأثرية بنجع حمادي، سبب كثرة العلماء الذين ينتمون للقرية إلى وجود المسجد العمري، أقدم مسجد بالقرية، ويعد المسجد أحد علامات القرية، وبحسب زخارف المحراب فإن آخر تجديد له كان عام 1333 هـ، أي 1915 ميلادية.

ومن أبرز ما يميز المسجد بأن له علاقة بالمسجدين العمريين بقريتي هو، وبهجورة، لأنه يواكب نفس العصر، وتبلغ مساحته 20 مترًا طولًا و12 مترًا عرضً.

قرية صنبو

قرية "صنبو" إحدى القرى التابعة لمركز ديروط بمحافظة أسيوط، والتى تعد من أفقر قرى المحافظة، وتعتبر أقدم بقعة تم تعميرها فى نطاق شمال مراكز محافظة أسيوط وتقع جنوب مركز ديروط وشمال مركز القوصية.

ويشاع أن العذراء مريم أطلقت عليها هذا الاسم أثناء زيارتها لمصر، لأن المسيح كان قد بلغ عمر سنة عندما وصلت إليها فسميت «سنة بو»، ويقول المؤرخون فى موسوعة الأقاليم المصرية القديمة إن صنبو قرية فرعونية قديمة سميت بذلك نسبة للأمير «سنبى» رئيس الكهنة فى العصر الفرعونى وكان اسمها «سنبو»، وبها آثار لم يكشف عنها النقاب حتى الآن، وفى عام 1317 تقريبا تحول اسمها إلى صنبو.وتعتبر القرية من أهم الأماكن فى مركز ديروط حيث يأتى إليها السياح لزيارة كنيسة مار جرجس الأثرية ودير القديس مار مينا ودير القديس تاوضروس المشرقى، ومجموعة من المساجد الأثرية وأشهرها مسجد النجار أبو على ومسجد الشيح حمد، ويوجد بها أحد أقدم المساجد والذى يقال إن من أمر ببنائه هو عمرو بن العاص ويسمى المسجد العمرى.