”افطر عندي النهاردة”.. حكاية العزومات في شهر رمضان

شهر رمضان هو أفضل شهور العام؛ حيث تكثر فيه الطاعات، من صوم وصلاة وتلاوة القرآن، وقيام الليل والصدقات، وكل هذا يؤدي إلى نشر الخير والمحبة بين الناس؛ فيرضى الله تعالى عن عباده ويفرغ عليهم البركات في الأموال والصحة وغير ذلك.

والناس على مدار العام يكونون في حالة من التباعد؛ وذلك لما تفرضه عليهم ظروف الحياة وضغوطاتها، فلا يجدون فرصة للاجتماع على مائدة الطعام، في حين أن شهر رمضان فرصة كبيرة للتقرب والتواصل، وفي هذا السياق نتناول موضوع "عزومات رمضان وأشكالها".

اقرأ ايضا: التعليم تعلن موعد إجازة العيد والامتحانات (بيان رسمي)

ما هي عزومات رمضان؟

هو شكل من أشكال صلة الأرحام والتقارب، الذي أمرنا به الله عز وجل، وأوصانا به النبي صلى الله عليه وسلم، وتعنى اجتماع مجموعة من الأشخاص الذين يعرفون بعضهم جميعًا أو يعرفون أحد الأشخاص فى هذه الدعوة لتناول الطعام، وعادة ما تكون الوليمة لتقوية الأواصر بين أفراد المجتمع.

كيف كانت العزومات في الماضي؟

من العادات الجميلة في رمضان في الماضي، أن المسلمين كانوا يدعون جيرانهم على الإفطار من المسلمين وغير المسلمين دون النظر إلى الدين أو العرق، ويتجمعون حول مائد واحدة، يتناولون طعام الإفطار، فذلك يكسر الحواجز ويصنع الألفة والمودة ويوسع دائرة المعرفة.

هناك عادة أخرى، لكنها اختفت في الوقت الراهن، وهي تبادل الأطباق الرمضانية بين الجيران، ففي هذا يحدث نوع من أنواع التكافل بين الغني والفقير أو متوسط الحال.

ومن العادات المبهجة "موائد الرحمن"، التي يتم فيها إفطار المسافرين والعابرين، فهم يضطرون للإفطار خارج بيوتهم؛ لظروف عملهم.

وفى المجتمع المصرى القديم في عهد الفراعنة/ كان الاستعداد للوليمة يصاحبه نشاط كبير فى المخازن والمطابخ وكافة أرجاء البيت، ويذبح ثور ويسلخ ويقطع إلى أجزاء وفقا لأصنافها المختلفة، فمنها العكاوى (يوف ن بح) والفخذة (سوت) والركبة (يوع)، ويشوى الإوز على النار.

أشكال العزومات في رمضان

عزومات الأهل والأقارب، عزومات الأصدقاء، عزومات الزملاء في العمل، ونشير إلى كل نوع كما يلي:

عزومات الأهل والأقارب في رمضان

تشتمل على الأجداد والآباء والأبناء والأعمام والأخوال وهكذا، وتكون بشكل كبير في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، حيث تجتمع أفراد الأسرة على مائدة واحدة، خاصة وأن تلك الفترة تتشارك فيها العائلات في تجهيز "كحك العيد".

عزومات الأصدقاء في رمضان

وتكون هذه العزومات بين الأصدقاء غالبا في الأسبوع الثاني من الشهر الفضيل، وذلك بالاجتماع في أماكن مفتوحة خارج البيوت من المطاعم والملاهي والحدائق وأماكن التنزه العامة، أو قد تكون في البيوت ولكن هذه النقطة تكون بنسبة قليلة.

اقرأ أيضا:اليوم.. التعليم تعقد أول امتحان تجريبي للثانوية العامة

عزومات زملاء العمل في رمضان

اجتماع ومشاركة الزملاء في أماكن العمل والإفطار معًا، من الأمور التي تُهون تعب ومشقة يوم العمل، وهذا النوع أشبة بعزومات الأصدقاء، فالغالب أن مائدة الإفطار تكون في الشركة او المصنع.. وغيرهما، ولكن في ظل الظروف التي تعيشها بلاد العالم بسبب جائحة كورونا، اقتصر هذه النوع من العزومات على الخروج للأماكن العامة.

وقت العزومات في رمضان

لا تقام العزومات في الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك، فاليوم الأول يكون للأسرة الصغيرة المكونة من الأب والأم والأبناء في المنزل، واليوم الثاني يكون عند أهل الزوج أو الزوجة عند البعض، ثم تبدأ العزومات للأسرة الكبيرة في الأسبوع الثاني من رمضان، لتبدأ في الأسبوع الأخير التفرغ للعبادات وتحري ليلة القدر في العشر ليال الأخيرة من شهر رمضان.

ثقافات المجتمع المصري في العزومات

يتمسك أهالي الواحات بالوادي الجديد بالعادات والتقاليد المتوارثة عن الأجداد، والمتمثلة في المعاملات المتبعة في الأفراح والعزومات والتي تختلف من واحة لأخرى، فالعادات في واحة الخارجة تختلف عن "الداخلة" وعن "الفرافرة" و"باريس".

أهالي الواحات لديهم عادات وتقاليد راسخة فى الزواج، وموروثات ثقافية واجتماعية ثابتة لم تتغير أو تتأثر بالثقافات الجديدة التي طرأت على المجتمعات في الآونة الأخيرة، فأفراد الأسرة في المنزل يجتمعون على مائدة واحدة في الوجبات، خاصة فى الأعياد والمناسبات، ويكون حديثهم عن القيم والأخلاق.

تختلف مظاهر الاحتفال بشهر رمضان وتكريمه في جنوب مصر عن صعيده غير أن أهل الصعيد يطغى الجانب الروحي لديهم على الجانب المادي، وكما يتبارى مسلمو العالم في التحضير والتهيئة لاستقبال الشهر الكريم بالمأكولات والمشروبات والعادات والتقاليد المتوارثة نجد الصعيد له عاداته وتقاليده الخاصة بكل قرية أو نجع أو حتى المدينة نفسها.

ثقافات رمضانية أخرى

(أوزباكستان)

تقول مي إيهاب، مذيعة الراديو، إن المسيحيين فى أوزباكستان يفرحون برمضان مثل المسلمين تماما، ويشترون فوانيس محمد صلاح وياسمين صبرى، ويعلقون الزينة، مشيرة إلى أن درجة الحرارة تصل إلى 45 درجة بأوزباكستان.

وأضافت، أن العزومات هناك مختلفة تماما، حيث إن الأهالى يرفضون تناول الطعام حتى يتناول المعزومون الإفطار أولا ولا بد من ذبح خروف، أما جلسات السهر فتقوم على الحديث عن عظمة الأجداد.

(الهند)

وفى دولة مثل الهند يبلغ عدد سكانها حوالى مليار و366 مليون نسمة تقريبًا، يُشكل المسلمون فيها نسبة 13% من السكان، أى ما يقرب من 180 مليون مواطن، لذلك تجدهم يتمسكون بتقاليدهم الإسلامية خاصة فى شهر رمضان، لأنه يميزهم عن بقية الطوائف الأخرى التى تمتلئ بها الهند.

وتجد المسلمون فى الهند يقومون بتحضير المستلزمات الرمضانية وبدء الزيارات الأسرية، بالإضافة إلى أن المطاعم التى يملكها مسلمون تغلق أبوابها طوال نهار أيام الشهر الفضيل، كما أن الإذاعة والتليفزيون يقدمان برامج رمضانية مختلفة يوميًا مثل الخطب والمناقشات الإسلامية، كذلك تضم الصحف والمجلات.